يعقوب المطير
قبل نحو أربعة عقود وتحديداً في عام (1392هـ - 1972م) كانت هناك زيارة تاريخية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى مركز حرمَة بمنطقة سدير (محافظة المجمعة)، في سعيه الدؤوب لتفقد المواطنين وتلمس احتياجاتهم ومعرفة أحوالهم، وكان -حفظه الله- لا ينتهي من زيارة إلا ويحضّر نفسه لزيارة أخرى يقف خلالها على المنجز ويدشن لآخر، وبلدة حرمة في محافظة المجمعة تبعد حوالي (200 كم من شمال مدينة الرياض)، ففي زيارته التاريخية -حفظه الله- إلى «مركز حرمَة» كان حينها أميراً لمنطقة الرياض، فمن هنا بدأت بلدة «حرمَة» ترسم الملامح الذهبية وتخطو مسيرتها الناجحة حتى أصبحت المدينة الحالمة كما يحلو تسميتها من قبل أهلها ويستهدفها نخبة من شرائح المجتمع لزيارتها والتعرف على معالمها التاريخية، حتى خرج من هذه البلدة التاريخية «نادي الفيصلي» بقيادة رئيسه الذهبي الاستاذ «فهد المدلج» الذي تمكن بمساعدة محبين من المحافظة وداعميها بنقل الفريق بنجاح من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى ومنها صعوده التاريخي إلى الدوري الممتاز «دوري المحترفين» ومازال فيها، حتى نال لقب كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في الموسم الماضي، ونقش اسمه بحروف من ذهب في لوحة الشرف لأبطال البطولات السعودية رسمياً ، أتاحت له المشاركة في البطولة القارية والعريقة والصعبة على مستوى قارة آسيا «بطولة دوري أبطال آسيا» في النسخة القادمة، ومستضيفاً الفرق الآسيوية العريقة من القارة، وعليه فقد تشرفت بتلقي دعوة كريمة من أسرة الدريس وهي الأسرة العريقة في محافظة المجمعة، وزيارة المتحف القديم و بلدة حرمة التاريخية ونادي الفيصلي كأبرز معالم المحافظة، ومنها قد تعرفت على المبادرة الإنسانية الرائعة في نادي الفيصلي، وهي مبادرة حملت اسم «الفحص المبكر لكبار السن في القرى النائية»، وهي مبادرة مجانية من نادي الفيصلي بالتعاون مع جامعة المجمعة و كذلك مجلس شؤون الاسرة و اللجنة النسائية للتنمية المجتمعية في إمارة منطقة الرياض، بحيث هذه المبادرة أطلقت في جائحة كورونا بسبب عزوف اهل القرى والمناطق النائية عن الفحوصات الدورية في الاوقات العادية، وأثناء هذه الجائحة زاد عزوفهم عن المراجعات الدورية خوفاً من انتقال العدوى في المستشفيات والمراكز الطبية، لذلك فضل فريق المبادرة إطلاقها في هذا التوقيت والذهاب لهم في اماكن إقامتهم وخذ الفحوصات اللازمة ومتابعة النتائج مع الفريق الطبي وبالتعاون مع مستشفيات المحافظات، وكذلك في القرى النائية والهجر في النطاق الجغرافي للجامعة من خلال حافلة مزودة بأحدث التقنيات الطبية، تتمثل بالفحص الطبي الأولي بسحب عينات الدم للتحليل و الكشف عن أبرز الأمراض التي يصاب بها كبار السن والتي قد تسهم في الإصابة بفايروس كورونا، وتستهدف كبار السن الذين لا يرتادون المستشفيات أو المراكز الصحية لأي سبب كان، ويقوم فريق التطوع الصحي ونجوم الفريق الأول بنادي الفيصلي المرافقين بإقناع كبار السن بأساليب مناسبة لكل فرد من هذه الفئة.
جهود عظيمة تقوم بها إدارة نادي الفيصلي من خلال المسؤولية الاجتماعية، نسأل الله أن يبارك لهم بها وعلى هذه المبادرة الإنسانية، فنادي الفيصلي ليس مجرد فريق كرة القدم «بطل كأس الملك» حالياً، بل أكثر من ذلك، والوجه الآخر «الوجه الإنساني» في هذا النادي جعله يكسب احترام المجتمع بكافة شرائحه قبل الرياضيين أنفسهم، لذلك لا تستغربوا تميز فريق الفيصلي من حرمة، هكذا كانت رحلة الفيصلي نحو الذهب والنجاح.