د.نايف الحمد
* قبل نهاية دوري الدرجة الثانية بجولة واحدة خسر فريق الجندل فرصة التأهل لدوري أندية الدرجة الأولى في محاولة لم يكتب لها النجاح.
* كنا نتمنى أن يحقق هذا الفريق أحلام أبناء محافظة (دومة الجندل) لكن القادم سيكون أجمل بإذن الله لهذا الفريق البطل.. وأمنياتنا لم تكن تعاطفًا مع النادي فحسب.. بل لأن هذه المدينة التي حملت عبق الماضي التليد تستحق أن تتواجد في كل محفل، وتُذكر في كل موطن.. وأن يرى أبناء المملكة ما تحمله من حضارة بدأت ما قبل التاريخ.
* دومة الجندل.. تلك المدينة التي سكنتها الآثار وحوت أكبر بحيرة مائية اصطناعية في الجزيرة العربية.. تعارف الناس على تسميتها بـ(الجوف) قبل أن يُطلق هذا الاسم على المنطقة، وتحتفظ المحافظة باسمها التاريخي.
* لقد مرت على هذه المدينة حضارات موغلة في القدم كـ(حضارة الآشوريين والأنباط)، وفيها من الشواهد الأثرية ما يغني عن الكلام كـ( قلعة مارد) و (حصونها المنيعة) والتي فشلت ملكة تدمر (زنوبيا) في اقتحام أسوارها.. عندها أطلقت عبارتها الشهيرة (تمرّد مارد وعز الأبلق).
* ولدومة الجندل جولة مع بداية (الحضارة الإسلامية).. حيث يعد (مسجد عمر بن الخطاب) من أهم مزاراتها ومواقعها الأثرية.
* عندما تسير في (سوق دومة الجندل) - وهو أحد أسواق العرب ذات المكانة الثقافية والاقتصادية الكبيرة في الإسلام - متجاوزًا (حي الدرع التاريخي) تشعر بالسكينة والوقار، ولا يتسلل إليك الشعور بالغربة، فملامح القوم هنا من أهل المدينة لا يظهر عليها التوتر أو أثر لضغوط الحياة المعاصرة !! عيونهم تلمع بالصدق.. ووجوههم تكسوها الطيبة والطمأنينة.. والابتسامة لا تفارقهم.
* في دومة الجندل سترى أناس لم ترى مثلهم من قبل !! فما يتحلون به من (الحياء والنقاء) لا يمكن وصفه؛ وإذا كنت بحاجة أحدهم فلن تحتاج (للنداء).. سيأتون إليك بما عُرف عنهم من (نخوة وشهامة) وسيتفرغون لخدمتك؛ وسترى كرمًا يفيض من قلوبهم، وفرحة تغمرهم وكأنهم بحاجتك ولست أنت بحاجتهم.. فـ(الطيبة والكرم) فيهم خصال لا تموت أبداً.
* في دومة الجندل يتجاوز الناس خلافاتهم من أجل قيمهم التي عاشوا من أجلها.. ورثوها عن أسلافهم.. وصانوها بإرادة رجالهم.. وتربى عليها أبناؤهم . فـ(لله درّهم).
نقطة آخر السطر
* نجح الفريق العرباوي بالعودة لدوري الدرجة الأولى، وهذا أمر طبيعي.. فما زلنا نتذكر تلك المشاركة الجميلة لـ(فخر الجوف) في دوري المحترفين قبل مواسم عدة.
* نبارك لمنسوبي النادي وجماهيره، ونتمنى أن تكون خطوة على الطريق لـ(حلوة الجوف) للعودة لدوري الكبار بإذن الله.. كما نتمنى لقطب سكاكا الآخر نادي القلعة (عميد أندية الجوف) المزيد من التقدم في ظل العمل المميز لمجلس الإدارة الجديد بقيادة الصديق/ سلمان القايد.
* جماهير الجوف تنتظر المزيد من النجاحات لأندية المنطقة في ظل الدعم الكبير من قبل أمير المنطقة المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ين نواف بن عبدالعزيز -حفظه الله-.