يوسف بن محمد العتيق
على مدى سنوات طوال قضتها سيدة المجتمع الجوهرة بنت محمد بن ماضي قدمت لمجتمعها الكبير المملكة العربية السعودية أو مجتمعها ومحيطها الأصغر في سدير (محافظة المجمعة) أو المنطقة الشرقية الكثير والكثير مما يندرج في المسؤولية الاجتماعية من دعم للميزين من الطلاب أو دعم البحث العلمي ومشروعات خيرية متعددة، ولا يقف الأمر عند ذلك فقد أملت على ابنها الشيخ عبدالله بن محمد أبا بطين معلومات قيمة وزودته بوثائق نادرة عن والدها الأمير محمد بن ماضي أحد أبرز الرجال الذين عملوا مع المؤسس وأمرهم المؤسس على العديد من المدن والمناطق في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها.
وهي ابنة أسرة يتفق الجميع على أنها من أكثر الأسر التي زودت البلاد بشخصيات قيادية فذة في سنوات طويلة فناهيك عن والدها المضروب به المثل في الحكمة والإدارة ومن أبناء عمومتها تركي وحمد الماضي وابن عمها وعمهم محمد الماضي، فهي سليلة أسرة تعد أنموذجا أعلى في المواطنة الصالحة وخدمة البلاد ومؤسسها الكبير عليهم جميعا رحمة الله، ولا زالت هذه الأسرة كذلك بفضل الله.
قبل أيام قليلة ودعنا هذه المرأة الجليلة التي لم يوقفها المرض وكبر السن عن خدمة الوطن حتى آخر أيامها، فقد كانت تتواصل مع المجتمع برسائل توجيهية كان من آخرها رسالة بعثت بها عبر حساب ابنها عبدالله تنصح المجتمع بالتعامل مع جائحة كورونا وفق التوجيهات الصادرة عن الجهات المعنية.
لا أريد أن نرثي الجوهرة الماضي لأن الرثاء يشعر بالوداع، ونحن لن نفقد مثل هذه المرأة، بل أقول إننا نثني على ما قدمت وستكون هي وأمثالها من هؤلاء النساء باقيات في مجتمعنا بأثرهم العلمي والاجتماعي والخيري الذي لا ينسى ويذكر ويشكر. وكلنا نثمن الموقف الكبير من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في مبادرتهم الكريمة في التعزية في وفاتها لأن ولاة الأمر هم أكثر من يقدر ويثمن الرجال والنساء أصحاب السابقة والمبادرات الطيبة في خدمة الدين والوطن.