أحمد المغلوث
في الخمسينات الميلادية وبالتحديد مع انطلاق تأسيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1957م والتي هي منظمة غير حكومية مستقلة راحت تعمل بجد واهتمام كبيرين وتحت إشراف الأمم المتحدة بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة... مع تحذيرها بصورة دائمة بخطورة إقبال بعض الدول الغنية أو التي تحاول من خلال امتلاكها للأسلحة النووية بشتى الطرق لتعزيز مكانتها ولاستعراض عضلاتها «النووية» كما تتصور وتحلم. وما حدث في منشأة «نطنز» الإيرانية مؤخرًا أعادنا إلى تذكر كوارث مختلفة في العديد من دول العالم خلال العقود الماضية خصوصًا في آسيا. والمتابع لهذا الهوس النووي لا شك أنه يتذكر بكل حزن وأسى ما حدث في أوكرانيا وروسيا واليابان. وقبل هذا وبعد هذا الجميع يذكر كارثة قيام أمريكا بشن هجوم مدمر بالأسلحة النووية على هيروشيما ونجازاكي وكان ذلك في عام 1945م، إذ أقدمت على إلقاء قنابل نووية على المدينتين وتركت آثارًا مدمرة حتى اليوم حيث هناك من يعاني من تداعياتها، وحسب ما تشير إليه المراجع التاريخية خاصة العسكرية حيث كانت الخسائر بالآلاف، ففي هيروشيما كان القتلى 140 ألف شخص، وفي نجازاكي وصل العدد إلى 80 ألف شخص.. وفي نهاية العام ماتت أعداد كثيرة أخرى نتيجة طبيعية وحتمية لما سببته الحروق الإشعاعية والصدمات والأمراض المختلفة التي نتجت عن آثار القنابل. وباختصار كانت الإشعاعات النووية الناتجة عن القنابل بعد انفجارها كبيرة جدًا بل كانت مأساوية.. ونخلص من هذا إلى القول إن وجود المفاعلات النووية غير السلمية والتي هدفها استعراض القوة والتباهي أمام الدول بأنها قادرة على سحق الدول الأخرى من خلال مفاعلاتها التي تسعى فيها إلى تخصيب اليورانيوم المدمر.. كل هذا وذاك يجعلنا نشير وبكل أسف وحزن إلى المفاعلات النووية الخطيرة التي باتت مزروعة في أكثر من موقع في غرب إيران خاصة بالقرب من خليجنا العربي. الخليج الذي يشتمل على خير الخليح ومواطنيه المسالمين. مواطنيه الذين -ونقولها بكل شفافية- يعيشون في خوف ووجل منذ تصاعد اهتمامات «الجارة المخيفة» إيران ونظامها المستبد الذي أضاع مئات المليارات من أموال نفط الشعوب الإيرانية في تعزيز ترساناته العسكرية من معدات وآليات وصواريخ ومفاعلات.. على حساب حياة هذه الشعوب والذي بات بعضهم وحسب ما تناقلته وكالات الأخبار أن الفقر والجوع دفع ببعض الآباء إلى الإعلان عن بيع أطفالهم من خلال مواقعالتواصل الاجتماعي.. وليس هذا وحسب بل إن إيران وحسب ما نشرته مجلات وصحف عالمية باتت سوقًا رائجة لبيع الأعضاء البشرية بالعالم، بل إنها تعتبر من الدول المشهورة في هذا المجال القميء، إذ تعد عملية البيع بغرض الربح قانونية ويتم تنظيمها بواسطة حكومة الملالي ونظامهم اللاإنساني. والمضحك المبكي أن بيع الأعضاء البشرية وعن طريق المزاد عبر الإعلانات المكتوبة يدوياً أو الملصقة على جدران المدن أو المنشورة على الإنترنت أصبح أمراً عاديًا لدى الإيرانيين. وهناك سماسرة باتوا من الأثرياء نتيجة لازدهار هذه التجارة المؤسفة والتي تنامت في السنوات الأخيرة مع العقوبات الدولية. وكم يحزننا أن نكتب مثل هذه السطور عن ما وصلت إليه الأوضاع المعيشية والمعاشية في الجارة إيران.. وكيف تسبب نظام الملالي الذي تسيد الحكم من تدهور الحياة الاجتماعية بين شعوبها. وجاءت جائحة كورونا المستبد لتكشف عن «عورات» النظام وتخبطه في معالجة الجائحة مما ساهم في جعلها أكبر بؤر الإصابة بالفيروس فى آسيا،.. اللهم لا شماتة..؟!