أسهم الكلمات في صعود غالباً وينخفض في فترات قليلة، والمؤشر يتدرج في الارتفاع من أول إصدار أدبي إلى مجموعة «قصعوان» القصصية، وهي من تأليف أ.حاتم الشهري، وتقع في 78 صفحة من القطع المتوسط، بطبعتها الأولى 1440هـ -2018 م ومن إصدار مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع.
يقول أ.إبراهيم الحيدري: «ومن أهم الأسس التي تقوم عليها نظرية مدرسة فرانكفورت ونظريتها النقدية هو النقد، وهو فن الحكم، أي الفصل بين الحقائق واستخلاص الصحيح من الخطأ. وهو أداة تحكيم عقلانية هدفها تهيئة الوعي وإعادة الاعتبار للذات الإنسانية. إنه محاولة جادة لفهم العالم وتطوير عقل نقدي يرسخ ثقافة التساؤل والإبداع. أما محرك النقد فهو الشك بالحقيقة الكلية والجزئية، وإن الشك يعكس بدوره معرفة أخرى، شرط أن يكون النقد داخلياً وعقلانياً ويهتم بالموضوع وليس بالشكل. النقد هو جدل العقل للنظر إلى الأمور بحكمة وعقلانية».
أمامي عمل طُبخ على مهل في سنوات التجربة وكان إهداؤه «موجه إلى شخص معلوم للمؤلف مجهول للقراء» نوعه خاص ومبهم. سلم لنا الكاتب مجموعة مفاتيح الشك في مقدمته وعلى القرّاء تجربتها على الأبواب واختيار ما يناسب كل باب لفتح التأويل والتأمل والاستفادة من المعنى والقيمة البارزة من المضامنين التي وردت، منها:
- مسائل العمق والتميز.
- جدلية الحضارة وهمومها.
- العلاقات الإنسانية.
- معادلة النجاح.
- تراجيديا الألم.
• استخدام المحسنات البديعية
- الجناس.
- الطباق.
- السجع.
- التورية «هي أن تحمل كلمة أو جملة معنيين أحدهما أقرب إلى الذهن لكنه غير المقصود، والثاني بعيد إذ إنه المقصود».
• من حيث الأسلوب تخلله:
- الانزياح الدلالي.
- الاستدعاء التراثي.
- خصائص النص من المدرسة الواقعية.
- «سهولة اللغة، وبُعدها عن التكلف والصعوبة، وكذلك البعد عن الإطالة والابتذال التي لا ضرورة لها، الإبداع الفني، وتركيب عالم شبيه بالواق، التحليل والنفوذ وعدم التسطّح، والوصول إلى عمق النفس، والعلل والأسباب، الإبداع في الوصف والتصوير على المستوى الداخليّ والخارجي، والبراعة في رسم النماذج الإنسانيّة المختلفة ارتباط العاطفة بالنفس الإنسانيّة، وإرضاء الحاجات الفكرية والخيالية، وعدم الاكتفاء بالإثارة الحسية». من مقال تعريف المدرسة الواقعية, موقع موضوع.
الرأي
هذه قراءة انطباعية كالشاطئ وملامسته لبحر النقد التخصصي.
المجموعة مدعمة بدراستين نقديتين د.خالد التوازني والآخر الشاعر والناقد/صالح أحمد كناعنة
تجينس العمل جدلي حسب تنوع الآراء حوله، السرد شيق,الموضوعات عن الرؤية الذاتية للمؤلف من الداخل إلى العالم، التدفق انسيابي في المجمل مع بعض التعثرات الطفيفة بالاطلاع على الإصدارات السابقة، المبدع يتطور وصوله إلى هذه المحطة المتقدمة ونطمح بالمزيد منه في كتبه القادمة وهو يمتلك القدرة, الأدوات, الخبرة, الإصرار. سعدت جدًا بأن أتيحت لي الفرصة لمشاهدة نمو المفردات وسموها مصافحاً عقل كاتبها النير.
اقتباسات من «قصعوان»
«يحفظ المعلومات كأنه ثلاجة لحفظ الأطعمة، ولم يزده الحفظ إلا جهلاً». ص 13
«لديَّ رفٌ كاملٌ أضع فيه قنينة الشك بجانب قنينة الإيمان وعلى اليسار هناك قنينة مكسورة اسمها الصبر» ص 15،
« أنتِ يقيني في الحياة، وأنتِ الراسخة وغيركِ المتحرك؛ إيماني بكِ ثابتٌ كإيمان العجائز في نيسابور». ص 27،
«فليس كل بعدٍ شقوة، وليس كل قربٍ حظوة،
فيجيبها: الود يهدمه التجافي لا القرب»ص 38،
«هناك أشياء ترفع المرأة أكثر من الكعب العالي كالقراءة مثلاً» ص 39،
«أدركتُ أن الحب من طرفٍ واحد إنما هو مسرحية هزلية، ونكتة عابرة»
ص 43
** **
- محمد بن إبراهيم الزعير