حمد بن عبدالله القاضي
أدرك سلفاً أنه ليس من الممكن أن تكون كل المستشفيات كاملة التخصصات والأقسام، ولديها أرقى الأجهزة وكافة الخدمات التمريضية والفندقية 100%
لكن المطلوب أن يكون بأي مستشفى وبأي مدينة أو محافظة التخصصات المهمة والأقسام المطلوبة والأجهزة الطبية الجيدة بما فيها الإمكانات البشرية والتجهيزية لتقدم الخدمات الصحية للساكنين بالمدن والمحافظات وتقلّص من السفر إلى المستشفيات التخصصية بالمدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام.
سرَّني عندما زُرت خلال الفترة الماضية مرضى أعزَّة بالمستشفيات الكبرى بالرياض: كمستشفى الملك فيصل التخصصي/ مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون / مدينة جامعة الملك سعود الطبية/ مدينة الملك فهد الطبية/ مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني.
وقد سمعت الثناء من الأعزَّة المنوّمين فيها على الأطباء السعوديين وغيرهم وعلى طواقم التمريض، والعناية المشهودة بخدمات النظافة والطعام ... إلخ، فضلاً عن سرعة تقديم الخدمة سواء كانت طبية أو غيرها.
لكن يسوءني ما أسمع عن أوضاع كثير من المستشفيات بالمدن والمحافظات التي في الغالب لا يكون فيها سوى مستشفى واحد يقدِّم الخدمات الصحية لساكنيها وزوارها.. وأغلب هذه المستشفيات تعاني من نقص الأطباء الاختصاصيين ومن قلة الأقسام أو عدم استيعابها لمراجعي العيادات مما يجعل المواعيد تتأخر أشهراً عديدة، ليضطر المرضى للسفر إلى المدن الرئيسية.
وأضرب مثلاً وقفت عليه بمحافظة كبيرة سكاناً وزواراً وأُقيم فيها أول مستشفى قبل 70 عاماً وهي محافظة عنيزة والمستشفى الوحيد فيها «مستشفى الملك سعود» يعاني من نقص الأخصائيين وقلة الأقسام والازدحام، والتأخر بمواعيد العيادات والتنويم، ولولا تبرع بعض رجال الأعمال والخير بإنشاء أقسام على حسابهم كقسم السكر والكلى لزادت المعاناة أكثر وأكبر.
إنني أدرك جهود وزير الصحة د. توفيق الربيعة وزملائه العاملين معه بالوزارة وبمديريات الشؤون الصحية، وأعرف أنه لا يرضيهم ما تعانيه بعض مستشفيات المدن والمحافظات من نقص وضعف بالخدمة.
ولذا فالساكنون فيها من أبناء الوطن يتطلعون إلى نظرة سريعة والعمل على سد الممكن من النقص بالأطباء والأقسام واستكمال ما ينقصها من أجهزة وأملهم كبير بمعاليه.
* * *
= 2 =
النجاح والذين
يؤثرون على أنفسهم.
من أهم عوامل النجاح: حب الخير للآخرين وعدم حسدهم
فهذا فيه إثراء للنفس قبل ثراء الجيب
وقد روى الأستاذ الكاتب المعروف علي الحسون أحد أبناء المدينة المنورة أنه كان يحدث في طيبة وإلى سنوات قريبة أن الزبون إذا جاء إلى البائع صباحاً وكان هذا البائع قد باع على زبون آخر دلّه على جاره قائلاً: أنا استصبحت برزقي فاذهب إلى جاري.
الله.. إنه الإيثار أحد أسباب النجاح عندما يسموا الإنسان على غريزة الأنانية فيه، وما أعظم الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أو حاجة.