رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
زائر خفي يتسلل بيننا يخطف الأعزاء والأصدقاء.. لا يمهلنا وداعهم تاركًا في قلوبنا حسرة وأسى لكن كلنا إيمان بقضاء المولى وقدره.
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا نعشه ذاك يركب
في مطلع رمضان 1440هـ ودعنا شيخاً فاضلاً ورجلاً شهماً عميداً في أسرته ابتسامته في محياه حسن العشرة أنيس المجلس إنه ابن عم والدتي رحمها الله محمد الناصر الخليوي من أهالي الرس.. في ريعان شبابه واجه الحياة وشغف العيش وانطلق يبحث عن رزقه واستقر به المقام في محافظة عفيف ضمن كوكبة انتقلوا إليها واستقر بها بغرض التجارة ومارسها شراكة مع أخيه علي غفر الله له.. استمرت فترة من الزمن لكن الحنين إلى مسقط الرأس وديرة الأهل والعشيرة جعلت الأخوين يقررون العودة إلى الرس والتجارة بها بصورة فردية.. وهكذا كتب الله الاستقرار لمحمد ممارساً البيع والشراء حريصاً على عبادة ربه مبكراً لمسجده فاتحاً بابه لضيوفه وأحبابه وأقاربه للأنس بهم ومداعباً لهم ومتفقداً لأحوالهم ومطمئن على صحتهم وكأن الشاعر يقصده بقوله:
كأنك من كل النفوس مركب
فأنت إلى كل الأنام حبيب
وحاله مع حمولته وصفها الأستاذ تركي الخليوي بتغريدة جاء فيها: (انتقل والد الجميع وفقدنا معه الكرم والوصل والسمت والنقاء.. تسعون عاماً من الطاعة وصلة الرحم وغيرة على عائلته والفرح باجتماعاتها والدعم لها).. وهذا ليس عليه بغريب فهو حفيد الوجيه علي الناصر الخليوي من أعيان الرس -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته-.
عانى أبا ناصر مؤخراً من أعراض المرض وكان صابراً شاكراً راضياً بقضاء الله وقدره.. باني لدار بعد الموت يسكنها هكذا نحسبه.. وقد خطفه المنون والأجل المحتوم وأديت عليه صلاة الميت بجامع الراجحي بالرياض ووري الثرى هناك حيث ابنه الأكبر ناصر طيب الذكر.. الذي سبقه إلى الدار الآخرة رحمهما الله.
ودع محمد بالدموع والأسى ولوعة الفراق فالمصاب جلل والفقيد غالٍ وعزيز.. فهناك السنة تلهج بالدعاء وتهمس بالرجاء أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويغفر ذنبه ويجعل ما أصابه كفارة وطهورًا.. اللهم اغسله بالماء والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وجعله في عليين.. صادق العزاء والمواساة لأبنائه وبناته وزوجاته وأحفاده وإلى أسرة الخليوي العزيزة بالرس والرياض وأرجاء الوطن. ألهمهم الله جمعياً الصبر والسلوان.