اعتمدت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة اليونيسكو تسمية مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000 ويأتي اعتماد اليونيسكو، كما ورد في الإعلان، «بناء على قرار من الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في العالم العربي
الرياض هي عاصمة المملكة العربية السعودية وأكبر مدنها، ومركز منطقة الرياض. تُعد أكبر مدن السعودية وواحدة من أكبر المدن العربية بالنسبة لعدد السكان، إذ بلغ عدد سكانها عام 1438هـ/ 2017م 8216284 نسمة. وهي واحدة من أكبر مدن العالم العربي من حيث المساحة إذ تصل مساحة المدينة المطورة إلى حوالي 1913 كيلومتر مُربَّع. وتقع بالتحديد على هضبة رسوبية يصل ارتفاعها إلى نحو 600 متر فوق سطح البحر في الجزء الشرقي من هضبة نجد.
تعد مدينة الرياض من أسرع الحواضر نمواً في عدد السكان، ويقيم فيها مجموعات متنوعة من السكان من أماكن مختلفة، وتشكل نسبة السعوديين 64.19 %، وتشكل نسبة غير السعوديين 35.81 %، تتصدر الجنسية الهندية قائمة الجنسيات العشر الأولى من إجمالي السكان غير السعوديين وجاءت بعدها الجنسية الباكستانية وتلتها الجنسية المصرية ثم الجنسية اليمنية ثم الجنسية السورية.
تطورت مدينة الرياض تطورًا عمرانيًّا كبيرًا أدى إلى خلق حركة ديناميكية سريعة بينها وبين مدن السعودية، ومع منطقة الخليج العربي والعالم، ما أسهم بشكل مباشر في ازدياد نمو المدينة. ازداد حجم القوى العاملة في مدينة الرياض حتى بلغت 1.4 مليون فرد في عام 1425 هـ، مما يعني زيادة قدرها 390 ألف فرد عن عام 1417هـ.
يقدر الناتج المحلي للرياض بحوالي 60 مليار ريال وأدت مكانتها كعاصمة إلى النمو السكاني ونمو الفرص الوظيفية وزيادة معدل التوظيف في القطاع الحكومي. ويسهم القطاع الخاص السعودي بحوالي 40 % من القيمة المضافة، وينتظر أن يصبح هو القوة الأساسية للنمو الاقتصادي في السعودية مستقبلاً. وصل عدد المصانع في مدينة الرياض عام 1418هـ الموافق 1998م 924 مصنعاً، وعدد عمالها حوالي 87 ألفًا.
شهدت السعودية نهضة علمية وفكرية معاصرة تمثلت في اتساع رقعة النشاط الفكري والأدبي وتعدد أوعيته وموضوعاته وأغراضه ومحاضنه التي نشأت حديثًا هذا الحراك الفكري والأدبي والعلمي والثقافي في عدد من المحاضن التي أنشئت لتنهض برسالة الأدب والتنوير الشامل في كل أنواعه وموضوعاته العلمية والفكرية والأدبية، وباختصار لتكون منطلقًا واسعًا ومجالاً رحبًا لمختلف العلوم والآداب، ويأتي في مقدمة هذه المحاضن: الصحافة والطباعة، والمكتبات العامة والخاصة والجمعيات والأندية الأدبية، وقبل ذلك التعليم بكل مستوياته وبكل أغراضه وفنونه، التعليم العام، والتعليم العالي، والتعليم المهني والصناعي، من المؤثرات في الحركة الأدبية.
كما يعد أدباء المملكة امتدادًا متعاقبًا لشعراء وكتاب الجزيرة العربية الذين عاشوا في العصر الجاهلي والأموي والعباسي وما تلاها من عصور، ومن أبرز أدباء المملكة الذين شهدوا تأسيس الدولة حمزة شحاتة، وعبدالوهاب آشي، ومحمد حسن عواد، وأحمد عبد الغفور عطار، وأحمد قنديل، وأحمد السباعي، وحسين عرب، وحسين سرحان، وطاهر زمخشري، وعبدالله عبدالجبار، وصالح محمد جمال، وعبدالله بن خميس، وعثمان حافظ، وعبدالرحمن المنيف، ثم تبعهم جيل برز على مستوى الأدب العربي وترجمت أعماله للغات مختلفة ومنهم غازي القصيبي، وتركي الحمد، ورجاء عالم، وعبدالرحمن العشماوي، وعبده خال، وعبدالله الغذامي، وهناك العديد من التقاليد والفنون الثقافية المحبوبة في المملكة فنظم وتناقل الشعر يعود تاريخه إلى العصر الجاهلي ويعتبر كنزًا ثقافيًّا وطنيًّا، القصة والرواية أحد مظاهر الثقافة التي لقت رواجًا واسعًا وهي شكل من أشكال التعبير الفني ولكن لا بد أن تتماشى مع الشريعة الإسلامية التي تحكم المبادئ التوجيهية العامة، والخط العربي بصفة عامة وكتابة المصاحف بصفة خاصة يعتبر فنًا مقدسًا يجب أن يحترم ويبقى وينقل إلى الأجيال القادمة.
تقام في المملكة العربية السعودية العديد من المهرجانات التراثية والثقافية والشعرية والسياحية التي تجذب السعوديين ومواطني دول الخليج العربي والعرب بصفة عامة، وأشهر مهرجانات المملكة على الإطلاق مهرجان الجنادرية وهو مهرجان تراثي وثقافي يقام في مدينة الرياض منذ عام 1405هـ الموافق 1985 وكانت الدورة الأولى للمهرجان في الرابع والعشرين من شهر مارس عام 1985م/ 1405هـ، وغالبا ما يكون موعده في فصل الربيع بين شهري فبراير ومارس ويجذب العديد من الزوار داخل وخارج المملكة، ويقام تحت إشراف وزارة الحرس الوطني.
سائلا الله الهداية والتوفيق للجميع للصالح العام