منصور ابراهيم الدخيل
كانت تراودني الفكرة كتابة مقالة عنه في حياته وهذا لم يحدث ويعود لتقصير مني ولن أجد لنفسي عذراً في ذلك ولكن بعد وفاته تفاعلت وجدانياً بعد سماع خبر وفاته وإعلان وقت الصلاة عليه في مسجد المجمعة الكبير حيث ذهبت وأديت الصلاة مع جموع المصلين وقدمت واجب العزاء لأسرته وأقاربه وطلابه ومحبيه وكعادة أهالي مدينتي الفاضلة تجدهم لحمة واحدة في حالات الفرح والحزن يتكاتفون يؤدون الواجب المطلوب منهم في مثل هذه الحالات حيث اكتظت المقبرة بالمشيعين والمعزين الذين يعبرون عن وجدانهم بما يليق بمثل هذه الحالة الحزينة والذي خفف على أسرته من هول الفاجعة التي بلا شك هي سنة الله في خلقه (كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول) ففقيدنا -رحمه الله- له محبه في قلوب أهل مدينة المجمعة بمختلف أطيافها شيوخاً وشباباً وأطفالاً في التعليم يتذكرون هذه القامة الرزينة الهادئة المؤثرة التي تجعلهم في حياء وخجل عندما يتحدثون معه لما يملكه من مقومات ومهارات التي تليق بالعملية التربوية كذلك إلى جانب عمله في التعليم وقع الاختيار عليه ليكون رئيساً لنادي الفيحاء فترة من الوقت وقد أسهم في تلك الفترة في وضع الأسس واللوائح والبرامج التي يتطلبها النادي في بداية تأسيسه مما مكنه أن يكون متواجداً ضمن الأندية التي تم تسجيلها في الرئاسة العامة لرعاية الشباب في ذلك الوقت هذا فيما يتعلق بعلاقته بالتعليم والرياضة، أما الانطباعات الشخصية عنه فهو زميل لأخي الأكبر دخيل عندما كانا يدرسان في المعهد العلمي بالمجمعة ومن ثم انتقالهما إلى الرياض بعد نيل شهادة ثانوية المعاهد العلمية التحق أخي بكلية الشريعة أما هو فالتحق بكلية اللغة العربية وقد سكنا طيلة دراستهما في الرياض في سكن واحد مع زملاء آخرين أذكر منهم الأستاذ محمد بن عبدالرحمن العنقري وإخوانه الدكتور عبدالعزيز والمهندس مساعد والأستاذ محمد بن إبراهيم الرؤساء وفى ذلك الوقت كنت طفلاً صغيراً في بعض الأحيان يأخذني أخي معه إلى الرياض للإقامة معه بعض الوقت وأتذكر هؤلاء الأستاذة بالرغم من صغر سني تجمعهم أواصر المودة والمحبة والقرية التي فيها ولدوا وتربوا.
وقد استمرت علاقته بأخي وأسرتي حتى توفاه الله وكثيراً ما يلتجئ إليه في توكيله في قضاء بعض الحاجات في مدينة المجمعة بحكم إقامته في مدينة الرياض فلا يتردد في ذلك ويرحب بكل سرور وأذكر بهذه المناسبة سؤالاً يردده معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد عند كل مناسبة يلتقي فيها بأخي ويسأله عن الأستاذ عبدالله (أبو علي) وأخباره ويذكره بالمواقف والصفة التي تجمعهما وهي الهدوء وقلة التحدث.
رحمك الله يا أبا علي وأسكنك فسيح جناته وألهم أبناءك وبناتك وزوجتك وأسرة الشلهوب والشايع الصبر والسلوان و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.