منصور ابراهيم الدخيل
منذ شهرين تزيد أو تقل فقد الوطن مربياً وأديباً فاضلاً الأستاذ الكبير عبدالله بن حمد الحقيل الذي عاش في ظل منظومة معرفية تفاعلت مع الواقع واستشرفت المستقبل فتخصصه الأكاديمي في اللغة العربية جعله يرسخ مضامين هذه اللغة الشامخة أينما حل وارتحل في التعليم في المؤتمرات وفي المنتديات الأكاديمية ورحلاته الرسمية السياحية داخل المملكة وخارجها ومن حبه لهذه اللغة تجد إيقاعها لها لحناً جميلاً عندما يتحدث بها وتجد كل مستمع إليه يتمنى أن لا يسكت وهذه خاصية قل أن تجدها عند الكثير من المتخصصين فيها هذه الأجواء هيأت له مناخاً جميلاً للدفاع عن اللغة العربية والتصدي لمن يحاول الإقلال منها وتهميشها فهو لا يتردد في تلبية الدعوة لحضور المؤتمرات والندوات التي تعنى باللغة العربية بل تجده في بعض الأحيان مبادراً في حضورها حتى لو لم توجه إليه الدعوة وحينما أبرز في مقالتي هذه المتواضعة الحديث عن حبه للغة العربية ليس تجاهلاً للمواقع التي خدم فيها الوطن بدءاً من التعليم معلماً وموجهاً ومساعداً المدير التخطيط التربوي ومديراً لإدارة المناهج ومن ثم أميناً عاماً لمجلس الفنون والآداب في وزارة المعارف سابقاً وانتهاءاً بتقلده أمين عام دارة الملك عبدالعزيز في فترة سابقة وفي بداية تأسيسها والذي كان ولايزال يرأس مجلس إدارتها الملك سلمان حفظه الله وقد استطاع أثناء فترة عمله في الدارة الأخذ بتوجيهاته وتأسيس مناخ علمي مناسب لتحقيق أهدافها وقد تشرفت بزيارته في تلك الفترة عندما كان أميناً عاماً لها وتحدث عن الدار وأنشطتها وأعمالها المستقبلية وقد تكرم بإهدائي مجموعة من إصدارتها وبعد تقاعده استمر عطاؤه ونشاطه الأدبي ولا سيما في المقالات التي يكتبها في بعض الصحف السعودية والعربية فمجلة المؤرخ العربي العراقية كان يتابعها بشكل مستمر ويكتب فيها في بعض الأحيان كذلك مجلات مجامع اللغة العربية يحرص عليها ويتابعها بشكل منتظم ولديه بعض الردود والاقتراحات فيما يكتب فيها أيضاً كان من أشد المتحمسين لإقامة مجمع للغة العربية في المملكة العربية السعودية وقد كتب حول هذا الموضوع في بعض الصحف السعودية كذلك لم يبتعد عند ممارسة هوايته وهي رحلاته إلى بعض دول العالم والتي لم تكن للترفيه فقط إنما يترجم رحلاته إلى مؤلفات يكتب فيها انطباعاته عن هذه الرحلات تتضمن معلومات عن الدول وسكانها وجغرافيتها وعاداتهم وتقاليدهم والأماكن السياحية التيفيها والمواقف الطريفة التي مر بها وقبل أن أختم الحديث عن أديبنا يطول ويحتاج إلى مئات الصفحات ومما يثلج الصدر أن الكثير من المربين والأدباء والمثقفين عبروا عن مشاعرهم الوجدانية بمقالاتهم في معظم الصحف السعودية ذكروا فيها ملامح من سيرته الذاتية والعلمية وعلاقتهم بالفقيد رحمك الله يا أديبنا الغالي وأسكنك فسيح جنته وألهم أبناءك وبناتك وإخوانك وأسرة الحقيل كافة الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون وصلى الله وسلم على نبينا محمد.