سعد بن عبدالقادر القويعي
كان تأكيد -الأمير- محمد بن سلمان على أن الشيعة في المملكة: «يتمتعون بحياة طبيعية، ويعيشون في سلام، وليس لدى المملكة مشكلات مع المذهب الشيعي»؛ إعادة عقلانية لصياغة التوجهات، وفرز المواقف ضمن السياقات المتشابكة تاريخية كانت، أو سياسية، أو اجتماعية، مع ضرورة إيجاد حالة من الحوار، والتفاهم، والتعايش، وجعله حقيقة واقعة على أرض الواقع، -إضافة- إلى وجود الكثير من المصالح الدنيوية المشتركة التي يمكن الاتفاق عليها؛ باعتبار أن التدين الصحيح نقيض للطائفية الضيقة، ومعاكس لحركة التاريخ في بناء مستقبل مشرق للوطن، وللأجيال القادمة.
في إطار المتفق عليه، وتعميق المصالح المشتركة، فإن التعايش السلمي تحت راية الوطن الواحد، هو القدر الواجب، وهو أساس العلاقة بين الطرفين الذي يمكن البناء عليه. ولن يجد الأعداء لتمرير أجنداتهم التخريبية وسيلة أفضل من الصراع المذهبي، وتوظيفه في رسم مخططاتهم التدميرية في المنطقة؛ ولأن مقالي هذا ليس مقام التفصيل، إلا أن رتق الفتق، وتجسير المسافة، وتمتين اللحمة المجتمعية، وإحياء قيم التعايش بين أبناء الطائفتين، والتركيز على مساحة الاتفاق الواسعة، سيساهم -بشكل كبير- في الاستقرار الاجتماعي، وتمتين أطر الوحدة الوطنية، والتركيز على تجاهل أصوات المتطرِّفين الذين يضعون العراقيل؛ للحيلولة دون حصول هذه الضرورة الحياتية المهمة. ومن جانب آخر، يمكن الوصول إلى تفاهم للعيش المشترك، ومنع الصدام، مع احتفاظ كل طرف بمعتقداته، وأن نضع في الاعتبار المساحة الدينية المشتركة -أيا كان الخلاف حولها-.
كانت طهران هي الأرضية المذهبية التي انطلقت منها مساحات التشاحن، والسجال -السني الشيعي-؛ لتعزيز نفوذها في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، واستنزاف ثروات المنطقة، والعمل على تعزيز القتل، والفتنة، والتكفير، فكانت حالة طارئة لا دائمة؛ ولأجل قطع الطريق على أي تدخلات خارجية، كان تصريح -الأمير- محمد بن سلمان، بأن: «المملكة ليس لديها مشكلة إيديولوجية مع الطائفة الشيعية كما يروج لها، بل المشكلة الرئيسية مع النظام الإيراني الذي ينتهج إيديولوجية الشر»، هو نوع من التأكيد على أن الإرهاب الإيراني يجب ألا يكون مصادمًا للوجود العربي، والامتداد السني؛ الأمر الذي يقتضي قطع الطريق على المحاولات الإيرانية؛ لاستغلال الطائفة الشيعية لمصالحها السياسية في المنطقة العربية.