يوسف بن محمد العتيق
لست مبالغا إذا قلت إن محافظة عنيزة الغالية وأهلها الكرام حققوا قصب السبق في تكريم المبدعين والمميزين من أهالي عنيزة في كل مناحي الحياة وتوجهات الإبداع، فقبل أيام قليلة سعدت وتشرفت بالحضور والمشاركة في ندوة نظمتها الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة لتكريم بعض المبدعين من أبناء عنيزة، وقبل أن أتحدث عن التكريم لابد من القول بأن الجمعية الخيرية الصالحية نفسها أشيدت لأجل تكريم معلم الأجيال في عنيزة صالح بن صالح رحمه الله ،وحمل اسمه الكريم.
الشامخ مؤرخ الصحافة والأدب رحمه الله، والصويان رائد علم الاجتماع، والقاضي سفير الكلمة وفارس الثقافة والأخلاق هم المكرمين من أهل عنيزة وأبنائها، وزادوا على ذلك بأن كرموا رائد الصوالين الأدبية عبد المقصود خوجه ورائد البدايات الصحفية الأستاذ القدير محمد القشعمي حفظهما الله وشفاهما.
تكريم المبدعين في عنيزة يبدأ ببداية باذخة بتكريم من أمير السيف والقلم فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، ومرورا بندوة يتحدث فيها مجموعة من الباحثين عن هؤلاء المكرمين، ولا يقف الأمر عند ذلك بل كل ما تقدم من فعاليات تطبعه الجمعية الصالحية في كتاب يبقى للأجيال.
هذه عنيزة التي لم ولن يبيعها أهلها بالزهيد تكرم المبدعين ولم يقتصر تكريمها على حفل غداء أو عشاء يذهب أثره بعد يوم أو يومين مع قيامها بحفلات الغداء والعشاء ، بل زادت على ذلك أن وثقت التكريم بكتب ومطبوعات تبقى، وهذا ما يريده كل مبدع تعب على نفسه حتى وصل إلى مرحلة التكريم .
هذه التجربة الثرية والمحطة المهمة التي وقفت عندها أتمنى أن أجدها في كل شبر من أراضي وطننا الكريم، وبخاصة إذا تذكرنا أن خادم الحرمين الشريفين هو القائل حاثا على تكريم كل مميز سواء كان في المنصب أو خارجه (تعودنا في هذه البلاد على الوفاء، وهذا من شيم الإسلام قبل كل شيء، ثم من شيم العرب ،ثم من شيم هذه الدولة، والحمد لله، ونحن جميعا لا نكرم من كان في المنصب فقط، بل من عمل واجتهد وأجاد).
أخيرا كلمات الشكر لا تفي أهل عنيزة حقهم ،فهم أسسوا سنة حسنة في الاحتفاء والتكريم،وشكر خاص للأستاذ صالح الغذامي وكل من يقف معه في هذه الجمعية التي تركت بصمتها في وجدان الجميع.