هالة الناصر
أعجبني تصريح معالي وزير التعليم قبل أيام حول مدى خطورة حزب الإخوان الإرهابي وأعجبني تواضعه وإقراره باختراق فكر الحزب الإخواني المتطرف وتغلغله في مناهج التدريس وغسل أدمغة الكثيرين من منسوبي التعليم سواء كانوا مدرسين أو دارسين أو موظفين، وفي حقبة من تاريخ المجتمع السعودي تم خطف التعليم بشكل شبه كامل من أتباع هذا الحزب المتطرف وعبث الحزب كما يشاء في محتوى المناهج وفي نظام التعليم وحتى في هيكلته وصار للحزب سطوته التي لا تصد ولا ترد في زرع الأفكار المتطرفة ولي أعناق النصوص الدينية لما يخدم تعليمات الحزب وتوجهاته، هذا بالإضافة إلى تمكين أتباع الحزب من المناصب العليا في وزارة التعليم وفي غيرها من الوزارات بحكم قوة الغزو الفكري الإخواني الذي ورطنا في حروب استنزاف لا ناقة لنا بها ولا جمل وأرهبنا من تقبل الآخر عبر تخويفنا من التعاطي مع ثقافات الدول المتقدمة بحجة أن هذا غزو فكري يهدف إلى تشريدنا وفي الحقيقة لم يشرد ويدمر زهرة الآلاف من شباب بلادنا مثلما فعل هذا الحزب وغزوه الفكري المتطرف. أعجبني تصريح وزير التعليم واعترافه بوجود المشكلة وخطورتها ولاسيما أنها تتماهى مع تصريحات سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان لوسائل الإعلام الأمريكية عن خطورة هذا الحزب الإرهابي، وهي فطانة وحصافة ووطنية عالية تحسب لمعالي وزير التعليم لاسيما وهو الرجل المتخصص بتطوير التعليم ومناهجه والارتقاء به، كما نتمنى من بقية وزرائنا الكرام أن يحذوا حذوه في دعم ومؤزارة توجهات قيادتنا الحكيمة -حفظها الله- والوقوف كصف واحد في مواجهة هذا الفكر المنحرف الذي لا تختص وزارة التعليم وحدها في محاربته، بل جميع وزاراتنا وجميع مسؤولينا وجميع أفراد مجتمعنا، كون هذا الحزب الإرهابي لم ينخر في جسد مجتمع إلا أنهكه وجعله هزيلاً خاوياً، حيث لم يرفع اقتصاد دولة مصر رأسه منذ عشرات السنين بسبب نخر هذا الحزب وتدميره لاقتصاده ومشاريعه النهضوية، نتمنى أن يعقب تصريحات وزير التعليم وحدتها معالجة حقيقية بنفس حدة هذه التصريحات عبر قرارات صارمة وصادمة لأتباع هذا الحزب المتطرف مع ملاحظة بأن سياسة أتباع الحزب الإخواني - هذه الأيام - تتخذ نظام التقية والتخفي والمداهنة والتراجعات الوهمية التي سرعان ما تثور في وقت مناسب مثل لغم!