سعد بن عبدالقادر القويعي
تدشين -سمو الأمير- سعود بن نايف -أمير المنطقة الشرقية- حجر الأساس لتطوير وسط العوامية المستوحى من التاريخ الغني، والثقافة التراثية المعمارية، والتي تتميز بها منطقة القطيف التاريخية، دليل حي على الدور المشترك للتراث الحضاري في بناء الحضارة الإنسانية؛ لتكون أولوية غايتُها ترقية الحضارة، والمحافَظة على استمرارها، وامتدادها؛ نتيجة تعلقها بتصورها للدنيا، والكون؛ وحتى لما بعد الحياة.
ليس بالشعارات وحدها، وأدبيات التنظير المختلفة تقاس عظمة الأمم، وتاريخها، بل بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع؛ حتى تضمن النجاح، والفلاح، فمشروع الفعل النهضوي لا بد أن يقوم على استعداد المجتمع لقبول النهضة، وقيادة مفكري المجتمع، ورعاية، وتنفيذ الدولة؛ لتضع الإنسان السعودي على رأس الأولويات، وتخضع المشروعات الحديثة لخدمته؛ ليعيش المستقبل بكل راحة، وأمان، وتتحول النهضة - ذاتها - من تراث يربط حاضر الأمة بماضيها، إلى ما يعزز حضورها في الساحة الثقافية العالمية.
سيصبح مشروع وسط العوامية - بعد عام من الآن - معلما، وقلبا نابضا للحياة، يجسد رؤية 2030 بخططها الواسعة، والتي من بينها البرامج - الاقتصادية والاجتماعية والتنموية -؛ لأنها تستهدف تجهيز المملكة لمرحلة ما بعد النفط، وستصبح نهضة العوامية مبعث روح الحضارة التي تتساقط معها الحجب المصطنعة بين الإرهاب البغيض، وبين الواقع المعاش الحافل بالتطورات اليومية؛ لتنتقل من ظلمات الإرهاب إلى نور التنمية، والتطور العمراني، وسيعمل صانع القرار على تنمية البلاد، وتخليصها من الأزمات، وعلى إحداث نقلة اقتصادية، وتنموية غير مسبوقة فى تاريخ الدولة؛ من أجل أن تكون محور فلك التجديد الحضاري، وانطلاقا من تركيبته الاجتماعية، والتي لا يمكن أن تتحقق في الواقع إلا بمنهجية علمية مؤصلة، تزخر بالاجتهاد، وتمور في التجديد.
لا تنمية بدون استقرار، ولا استقرار بدون أمن؛ ومن أجل تدشين رؤية رشيدة على أرض الواقع، فقد أنجزت الدولة أشواطا إيجابية على طريق التنمية في العوامية، واعتمدت عددا من السياسيات الصارمة لتحقيق هذا الهدف، وخلقت بيئة مواتية للنمو؛ باعتبار أن عملية التنمية كي تتحقق على أرض الواقع، فإنها لا بد أن تبدأ من الإنسان، وتنتهي في كل مرحلة من مراحلها المستمرة، والمتصاعدة بالإنسان، وللإنسان؛ كونه الوسيلة الرئيسة لعملية التنمية، وهو في الوقت - ذاته - غايتها.