أحمد بن علي آل مطيع عسيري
لقد فجع الوطن برحيل الأمير منصور بن مقرن ورفقائه الذين حملتهم المروحية إلى مثواهم الأخير وهنا أشير إلى بعض ما عرفت عن الأمير الراحل: تربى في كنف والده الكريم مقرن بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - على الشجاعة والإقدام، والعطاء والفروسية، وحب الوطن ونفع المواطن؛ مما أكسبه روحًا مليئة بالجاذبية وأفكارًا محملة بإستراتيجية يتخذ الإبداع ركنًا أصيلاً في رؤيته الإدارية الخاصة ويعول على برامجه التطويرية واستشاراته التنويرية في الوصول لمبتغاه وتحقيق هدفه وإصابة مراده. يحمل سيرة ذاتية ثرية وخبرات إدارية متراكمة عمل في أكثر من موقع وغذى ذاته وأثرى ملكاته الأدبية واللغوية والتدريبية بحزم تطوير وبرامج تدريب ونماذج تأهيل.
لديه سجل ذهبي ووشاح ملكي في خدمة الوطن والمواطن يمثل الجيل المتميز والكوكبة الثانية من الأحفاد الغر الميامين في الأسرة المالكة الكريمة التي لها حضورها المضيء وإشراقتها الوضاءة وإطلالتها المتلألئة؛ يقود حملة ويشرف على عمل ويؤسس مفهوم إذا دلفت لإمارة منطقة عسير وجدت منصور بن مقرن متأهبًا للاستقبال والمشاركة والرعاية والدعم بكافة أشكاله المادي والمعنوي والروحي، تشرب التواضع ولقن العطاء وسار على المنوال وترسم الخطى وتقفي التقاليد العريقة لأبيه العظيم مقرن بن عبدالعزيز رجل الدولة البارز وابن المؤسس الفذ والرائد المظفر عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-.
ولا غرو ولا عجب في أن تنتقل الوطنية الشامخة والنفس المتواضعة من أب متميز إلى ابن بار.
بابه اقتدى عدي في الكرم
من شابه أباه فما ظلم
يهتم بالثقافة والفكر والرأي، ويدعم الإعلام والصحافة والإذاعة، ويولي عناية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ومن في حكمهم، طاقات الشباب وتحقيق تطلعاتهم هي الجواب الذي لا سؤال بعده الأجندة لديه خدمة عامة وتنمية شاملة ومسؤولة ورعاية لمصالح المواطنين عضيد فيصل ونائبه في كل شيء لخدمة الإنسان والمكان والارتقاء بهما لمواكبة التطور وملاقاة الطموح ومعانقة الوصول إلى مصاف المناطق المتميزة في الإدارة والتعليم والخدمات الاجتماعية والأنشطة الثقافية كما هي لؤلؤة السياحة وعاصمتها الرائدة وأيقونتها الشامخة، أبها جارة السحاب وعسير معانقة الضباب وتهامة هوائها العليل يمخر ماءها العباب.
سنذكر دومًا حبك لأبها، وعنايتك بإنسان عسير ورعايتك للمصالح العامة والأنشطة والبرامج والخطط بطموح عالٍ ودأب كبير، سنذكر حديثك العذب ولغتك الجميلة ومكتبك الواسع وابتسامتك الحانية، سنذكر خطاك في السودة وحفل خميس مشيط وزيارتك لأحد رفيدة وتطوير الساحل آخر المطاف في محافظة البرك، سنذكر ابنك سعود الذي اختار أبها مقرًا لتعليمه سنذكر ابنتك ريما وهي ترتدي الفستان التراثي التقليدي العسيري فزادته جمالاً وسنضع صورتك وأبنائك في أماكن تستحق العناية لأنك أثير لدينا وحبيب لقلوبنا.
اللهم يا من قلت في محكم كتابك: (ادعوني استجب لكم) ادعوك بأن تغفر له وترحمه وتسكنه فسيح جناتك أصدق التعازي لسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير وإخوان الفقيد الأمراء فهد وعبدالعزيز وفيصل وتركي وبندر وابنه سعود بن منصور وابنته ريما بنت منصور ووالدته الأميرة عبطا الرشيد وحرمه الأميرة نورة بنت سعود بن فهد {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.