هاني سالم مسهور
تتوالى ردود الفعل على استهداف الرياض بصاروخ (إيراني) تم إطلاقه من اليمن عبر خبير (إيراني)، ومن الواضح أن الإيرانيين لم يكونوا ينتظرون كل هذه الردود الصارمة تجاه العدوان على السعودية، ويبدو أن الحوثيين باتوا (كالأطرش في الزفة) فالكل يتعامل مع واحدة من أهم التحولات الدولية في الشرق الأوسط باعتبارات تتجاوز الصراع اليمني إلى ما هو أبعد من ذلك فلقد كشف الاعتداء الإيراني مدى ما بلغ إليه النظام الإيراني من تهديد وصل إلى الاعتداء العسكري كما وصفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واضعاً النقاط على الحروف تماماً.
دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الحوثيين مبرراً إطلاق الصاروخ البالستي على السعودية متجاهلاً في الوقت نفسه دور إيران السلبي في إمداد مليشيات الحوثي بهذا النوع من الصواريخ بعيدة المدى، فاليمن لم يمتلك هذه القدرات إطلاقاً وأكثر مدى يمتلكه كان 200 كيلو متر التي تحققها صواريخ سكود الروسية والتي كانت قد أبرمت صفقة شرائها جمهورية اليمن الجنوبية قبل الوحدة وتم استلامها عبر الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
إيران ضالعة في ما يجري في اليمن منذ عقدين ولكنها صعدت تدخلها وتأثيرها منذ بداية الانقلاب على الشرعية السياسية في سبتمبر 2014م ويمنح الإيرانيون الحوثيين المشورة العسكرية من خلال الحرس الثوري الإيراني ومن خلال مستشارين من «حزب الله» اللبناني، ويوفرون لهم وسائل قتالية متطورة بما في ذلك صواريخ أرض - أرض، والصواريخ البحرية، والطائرات من غير طيار، والقوارب المتفجرة عن بعد ووسائل لجمع المعلومات الاستخبارية وبحسب تقرير عسكري فإن إيران تستخدم الساحة اليمنية كـ«مختبر» لتجربة وسائلها القتالية ولا سيما في المجال البحري والصواريخ، يضاف إلى ذلك محاولتها الدائمة للسيطرة على كامل جغرافية اليمن.
التدخل الإيراني في اليمن لن تتوقف أهدافه، فالايرانيون يرون أن عليهم السيطرة على البحر العربي ومضيق باب المندب ويدفعون بالحوثيين في هذه الحرب برغم أنهم فقدوا أكثر من 80 % لمصلحة الشرعية اليمنية وبرغم ذلك يحاولون بشكل مباشر الضغط في الملف اليمني من أجل تدويل الملف اليمني وإدخال المنطقة في مقايضات سياسية.
تناست إيران أن الحرب في اليمن تدخل في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216 وتحت الفصل السابع وأنها اخترقت القرار الأممي بتزويد الحوثيين والرئيس السابق صالح بالسلاح، وهذا انتهاك صارخ للقرار الدولي ويضع إيران تحت المساءلة القانونية نتيجة هذا التجاوز الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويدفع لتأزيم القضايا العالقة بتشجيع أطراف النزاع لاستمرار الحرب المفتوحة في اليمن.
هذا الانتهاك الإيراني كان مستمراً سواء من خلال الصواريخ البحرية التي استهدفت الفرقاطة السعودية وكذلك سفينة الإغاثة الإماراتية (سويفت)، كما أن نوعية الألغام البحرية هي ذاتها التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني، كذلك ما أثبته الأسطول الأمريكي الخامس في البحر الأحمر من ضبط أربعة شحنات سلاح إيرانية في البحر الأحمر، كما أن تورط «حزب الله» في اليمن بدأ منذ 2009م بنقل الحوثيين إلى معسكرات تدريب في جنوب لبنان، وعمل «حزب الله» في الفترة من سبتمبر 2014م وحتى مارس 2015م لنقل خبراء لبنانيين إلى اليمن.
تأكيد البيت الأبيض الأمريكي على أن الصاروخ الذي استهدف الرياض لم يكن في اليمن قبل سبتمبر 2014م يعزز الإدانة الدولية وكذلك تؤكد على أهمية الفعل الدبلوماسي باستصدار قرار إدانة لإيران على انتهاكها القرار الأممي 2216 ومحاولة فرض عقوبات دولية على التدخلات الإيرانية في اليمن.