عبدالله العجلان
الأحبة الأعزاء نجوم منتخبنا الوطني:
غداً الثلاثاء أمام منتخب الإمارات الشقيق أنتم ونحن والوطن بكل تضاريسه وأطيافه وأرجائه والملايين من أبنائه على موعد مع مواجهة تمثل في قيمتها وتأثيرها منعطفاً مهماً في مسيرتكم نحو تحقيق حلم الوصول إلى مونديال روسيا 2018م، لن أكتب عن التدابير والخطط والأساليب الفنية فلديكم مدرب عالمي، وانتم كذلك تملكون من المعرفة والخبرة والدراية ما يجعلكم في مستوى الثقة بامكاناتكم ومواهبكم.
انا ومعي الملايين نرفع أكف الضراعة للمولى القدير بان يوفقكم، ونأمل منكم تقديم العطاء اللائق بنجوميتكم وقبل ذلك بشعار واسم وألوان ومكانة المملكة العربية السعودية، قاتلوا من أجلها، قدموا بطاقة التأهل هدية بسيطة متواضعة للوطن وعرفاناً وتقديراً له ورداً لجميله وكريم عطائه، تجاهلوا ضجيج الغوغاء والمتعصبين ممن تستهويهم لغة الملاسنة وبث الكراهية والخوض في مستنقع التشكيك والايذاء والاقصاء.
تذكروا أنكم أمام حلم غال وجميل لن يتكرر بسهولة، هي فرصة لكم لا تُقدر بثمن، استثمروها لتخليد ذكراكم وتسطير أسمائكم بمداد من ذهب في قائمة الفخر والشرف ومجد الوطن الرياضي، كونوا الجيل المنقذ للكرة السعودية بعد إخفاقات مريرة ونتائج مخيبة خليجياً وعربياً وقارياً دامت وأحبطت الجماهير طيلة السنوات الـ 11 الماضية، تأكدوا أنكم بإصراركم وعزيمتكم وقوة ارادتكم ستقهرون المستحيل وتحققون انجازا تاريخيا طال انتظاره.
كنوز لم تكتشف
قبل سنوات طويلة كتبت عن بطل العرب لدرجة الشباب في الوثب العالي والعشاري وصاحب الرقم القياسي انذاك اللاعب سعد الدخيل من نادي اللواء بمحافظة بقعاء، والذي اصبح فيما بعد رئيسا للنادي ثم مؤخرا عضوا في الاتحاد السعودي لألعاب القوى، كتبت وقتها عن نجوميته وبروزه على المستوى العربي، وعن ضرورة أن تهتم الاندية ذات الامكانات المحدودة بالألعاب الفردية، لأنها ستحقق لها الشهرة والانجازات بأقل التكاليف المادية والبشرية، وبشكل يفوق بكثير عناء وتعب وانفاق واخفاق الألعاب الجماعية وتحديدا كرة القدم التي أخذت من الأندية السعودية كل شيء ولم تنفعها او تحقق لها أي شيء.
تذكرت هذا وأنا أشاهد بفرح شديد وسعادة غامرة تتويج البطل السعودي ولاعب نادي السلام بالعوامية محمد السويق بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للتايكوندو لدرجة الناشئين، وقلت في نفسي: ها هو لاعب ناشئ في لعبة فردية وفي ناد مغمور يصادق على ما قلته قبل حوالي 25 عاماً، ويحقق لنفسه وناديه ومدينته ووطنه ما عجزت عنه أندية كبرى أنفقت الكثير وبذلت الغالي والنفيس، والأهم من هذا انه وجه رسالة قوية ومعبرة لعشرات الأندية السعودية التي مازالت من سنوات منسية بائسة لم تتقدم خطوة واحدة في أية لعبة بسبب انشغالها غير المجدي في كرة القدم، ورغم هذا لم تنجح وبقيت أسيرة الدرجة الثالثة، بل حتى في منطقتها لا وجود لها إلا في الاسم.
نصيحة لهذه الأندية: اهتموا في ألعاب فردية لا تحتاج لمنشآت نموذجية ولا ميزانيات ضخمة ولا صفقات مكلفة، ابحثوا في أحياء ومدارس مدينتكم أو حتى قريتكم ستكتشفون الكثير من المواهب التي تستحق من يستقطبها ويبرزها لتكون علامة فارقة ومفيدة لأنديتكم.