أ.د.سليمان بن عبد الله أبا الخيل
أحدثت الدرعية منعطفًا تاريخيًّا في الجزيرة العربية؛ فهي تعد رمزًا وطنيًّا بارزًا في تاريخ المملكة العربية السعودية؛ فقد ارتبط ذكرها بالدولة السعودية الأولى، وكانت عاصمة لها، وأصبحت منارة بعد أن ناصر الإمام محمد بن سعود دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عام 1157هـ/ 1744م؛ لتكون قاعدة للدولة، ومركزًا ومقرًّا للحكم والعلم.. ولم تزل كذلك حتى اختار الإمام تركي بن عبد الله الرياض مقرًّا جديدًا للحكم عام 1240 هـ/ 1824م.
كانت الدرعية تجسيدًا للهوية الثقافية في الجزيرة العربية منذ منتصف القرن الثاني عشر الهجري/ منتصف الثامن عشر الميلادي؛ فأضحت رمزًا لأصالتها وعنوانًا لحضارتها، وتميزت بمظاهر طبيعية رافدة، وشعاب وأراضٍ خصبة، ومثلت معالم من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان التاريخية والحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير.
والدرعية اسم مكان، نُسب لأهله؛ فهي حصن الدروع. والدروع قبيلة استوطنت وادي حنيفة، وحكمت حجر والجزعة، ودعا أحد حكامها «ابن درع» ابن عمه مانع المريدي (من عشيرة المردة من بني حنيفة) للقدوم من عروض نجد شرق الجزيرة إلى مرابع وادي حنيفة، وسكن القادمون بين غصيبة والمليبيد. وبتاريخ قدومهم يؤرخ لتأسيس الدرعية عام 850هـ/ 1446م.
وبظهور دعوة الإصلاح في ربوعها، بعد أن احتضن الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى (1157 - 1233هـ/ 1788 - 1818م) دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، برزت حقبة جديدة في تاريخ الدرعية؛ فأصبحت أقوى مدينة في نجد؛ لتحمل على عاتقها رسالة الإصلاح، وتحقق الكثير من النجاحات، وقوي مركزها السياسي والعسكري والديني، وتدفقت عليها الثروات، وتقاطر التجار على أسواقها، وغدت منارة للعلم والتعليم، وتوافد عليها طلبة العلم من الأقطار كافة.
وأصبحت هذه البلدة الصغيرة مشهدًا للدولة السعودية، تروي شوارعها نبضًا من تاريخ عريق، وتحكي أسوارها قصصًا من التضحيات الطاهرة، وتخفق راياتها بحب الخير والدعوة إلى السلام ونشر نور الإسلام والدعوة إلى التمسك بأهداب الدين الحنيف وسُنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فسرعان ما تحولت إلى مركز حضاري ونبراس معرفي في وسط الجزيرة العربية، يقصده كثير ممن يبتغون العلم، ويجتمع فيها العلماء، وتؤلف في رحابها المؤلفات المتعددة، وتكتب المخطوطات، وتعد الرسائل الدعوية التي تحث على الخير، وتدعو إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة.
كما اشتُهر أئمة الدولة السعودية الأولى بالعلم والعدل والحزم والالتزام بالقيم الدينية والتمسك بروح العقيدة الإسلامية والعادات والتقاليد الحميدة؛ فاستتب الأمن، وعاش الناس مطمئنين في حياتهم، آمنين على أرواحهم وأملاكهم وتجارتهم، وخضعت لنفوذ الدرعية معظم أجزاء جزيرة العرب، وشملت بلاد العارض والأحساء والقصيم وجبل شمر ومكة والمدينة والحجاز وجنوب الطائف وأراضي تهامة.
وتشير كثير من الروايات التاريخية إلى أن الدرعية تعززت فيها روابط الحياة الاجتماعية المبنية على الأخوة الإسلامية العميقة والأخلاق العربية الأصيلة؛ فامتزج فيها الناس بقيادتهم الرشيدة حبًّا وإخاء وتطلعًا نحو بناء دولة واعدة بالرقي والتقدم، طامحة إلى العلياء، تسعى نحو نشر رسالة الإسلام المغمورة بالحب والسلام.
كما جاء اعتراف عالمي بمكانتها التاريخية والتراثية بتسجيل حي الطريف في قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو العالمية، وبذلك تتجلى أهمية أن هذه المنطقة التاريخية التي كانت مفصلاً تاريخيًّا مهمًّا في بناء هذه الدولة.
وكم حظيت الدرعية باهتمام يليق بها من قِبل القيادة الحكيمة؛ فنجد أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض سبق أن أولتها كثيرًا من الاهتمام والدراسة. وقد جمع برنامج تطوير الدرعية التاريخية - وفقًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض - بين المحاور: العمرانية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، وبين متطلبات التطوير البيئي لوادي حنيفة، ويشكل نموذجًا لعمران الواحات.
وارتكز البرنامج الذي وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتنفذه بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الدرعية، على مقومات الدرعية التي بدت في قيمتها التاريخية والسياسية والثقافية، وتراثها العمراني، وموقعها الفريد على ضفاف وادي حنيفة؛ لذا اعتمد البرنامج مبدأ التكامل مع مدينة الرياض، على أن تكون الدرعية ضاحية ثقافية، سياحية، ترويحية بمستوى عالمي.
ولما للدرعية التاريخية من مكانة ثقافية عظيمة لدى هذا الوطن، وأهمية ما تحتويه من تراث عمراني عريق، صدرت الموافقة السامية في 17 جمادى الآخرة 1419هـ على برنامج تطوير الدرعية التاريخية، بأن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أمر تنفيذ هذا البرنامج، وتشكيل لجنة تنفيذية لتطوير الدرعية في إطار الهيئة العليا برئاسة أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وعضوية عدد من الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص.
ومما وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من استراتيجية لتطوير الدرعية التاريخية: تحويل المناطق الأثرية والتراثية في الدرعية إلى مركز ثقافي وحضاري رئيس لهذا الوطن نظرًا للدور الريادي والحضاري للدرعية باعتبارها مركزًا ومنطلقًا للدعوة ونواة للدولة السعودية. وشملت تلك الاستراتيجية أيضًا اتخاذ أحياء الدرعية التاريخية والقديمة نواة ومحورًا للتطوير العمراني والثقافي. كما أخذت على عاتقها تحقيق التنمية المستدامة بالمحافظة على المقومات البيئية الطبيعية، وتشجيع الاستثمارات الخاصة للمشاركة في برنامج التطوير.
وتنوعت محاور التطوير لتشمل التخطيط الحضري للبلدة، بأن يتواءم مع التخطيط الحضري لمدينة الرياض، والتطوير العمراني لأحيائها التاريخية والقديمة، باستكمال المرافق والبنى التحتية، وتطوير بنيتها العمرانية، وتوفير الساحات والميادين والحدائق العامة والطرق ومواقف السيارات وممرات المشاة.
كما بدا المحور الاجتماعي في البرنامج بتوفير عوامل استقرار سكانها، وتطوير اقتصادياتهم، فيما يتمثل التطوير التراثي الثقافي في إعادة ترميم منشآتها التراثية، وإنشاء المؤسسات الثقافية الوطنية، والمتاحف، وتنظيم الأنشطة الثقافية المستمرة، وتأهيل الدرعية لتكون أحد مواقع التراث العالمي المتجدد.
بوابة الدرعية
كانت الدرعية على مدى عقود مصب اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه -؛ لذا حظيت بشتى صور الاهتمام والرعاية من مقامه الكريم؛ باعتبار أهميتها في أصالة وتأصيل الهوية الوطنية.
وجاء الأمر الملكي الكريم مؤخرًا تتويجًا لذلك كله بإنشاء هيئة تطوير بوابة الدرعية برعاية كريمة من صـــــاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - رعاه الله - حرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - على تراث هذا الوطن العريق، وما هذا عليه بجديد؛ فله في ذلك أيادٍ سابغة، وباع طويل، اهتمامًا منه - حفظه الله ورعاه - بالدرعية التي تعد رمزًا ومدخلاً تاريخيًّا للمملكة العربية السعودية؛ لتجعل هذه الهيئة من الدرعية تاجًا لتاريخ هذا البلد العظيم، ومهوى لأفئدة الزوار والسائحين من جميع البقاع داخل هذا الوطن وخارجه، ولتكون واجهة حضارية ذات حلة قشيبة، ومَعلمًا تراثيًّا شامخًا، يحكي لنا قصة ما جرى فيه من أحداث، ويروي حكاية رجال هذا الوطن الذين كانوا مثالاً للوطنية بكل معانيها؛ فأنجبوا أحفادًا، نُقشت في أفئدتهم خارطة الوطن عشقًا، ولينافس أشهر المعالم الحضارية العالمية.
وليضرب لها سهمًا عظيمًا، وحظًّا وفيرًا من المجد والشهرة؛ فبوابة الدرعية تعبِّر عن عراقة وأصالة وعمق تاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها الحضاري والثقافي، وهي بذلك جديرة؛ فموقعها ذو أهمية استراتيجية بالغة؛ إذ يحدها من الشمال محافظة حريملاء، ومن الجنوب ضرما ومدينة الرياض، كما تميزت بموقعها باعتباره امتدادًا لحي البجيري من جهة الشرق، وكأنها شرفة مطلة على وادي حنيفة، تحتوي على كثير من المشاهد والمعالم التاريخية والثقافية؛ ولعل ذلك يفتح باب رزق وفير لمشاريع القطاع الخاص.
المشروع الأضخم في السياحة التاريخية
إنَّ المتابع لحرص القيادة السعودية على مضامين التراث والثقافة الوطنية يعي أن مشروع بوابة الدرعية يحوي أضخم مشروع سياحي وثقافي وحيوي مهم، يهدف إلى تطوير الدرعية. ويضم المشروع أكبر متحف إسلامي في الشرق الأوسط، إلى جانب المدينة الطينية، التي ستقام بها مكتبة الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وتشمل أسواقًا ومطاعم ومجمعات تجارية ومواقع احتفالات. ويحظى مشروع هيئة تطوير بوابة الدرعية بمساحة تبلغ 1.5 مليون ألف متر مربع.
خطوات نحو المشروع
وليمضي هذا المشروع قدمًا نحو التحقيق والتطبيق، ولتكون أولى خطوات التنفيذ لهذا المشروع، صدر أمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتشكيل مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - حفظه الله -، وعضوية كل من: صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، ومعالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، ومعالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري، ومعالي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان.
وعد ووفاء
جاءت تلك الخطوة الوثابة نحو الرقي والتقدم وفاء لما وعدت به الرؤية الطموحة رؤية (2030) التي تصب فيما دعت إليه؛ فهذا العمل العظيم والقرار الحكيم هو أحد وعودها، وتشخيص لما وعدت به في أحد مرتكزاتها الثلاثة، وهو (العمق العربي والإسلامي)؛ فقد جاء في الفقرة الثانية منها (1.1.2)، التي تعد بتسخير الطاقات والإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن: (وسنعمل على إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية من خلال التوسع في إنشاء المتاحف وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية، وتنظيم زيارتها). كما أنها اعتزاز بالهوية الوطنية، وفخر بالإرث الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وهذا ما نصت عليه الرؤية أيضًا في فقرتها الثالثة (1.1.3) (نعتـــز بهويتنا الوطنية). ومما جاء فيها: (إننا نفخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وندرك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة.
إن أرضنا عرفت - على مر التاريخ - بحضاراتها العريقة وطرقها التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض؛ ما أكسبها تنوعًا وعمقًا ثقافيًّا فريدًا؛ ولذلك سنحافظ على هويتنا الوطنية، ونبرزها، ونعرف بها، وننقلها إلى أجيالنا القادمة، من خلال غرس المبادئ والقيم الوطنية، والعناية بالتنشئة الاجتماعية واللغة العربية، وإقامة المتاحف والفعاليات، وتنظيم الأنشطة المعززة لهذا الجانب. كما سنستمر في العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم، وتسجيلها دوليًّا، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا حيًّا على إرثنا العريق وعلى دورنا الفاعل وموقعنا البارز على خريطة الحضارات الإنسانية). إن مشروع هيئة البوابة ترجمة عملية لذلك البند من الرؤية؛ يخرجها من طور القول إلى طور الفعل، ومن مرحلة الوعد إلى مرحلة الوفاء.
كما أن تشييد أكبر متحف إسلامي في مشروع بوابة الدرعية كان أحد الالتزامات التي وعدت بها الرؤية على نحو مفصل، بينت فيه رقي معاييره، وحداثة وسائله حفظًا وجمعًا وعرضًا وتوثيقًا؛ ليكون قبلة للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق، مع تزويده بالأنشطة الثقافية والمواد التعريفية، وليرتحل رواده عبر عصور الحضارة، مع اشتماله على أقسام للعلوم والعلماء المسلمين، ومكتبة ومركز أبحاث عالمي، وهذا ما جاء في نص الرؤية تحت عنوان (من التزاماتنا)؛ إذ نص على الآتي: (أكبر متحف إسلامي في العالم، كنا وما زلنا نعتز بإرثنا التاريخي، ولاسيما أن خاتم الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وسلم - بعث من مكة المكرمة، ومنها انطلقت رسالته إلى العالم أجمع، وتأسس أول مجتمع إسلامي عرفه التاريخ في المدينة المنورة. ومن هذا المنطلق سنؤسس متحفًا إسلاميًّا، يُبنى وفق أرقى المعايير العالمية، ويعتمد أحدث الوسائل في الجمع والحفظ والعرض والتوثيق، وسيكون محطة رئيسة لمواطنينا وضيوفنا؛ للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق، والاستمتاع بتجارب تفاعلية مع المواد التعريفية والأنشطة الثقافية المختلفة. وسيأخذ المتحف زواره في رحلة متكاملة عبر عهود الحضارة الإسلامية المختلفة التي انتشرت في بقاع العالم، بشكل عصري وتفاعلي، وباستخدام التقنيات المتقدمة، وسيضم أقسامًا للعلوم والعلماء المسلمين، والفكر والثقافة الإسلامية، ومكتبة ومركز أبحاث على مستوى عالمي).
وقد جاء مشروع بوابة الدرعية ليكون خطوة نحو دعم الثقافة والترفيه التي وعدت بها الرؤية؛ فهو يأتي على رأس أولويات الترفيه السياحي الثقافي لما ستحويه بوابة الدرعية من الأماكن الترفيهية المتعددة، من المتحف، والمدينة الطينية، وأماكن التسوق.. فقد جاء الأمر الكريم تحقيقًا لما ورد في الفقرة (1.2.1) من الرؤية التي نصت على أنه: (تعد الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة، وندرك أن الفرص الثقافية والترفيهية المتوافرة حاليًا لا ترتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر الذي نعيشه؛ لذلك سندعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، ونفعل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية؛ ليتمكن المواطنون والمقيمون من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب. وسنشجع المستثمرين من الداخل والخارج، ونعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، ونخصص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف ومسارح وغيرها، وسندعم الموهوبين من الكتاب والمؤلفين والمخرجين والفنانين، ونعمل على دعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة، تتناسب مع الأذواق والفئات كافة. ولن يقتصر دور هذه المشروعات على الجانب الثقافي والترفيهي، بل ستلعب دورًا اقتصاديًّا مهمًّا من خلال توفير العديد من فرص العمل).
ولا يزال الأمل كبيرًا بأن تتبوأ هذه المنطقة ما يليق بها وبتاريخها والأحداث المفصلية التي شهدتها. ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ إمامنا وملكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، وأن يوفقهما لكل خير، إنه سميع مجيب.