عبد الكريم الجاسر
بدأت الأندية السعودية مجدداً الاستعداد للموسم الجديد وإجراء تحضيراتها المعتادة بداية كل موسم.. والجديد هذا العام أننا أمام موسم جديد فعلياً على كافة الأصعدة غير أن الأندية إجمالاً لا زالت بعيدة عن مواكبة التجديدات الأخيرة في الكرة السعودية.. فمع إعلان السماح بمشاركة ستة لاعبين غير سعوديين ودخول حارس المرمى الأجنبي لملاعبنا لأول مرة يفترض أن يكون لدينا سوق انتقالات كبيرة بين الأندية لتعزيز صفوفها وإعادة غربلة احتياجاتها وفقاً للقرارات الجديدة، فمن لديه عدد من الحراس بإمكانه الاستغناء عن بعضهم والاستفادة من الحارس الأجنبي، ومن لديه وفرة في بعض المراكز أو لاعب جديد قد يجلب له مبلغاً جيداً من المال بإمكانه التخلي عنه وتعويضه بأجنبي أقل قيمة وأقل مرتبا وهكذا.. لكننا لا زلنا بعيدين جداً عن مثل هذا النوع من القرارات لكون معظم الأندية تحكم قراراتها ردة الفعل الجماهيرية ومدى رضا المدرب عن القرار قبل اتخاذه.. فالخطاب الإعلامي لدى الأندية أو قدرتها على إقناع مدربها وقيادته هي في أقل مستوياتها حالياً وأعني الأندية الجماهيرية تحديداً.
اللاعب الأجنبي الذي سيغزو الملاعب السعودية الموسم المقبل لا شك أنه يفترض أن يرفع مستوى الدوري السعودي فنياً من حيث تقارب المستويات بين الفرق وإغلاق الفجوة الفنية التي ظهرت الموسم الماضي في ترتيب الفرق إضافة إلى تقليل المقابل المادي المدفوع للاعب السعودي الذي يتجاوز في مجمله ما يستحقه اللاعب من حيث المستوى والإمكانات، وأيضاً من حيث قدرة النادي المادية وضعف موارد الأندية إجمالاً.. لكن المطلوب عدم إهمال الفئات السنية ووضع تنظيمات جديدة لها فنياً ومالياً ما يسمح بتفعيل دور الأكاديميات وإنتاج اللاعبين وتطوير العمل في هذا القطاع ليعود منتجاً من جديد وهذا لن يتحقق ما لم يحول جزء من الأموال التي تصرفها الأندية لهذا القطاع المهم ووضع الحوافز المالية والأنظمة التي تسمح بالبحث والكشف عن الموهب وإتاحة الفرصة لها وصقلها وتطويرها.. الخ.
وبهذا فقط نستطيع أن نعوض الفجوة التي سيحدثها التواجد الكثيف للاعبين الأجانب في ملاعبنا.. وبخلاف ذلك فإن مثل هذا القرار إذا ما استمر طويلاً فإنه سيكون ضربة في الصميم للاعب السعودي والكرة السعودية عموماً بغياب اللاعب المحلي والاكتفاء باستيراد لاعبين جاهزين وعدم الالتفات كلياً للاعب السعودي أياً كان مستواه، وهذا أيضاً يتطلب نظرة مستقبلية من بعض الأندية لتتحول إلى منتجة وتغيير نشاطها للفئات السنية استغلالاً للوضع والتفرغ للبحث عن المواهب واحتضانها وتقديمها جاهزة للأندية وخصوصاً الأندية التي في مناطق الكثافة السكانية ويوجد بها مواهب واعدة قد تكون مصدراً مالياً جيداً.
لمسات
> تميز نادي التعاون والفيحاء بعمل إداري مميز تمثل في سرعة حسم الأمور وتجهيز فريقهم سريعاً للموسم الجديد.. فالإعداد هو أهم فترة يمكن لها أن تؤثر على الفريق ونجاحه في الموسم من عدمه ما يتطلب تواجد كل العناصر منذ بداية فترة الإعداد إذا ما أراد الفريق أن يقدر موسماً جيداً.
>>>
صفقات الهلال حتى الآن هي صفقات نوعية يحتاجها الفريق وتساهم في سد احتياجاته وفقاً للمتاح.. وأعني هنا اللاعبين السعوديين، أما الأجانب فهي التي ستحدد مقدرة الجهاز الفني في تحقيق متطلباته الفنية جيداً والمراكز التي يحتاجها داخل الملعب!
> الهلال بحاجة لقرار قوي يرسم مستقبل بعض لاعبيه النجوم الذين خدموا الفريق وصنعوا تاريخاً مشرفاً.. ففي ظل التطورات الأخيرة سواء الصفقات أو اللاعبين الأجانب الستة فإن استمرار الشلهوب وياسر القحطاني يعتبر تكريماً على حساب الفريق وللمعلومية الإدارة السابقة قبل أكثر من ثلاث سنوات كانت تلام جماهيرياً على تجديدها لعقديهما (في ذلك الوقت) فما بالك اليوم.
>>>
> أخيراً أقول رغم كل التغيرات الأخيرة على صعيد الكرة السعودية إلا أن العمل الإداري داخل الأندية سيجعل الموسم الجديد تكراراً للموسم الماضي إلا ما ندر والله أعلم.