عبد الكريم الجاسر
لا يخلو قرار يتم اتخاذه أو التفكير فيه من إضفاء صبغة الأندية والألوان عليه من قبل بعض الجماهير والإعلام، وأقصد هنا إعلام الأندية.. حيث يتم تفسير القرار وتأويله وفقاً للمستفيد منه أو يتم الحكم عليه وعلى فائدته وفقاً لمصلحة النادي من هذا القرار من عدمها.. حيث من النادر أن نجد رأياً مستغلاً يبحث عن المصلحة العامة ويدعو لها ويؤيدها.. ولذلك حين صدر قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتماد الحارس الأجنبي في الملاعب السعودية لأول مرة في تاريخها كانت الآراء حوله تتمحور حول نفس التوجهات التي ذكرناها إما مصلحة النادي أو اتهام الاتحاد بمحاباة ناد آخر، وهنا يحتل الهلال صدارة الاتهامات التي تطال الأندية.. وجاء قرار اعتماد الحارس بعد انتقال حارس الشباب محمد العويس للنادي الأهلي.. والذي تم اعتباره وقتها انتصارا للإدارة الأهلاوية أمام جماهيرها وأمام المنافسين.. وتحديداً الهلال.. دون إغفال ما حدث بين الأهلي ونادي العويس السابق الشباب.. لكن الأحداث بعد ذلك كشفت أن الأهلي وقع في فخ كبير حيث دفع مبالغ فلكية للحارس العويس في الوقت الذي سيدفع فيه منافسوه مبالغ زهيدة للحصول على حراس مرمى ربما أفضل من العويس بمراحل، ولذلك تابعنا التهديد والوعيد الذي صدر من بعض الإعلام المحسوب على الأهلي في محاولة لمنع صدور هذا القرار وصبغه بألوان نادي الهلال.. حيث يقولون لماذا القرار بعد أن كسب الأهلي الصفقة أمام الهلال ما يعني أن القرار جاء مجاملة للهلال ليعوض هذا الحارس بحارس أجنبي وبالتالي برد اعتباره أمام جماهيره (!!) ليأتي الرد الصاعق بعد قرار الهلاليين بعدم التعاقد مع حارس مرمى أجنبي بالنظر لوجود حارس جيد نجح في سد هذه الثغرة بكل اقتدار ليسقط في أيديهم ويفقدون توازنهم أمام ذلك، فالمبررالأقوى والأكثر تصديقاً سقط، وبات الوضع مكشوفاً أمام الجميع أن الأهلي خسر وأن القرار هو للمصلحة العامة.
وفي رأيي أن القرار سيكون لمصلحة الدوري عموماً حيث سيسهم في تقوية مركز الحراسة في أندية الوسط والمؤخرة ويجعلها أكثر قدرة على أن تكون مؤثرة في مواجهات الدوري وخصوصاً أمام الكبار، فعلى سبيل المثال حيث تلعب مع الفيصلي أو الرائد أو التعاون على أراضيهم ولديهم حراس مرمى كبار يتصدون لكل الكرات ويتألقون في المباريات فإنهم سيضيفون قوة للدوري ويجعلون فرقهم تنجح في مواجهة الكبار وربما إعاقتهم واصطياد نقطة أو ثلاث نقاط منهم، وهذا بالتأكيد لمصلحة الدوري وبالتحديد متى نجحت الأندية في الحصول على خدمات حراس جيدين من أفريقيا أو أوروبا الشرقية المشهورة بوجود حراس عمالقة فيها يصعب الوصول لمرماهم، من هنا أقول بالحارس الاجنبي نحن أمام موسم ساخن من الآن إذا تجاوز عدد الحراس الأجانب الجيدين الـ5 حراس في الدوري وتحديداً في فرق الوسط والمؤخرة حينها سنكون أمام تجربة سابقة كان يقدمها نادي الطائي بحراسه الكبار الدعيع إخوان والذين كان لهم تأثير كبير في نتائج فريقهم. اليوم نحن ننتظر أكثر من طائي وأكثر من دعيع في الدوري السعودي.
لمسات
> الفيحاء الصاعد حديثاً لدوري المحترفين هو الأكثر والأعلى صوتاً في تحركاته وصفقاته واستعداداته للموسم الجديد.. في حين لا زال «الكبار» الأهلي والنصر الأكثر تردداً والأقل حسماً في إعداد فريقهم للموسم المقبل.
* * *
نغمة الهلال يحتاج مهاجما أجنبيا يجب أن تنتهي بوجود عمر خريبين ودعمه ومنحه فرصة كاملة بعد أن أكد نجاحه كمهاجم هداف ومناسب لطريقة اللعب الهلالية.. ولذلك فإن التوجه لإحضار مهاجم يجب أن يكون في مراكز الأطراف وصناعة اللعب إذا ما اعتبرنا إدواردو وخريبين مهاجمين كافيين.
* * *
المال والمال فقط هو من يتحكم في كرة القدم حالياً كما يتحكم ببقية شؤون الحياة.. فالمال هو من يجلب أفضل وأقوى الأسماء من اللاعبين والمدربين للدوري الصيني.. والإدارة التي لا تملك المال لن تستطيع المواجهة والمنافسة، ولذلك تحتاج الأندية للمال والذي لن يأتي إلا بالخصخصة فمتى تأتي.