عبد الكريم الجاسر
* قدم منتخبنا الوطني مباراة رائعة وكبيرة جداً أمام أستراليا الخميس الماضي في تصفيات كأس العالم وظهر المنتخب السعودي في حالة فنية ممتازة لم نشاهد عليه الأخضر منذ سنوات طويلة ونجح في التفوق على المنتخب الأسترالي على أرضه وبين جماهيره بل وسجل في مرماه هدفين من أجمل الأهداف التي يمكن مشاهدتها في كرة القدم الحديثة.. لكنه مع كل ذلك خرج خاسراً للمباراة بثلاثة أهداف مقابل اثنين بسبب أخطاء كوارثية من حارس مرماه ياسر المسيليم.. حيث تسبب الحارس (على غير عاداته) بتسجيل هدفين من الأهداف الثلاثة، الأول منهما كان عبارة عن هدية للمهاجم الاسترالي القناص يوريتش والثاني من تسديدة من خارج المنطقة لا أتصور أن حارساً في الدوري السعودي لا يستطيع صدها جاء منها الهدف الثالث، أما الهدف الثاني فقد جاء بسبب خطأ دفاعي تكتيكي يتعلق بسوء تمركز المدافعين وعدم القدرة على التغطية والرقابة الفردية في الكرات العرضية لينجح لاعبون فقط من المنتخب الأسترالي في تسجيل هدف وسط خمسة مدافعين سعوديين وهذا أحد العيوب الشرعية للكرة السعودية خلال السنوات الماضية.
* المباراة قدمت وجهاً مشرقاً للمنتخب السعودي الذي نجح في الارتقاء بمستواه لمستويات المنافسة والحدث ولعب مباراة كبيرة من الناحية الفنية.. فقدم كرة قدم تنم عن فكر تدريبي عال وتدريبات فنية عالية المستوى تلقاها اللاعبون خلال الفترة الماضية ليقدموا هذا المستوى الراقي، وهنا تأتي قيمة المدرب الممتاز الذي يعمل ميدانياً ويمتلك أسلوباً تدريبياً متوافقاً مع الكرة الحديثة التي نشاهدها عالمياً حيث اللمسة الواحدة والكرة السريعة والهجمات المنظمة واللعب بطريقة السهل الممتنع مع تقارب الخطوط والمسافات واللعب كفريق منظم كان يستحق الفوز لولا الأخطاء الساذجة التي وقع فيها حارس المرمى.. ومع كل ذلك وما إن انتهت المباراة حتى شاهدنا تعليقات وآراء أصابتنا بالدهشة لكونها في واد والمباراة في وادٍ آخر.. حيث هاجم الجميع المدرب واللاعبين وبدأوا في تصفية الحسابات والحديث عن أشياء لا وجود لا ولا علاقة لها بالأداء الرائع للاعبين واصبحت المسألة عبارة عن ميول وتعصب وانتقادات (معلبة) تصب في مصلحة تكريس الجهل والتعصب والنقمة على كل ما هو أخضر حتى والمنتخب لا زال منافساً قوياً على الصعود للمونديال.. وهذا كشف لنا حقيقة ذكرتها أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة أننا نعيش أمية رياضية واسعة النطاق هذا من جهة ومن جهة أخرى نعاني تعصباً مقيتاً ومقززاً من أناس لا ناقة لهم ولا جمل في المنتخب ولاعبيه.. وهم من يؤجج الجماهير الرياضية ويسهم في زيادة الفرقة والتناحر والتضاد في المواقف تجاه المنتخب فهم بمجرد نهاية المباراة تحدثوا فوراً عن عدد لاعبي الهلال في المنتخب أو لنقل في المباراة ولم يتحدثوا عمن هو أفضل منهم، ولم يأخذ فرصته لأنه لا يوجد أصلاً ممن لعب هم الأفضل وهم الأقوى والأحق فقد فازوا بالدوري بفارق شاسع عن أقرب منافسيهم وأكدوا بالأرقام أنهم الأفضل والأحق..ولذلك من الطبيعي أن يكونوا أساسيين في المنتخب غير أن الثقافة الضحلة والتعصب والجهل الكروي هو من يغذي مثل هذه الأفكار وهي تجد صدى لها وسط أقرانهم من الجماهير غير أننا نقول شكراً لنجوم الأخضر جميعاً دون استثناء فقد شرفتم المنتخب بأدائكم ونجوميتكم حاولتم الفوز لكن هذه كرة القدم لا أمان لها ولا زالت ثقتنا فيكم كبيرة لمواصلة المشوار والصعود بإذن الله للمونديال.
لمسات
* يومياً أضع يدي على قلبي خوفاً من قرارات جديدة لاتحاد الكرة حول زيادة الفرق في الدوري أواللاعبين الأجانب أو بعض القرارات المتسرعة التي سيكون ضررها أكثر من نفعها.
* * *
* الموسم القادم سيبدأ مبكراً من أجل المنتخب ومشاركته في تصفيات المونديال.. إعلان البرنامج وتحديداً الجدول عبر القرعة المشاركة مندوبي الأندية أغلق أبواب التشكيك المعتاد وحول الجدول.