عبد الكريم الجاسر
بختام مباريات هذا الموسم وخروج الفريق الهلالي منه بحصة الأسد كبطل للدوري وبطل لكأس خادم الحرمين الشريفين كاسراً العديد من الأرقام المحلية ومحققاً أفضلية مطلقة على كافة فرق الدوري.. أقول بتحقيق كل ذلك فإننا نكون أمام مرحلة جديدة وحقبة زعامة هلالية جديدة ودورة أخرى من التألق والسيطرة على البطولات السعودية وجولة جديدة من الألقاب واكتساح البطولات تماماً كما كان يفعل قبل ست سنوات من الآن.. حين هيمن الزعيم على الكرة السعودية بمنافسة من الاتحاد ومن ثم بعض الفرق على جولات متقطعة.. لكن المحصلة النهائية هي تفوق أزرق وسيطرة على البطولات حتى وصل لـ54 بطولة (مثبتة) لتأتي بعد ذلك فترة انتقالية صعبة على الأزرق وجماهيره.. ابتعد خلالها الفريق عن تحقيق بطولة الدوري لمدة خمسة مواسم، لكنه حقق عددا من البطولات الأخرى التي لم تكن ترضي جماهيره الغفيرة حيث دخل الفريق فترة تغيير جلد (تقريباً) ومرحلة انتقالية بين الأجيال الهلالية المتعاقبة أثرت كثيراً على الزعيم وأبعدته عن بطولته المفضلة وذلك كشيء طبيعي يرافق أي فريق يمر بمرحلة انتقالية وتغيير شبه كامل في صفوفه حتى نضج الفريق واكتسب الخبرة وتم تدعيمه بما يحتاجه من نجوم ليعود مجدداً هذا الموسم وبشكل أسعد جماهيره وأدخل الطمأنينة في نفوسهم بوجود فريق قوي يمكن المراهنة عليه لإعادة الأمجاد الزرقاء وكتابة تاريخ جديد لزعيم الكرة السعودية في مرحلة جديدة ونجوم جدد وأسماء جديدة سواء إدارياً أو شرفياً.. المهم أن انتقال (الزعامة) من جيل إلى جيل ظل مستمراً وتجاوز عثرة الخمس سنوات ليعود قوياً هذا الموسم وينتزع لقب الدوري بضربة قاضية لكل الفرق المنافسة حين ابتعد عنهم بفارق 11 نقطة كاملة وهو ما لم يحدث ربما مطلقاً في الدوري السعودي من قبل..
** الفريق الهلالي الحالي قلت في أكثر من مناسبة وفي هذا المكان وقبل أن ينفرد تماماً بصدارة الدوري وقبل اتضاح الرؤية حول اللقب قلت: إنه أفضل فريق في الهلال بعد فريق جيرتس.. أنه يملك عناصر تعد الأفضل على الساحة المحلية في كافة المراكز في الوقت الذي كانت الانتقادات توجه من هنا وهناك وسط حالة من عدم رضا عما قدمه الفريق في بداية أو انطلاقة الموسم.. ولذلك أقول ان الفريق الحالي قادر على الذهاب بعيداً سواء في المنافسات القارية أو المحلية.. وأنه بحاجة لطموح عال يخرج منه أفضل ما لديه ويجعله يحقق النتائج التي تليق بما يضمه من إمكانيات واستثمار كل ذلك نحو تحقيق المزيد من الألقاب وعدم منافسة الفرق المحلية (المتواضعة) في معظم الأحيان فلديك فريق تستطيع أن تنافس به خارجياً وتعده لمواجهة الكبار والتفوق عليهم وأن يوفر له احتكاكا عالي المستوى وعملا فنيا كبيرا يكون تأثيره ظاهراً للعيان، كما فعل المدربون الكبار الذين مروا على الكرة السعودية ولازال الجميع يذكر عملهم الكبير وإنجازاتهم القوية.. وإذا ما توفرت هذه القناعة والطموح العالي فستجد الزعيم في صدارة فرق القارة مكانه الطبيعي، وهذا بالتأكيد طموح كل الهلاليين وهذا ما اعتادوا عليه طوال تاريخهم باستثناء فترات عصيبة نقول إنها مرت وانتهت بفضل الله انتهت بعودة الزعيم مجدداً قوياً شامخاً قادراً على الفوز على أي فريق وتحقيق الإنجازات والانتصارات واحداً تلو الآخر.. فهنيئاً للهلاليين فريقهم وبطولتهم وإنجازهم المشهود.
لمسات
** في جدة يخيل للمرء أن الهلال يلعب دربيا أمام الأهلي.. فقد تفوق الهلاليون وتواجدوا بقوة في مدرجات الجوهرة كظاهرة فريدة على مستوى العالم.. ففي إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وكل الدول تجد الفرق الكبيرة وجماهيرها فقط في مدنها وإن وجدوا في مدن أخرى فقلة قليلة.. لكن الهلال يكاد يكون الوحيد الذي يتفوق جمهوره على فريق كل المدن التي لعب بها في ظاهرة تستحق الدراسة والبحث والتأمل.\
* * *
** لا نتوقع الكثير من الأخضر الشاب في نهائيات كأس العالم للشباب.. لكننا سنظل نأمل ونتمنى أن يشرفنا الصغار في هذا المحفل العالمي.
** ضربة الجزاء الأهلاوية في النهائي الكبير على كأس خادم الحرمين الشريفين أعطت انطباعاً بأن المباراة متكافئة بنتيجة 3/2.. في حين أن الواقع يقول إن التفوق الأزرق يستحق نتيجة أكبر.
* * *
** تألق الرائع عمر خريبين وساهم في تفوق الهلال في آخرثلاث مباريات وتحقيق الفوز رغم الأفضلية.. وبقاؤه بالتأكيد سيكون مطلباً ملحاً لا يختلف عليه اثنان.. لكن تصرفات ناديه الظفرة قبل النهائي وتصعيدهم لموضوع استمراره أثار الشكوك حول الهدف من ذلك وأيضاً عكس تصرفا غير احترافي يتناول موضوع انتقاله للهلال إعلامياً والمساومة عليه بشكل مستفز..!