«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
كان من الممكن أن يحسن الوسط الرياضي نيته نحو توقيع نادي النصر مع اللاعب عوض خميس، بعد أن وقع الأخير مع الهلال ومن ثم اتجه ووقع مع النصر، وكان من الممكن أن لا يُحرم النادي الأصفر من التسجيل لفترة واحدة، ولكن كيف يمكن أن يحسن الرياضيون النية تجاه النصر وقد ارتكب نفس الفعل مع لاعب آخر...!؟ وكيف لاتحاد القدم أن يخفف عقوباته وهو يرى نادي النصر يضرب بلوائح الاحتراف عرض الحائط، ويكرر مخالفاته وتجاوزاته غير آبه بأحد..!؟
لقد ارتكب نادي النصر وفي وقت رئيسه الحالي مخالفتين متشابهتين ولا يمكن عزلهما عن بعض، وهذا تكرار وإصرار على الخطأ، وإن سُمح له في المرة الأولى وأُعطي إنذاراً خطياً فقط، فمن الواجب في المرة الثانية أن لا تُخفف عليه العقوبات كما صدر في قرار قضية عوض خميس، إذ اكتفى اتحاد القدم بحرمانه من التسجيل لفترة واحدة فقط! مع غرامة مالية قدرها 500 ألف ريال، وهو قرار للأسف يعتبر ضعيفاً بناءً على تكرار المخالفة!
إن تكرار الخطأ، والإصرار عليه، كما حدث في قضيتي عبدالملك الخيبري وعوض خميس مع نادي النصر، لا يمكن قبوله، ولذلك كان من المفترض أن تكون العقوبة على نادي النصر مضاعفة، ولكن اتحاد القدم أراد عدم المواجهة والتصادم، فجاءت العقوبة مخففة، بينما الواقع كان يفرض تغليظ العقوبة خاصة وأن المخالفة مكررة، وتكرار المخالفة دليل على عدم احترام أنظمة وقوانين ولوائح المشرع!
بقي أن نعيد لكم جزءاً من مقابلة جريدة الجزيرة مع اللاعب عبدالملك الخيبري الذي وقع في عام 2008 مع نادي الشباب، وبعدها بيومين وقع مع نادي النصر، فتعالوا نتذكر ماذا قال في جزء من بداية حديثه عن قصة انتقاله :
(في البداية كلمني وكيل أعمالي الأستاذ أحمد القرون وقدم لي عرض الشباب يوم السبت فطلبت منه مهلة لمشاورة أهلي وبالذات والدي المتقاعد عن العمل منذ اثني عشر عاماً ووافقت على عرض الشباب. بعد ذلك وقعت لهم بحضور وكيل أعمالي وممثل عن الشباب. وقبضت شيكاً مصدقاً بنصف مليون ريال بعدها بأيام اتصل بي عضو شرف نصراوي وقال لي: الأمير فيصل بن تركي بن ناصر يرغب مقابلتك، كان ذلك يوم الجمعة التي أعقبت توقيعي للشباب وحملني هذا العضو بسيارته للرياض في الثانية عشرة مساءً ووصلنا للرياض الثالثة فجراً وذهب بي إلى منزل الأمير فيصل بن تركي وكان موجوداً سكرتير النصر والأستاذ طلال الرشيد وهاتفوا وكيل أعمالي الأستاذ أحمد القرون لمعرفة عرض الشباب ليزيدوا عليه كما أعتقد، ولكن العضو الذي أحضرني للرياض قال لهم إن شيك الشباب موجود مع اللاعب حيث أحضرته بناءً على طلبهم وبالفعل شاهدوه وسجلوا تاريخه عن طريق السكرتير، ويبدو أنهم سجلوا تاريخ توقيعي قبل الشباب بناء على ما كان مدوناً بالشيك وحقيقة فأنا وقعت على أوراق النصر نتيجة الارتباك الذي انتابني.)
من هنا ينتفي حسن النية، ويبقى السؤال: ماذا لو قُدمت أوراق تلك القضية مع قضية عوض خميس للفيفا، هل ستسيء لسمعة الكرة السعودية أم لا..!؟ وما هو موقف نادي النصر واللاعب يوقع لهم وقد انتابه الارتباك..!؟