جاسر عبدالعزيز الجاسر
احتفل أهالي القصيم بالشيخ محمد العلي أبا الخيل وزير المالية الأسبق في مدينة بريدة عاصمة المنطقة.
الاحتفال الذي أقامه أهالي القصيم لتكريم ابنهم وابن المملكة تعبير صادق من جميع السعوديين لهذا الرجل الذي مثل مدرسة اقتصادية فذة يدين لها ولما غرسه من قيم مهنية وأخلاقية العديد ممن عملوا بوزارة المالية وقبلها بمعهد الإدارة العامة، الذي كان أحد مؤسسيه، والذي يعد الجامعة السعودية الأولى التي أمدت الدولة السعودية بكوكبة رجال الإدارة في المملكة العربية السعودية.
والذين لا يعرفون (أبو علي) وهو الاسم المحبب له ولكل من يحب هذا الرجل يرونه دائماً صامتاً عميق التفكير، يخيل لمن يشاهده أنه يسرح في ملكوت خاص به، والحقيقة أن من ينوء بمثل ما كان يحمله محمد العلي أبا الخيل من مسؤوليات وانشغال بعالم المال والأرقام يجعله فعلاً دائم التفكير وعقله مبرمج على مراجعة الأرقام والحسابات، فأموال المملكة والسعوديين معلقة بقرار منه، بل حتى أموال وأسعار عملات دول أخرى، ولذا فإن (أبو علي) كان لا يتحدث، وقليل ما خرج صحفي منه بقول أو حتى ملاحظة، وخصوصاً فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والمالية، وهو ما انعكس على من يعمل في وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وهو ما استمروا عليه بعد تسلمهم مسؤوليات وزارات أخرى، حيث قالها لي أحد هؤلاء، ويعتبر نفسه تلميذاً نجيباً لأبي علي، بأنه ملتزم بمدرسة محمد أبا الخيل، فلا حديث ولا تصريح عن المال والاقتصاد، وحاولت التوسع مع ذلك الطالب النجيب الذي شغل منصبين وزاريين مهمين، فأوضح بأن أي قول أو كلمة من محمد أبا الخيل بوصفه وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني سيؤدي ذلك إلى رفع أسعار العديد من العملات الأجنبية أو خفضها، ويؤثر على العديد من الاقتصاديات الإقليمية والدولية للدور المحوري للاقتصاد السعودي، وكذلك كان محمد أبا الخيل بوصفه وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني حذراً جداً، وطوال حياتي الصحفية لم أسمع له تصريحاً أو تعليقاً في هذا السياق، إلا بعد إعلان ميزانية الدولة، وهو ما كان يتم وفق تنظيم محكم لا يزال يعمل به.
والشيخ محمد أبا الخيل كان محبوباً والكل يسعى إليه، ووزارة المالية والاقتصاد الوطني كانت هي التي تتصرف وتخصص ما يصرف للوزارات والجهات الحكومية، وهو ما يجعل وزيرها حريصاً وملتزماً بالتدقيق والمراجعة، مما يجعله عرضة لـ»زعل» بعض زملائه من الوزراء، إلا أن أبا الخيل كان محبوباً ولم «يزعل» منه زملاؤه رغم تشدده القوي والحرص على كل ما يصرف من وزارة المالية، لأنه كان عادلاً ومنصفاً جداً.
وعرف عنه العمل المتواصل حتى أنه من الوزراء القلائل الذين كانوا يعملون حتى ساعة متأخرة من الليل حتى في منازلهم، إذ كان للوزير محمد أبا الخيل مكتب في منزله يظل يعمل به وحوله عدد من رجال الوزارة، حتى كان البعض يعد العمل مع أبا الخيل تخليه عن علاقاته الشخصية وحتى الواجبات العائلية، إذ كان كما يقولون «من البيت إلى الوزارة»، بل الأصح «من الوزارة إلى مكاتب الوزارة»، وهذا العمل المضني ولساعات طويلة لوزير المالية والاقتصاد الوطني، الذي كان يدير وزارتين: وزارة المالية ووزارة الاقتصاد التي تحولت الآن إلى وزارة التخطيط والاقتصاد، أثر على صحته، ويذكر العديد من الذين كانوا يعملون معه أنه في سنينه الأخيرة أصيب بالدسك، مما جعله يتابع عمله وهو منبطح وبجلسة غير مريحة ومتعبة جداً، ومع هذا ظل على منوال سيرته في الالتزام بساعات عمل طويلة.
هذا هو محمد أبا الخيل الذي احتفل به أهل القصيم في مدينة بريدة تعبيراً وترجمة لتقدير ومحبة كل السعوديين، فمثل هذا الرجل يستحق التكريم وإبداء الحب والتقدير.
وخلال زيارة السيسي لواشنطن، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يدعم الرئيس المصري بقوة ووصف عمله بأنه «رائع». وقال: «نحن نقف بكل وضوح وراء الرئيس السيسي ونقف بشكل واضح أيضًا وراء مصر والشعب المصري». وأضاف: «لديكم، مع الولايات المتحدة ومعي شخصيا، صديق كبير وحليف كبير».