تبرز أهمية الدراسة التي قدمتها الباحثة الجوهرة بنت بخيت المدرع لنيل درجة الماجستير تحت عنوان (مسجدا الجبري والفاتح بحي الكوت بمدينة الهفوف خلال القرنين 9 - 10هـ/ 15 - 16م.. دراسة أثرية معمارية) بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود.. تبرز أهمية هذه الدراسة في تسليط الضوء على حي الكوت الذي يُعد من أقدم أحياء مدينة الأحساء، والكشف عن وثائق مسجدَي الجبري والفاتح.
هذه الرسالة - وبحسب الباحثة المدرع - تضمنت وثائق تُنشر لأول مرة، واحتوت على معلومات تاريخية. والمسجدان يمثلان نموذجًا لعمارة المساجد القديمة في المنطقة؛ لأنهما أقدم مساجد الهفوف.
كما أكدت الدراسة التي قدمتها الباحثة الجوهرة أن الذي أمر ببناء جامع الجبري هو الأمير سيف بن زامل الجبري سنة 871هـ/ 1467م، وعين الشيخ نصر الله بن عبدالله الجعفري وذريته على إمامة الجامع ونظارة أوقافه سنة 877هـ/ 1473م. ويأتي تخطيط الجامع موافقًا لتخطيط الجوامع الإسلامية؛ إذ يتكون من صحن أوسط مكشوف، تحيط بأضلاعه أربع ظلات، أكبرها عمقًا واتساعا ظلة القبلة.
وأما مسجد الفاتح (الدبس) - بحسب الدراسة - فقد ذكر في وثيقته الوقفية أن الذي أمر ببنائه هو والي الأحساء العثماني محمد باشا الملقب بالفاتح. وأنهت الخلاف الحاصل في تاريخ تعمير المسجد؛ إذ أكدت أنه تم بناؤه في غرة محرم 962هـ/ 1554م، وعُيِّن السيد على المغربي وذريته بإمامة المسجد ونظارة أوقافه. وتخطيط المسجد يتبع طراز المساجد العثمانية في فترتها الأولى التي تُعد امتدادًا لتخطيط العمارة السلجوقية.
وتشكَّلت لجنة المناقشة للطالبة الجوهرة المدرع من الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد السلام الحداد مقررًا، والأستاذ الدكتور طلال بن محمد الشعبان والدكتور عبد الله بن محمد المنيف مناقشين.
وأوصت اللجنة بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات.