«الجزيرة» - سلمان الشثري:
قال مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31 سعود الرومي إن بيت الخير ووفد الشرقية حقق الالتزام بأهداف المهرجان المتمثلة في نقل التراث بالصورة الحقيقة له. ووصف الرومي وفد الشرقية بالأميز بين المشاركات على مستوى المهرجان والنموذجي بين المناطق لما قدمه من موروث شعبي والالتزام بالعادات والتقاليد ونقلها بحرفية عالية لزوار المهرجان. وأضاف أن بيت الخير استثمر بأفضل صورة ممكنة بما قدمه من فعاليات تاريخية وتراثية ونقل العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية والمشروعات التنموية والرؤية للحاضر والمستقبل بتنسيق يدل على الاهتمام الكبير بالمشاركة وتقدير دور المنطقة الشرقية كجزء من هذا الوطن الغالي وما تحتويه من تاريخ عريق وحاضر مشرف ومستقبل مشرق.
ولفت الرومي إلى تفوق بيت الشرقية من خلال حجم المشاركة التي تعد الأعلى على مستوى الوفود وعدد الحرف اليدوية والأسر المنتجة بأيد سعودية وطنية، إضافة إلى مشاركة أبناء الحرفيين والتي تعني نقل هذه الخبرات من جيل إلى جيل مما يسهم في الحفاظ عليها. جاء ذلك خلال زيارته لبيت الخير في الجنادرية، حيث كان في استقباله رئيس الوفد يوسف الخميس وعدد من المسؤولين على بيت الخير.
وتجول الرومي في أركان البيت واطلع على ما تم إضافته من برامج وفعاليات وتطوير شمل المواقع الأثرية وتزويدها بالعديد من المقتنيات التي تمثل تاريخ المنطقة الشرقية المتنوع. كما زار الرومي المدرسة الأميرية ومسجد جواثا التاريخي وسوق القيصرية والبيت التقليدي وبيت البيعة وميناء العقير وجسر الملك فهد. وفي ختام الجولة سلم رئيس الوفد الرومي درعاً تذكارياً بهذه المناسبة.
ثلاث بيئات بحرية وصحراوية وزراعية تعكس تنوع الشرقية في بيت الخير
يشهد بيت الخير في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31 تنوعاً في البيئات، بين البيئة الصحراوية والبيئة البحرية والبيئة الزراعية والتي تمثل نموذجاً مما تزخر بها المنطقة الشرقية من تنوع.
واحتل التراث البحري جزءاً كبيراً من ما يقدمه بيت الخير، حيث جسد التراث البحري من خلال بحيرة تتوسطها سفينة بحرية أثرية تقدم أهازيج البحر وعمليات الصيد والغوص وتعلوها أصوات «النهامة» والأهازيج البحرية. ويقدم البيت في البيئة البحرية نموذجاً للسواحل البحرية والشواطئ التي تمتد من الخفجي حتى حدود محافظة الأحساء.
وفي البيئة الزراعية تصدرت النخيل وأنواع التمور في الأحساء يصاحبها قنوات الري التي تغذي المزارع المنتشرة في الأحساء، وكذلك الآبار والعيون التي تشتهر بها المنطقة وخاصة الأحساء، إضافة إلى زراعة الأرز الحساوي، ويُعرف الرز الحساوي ذو اللون الأحمر منذ القدم، إلا أنه لا يُعرف بالتحديد تاريخ بداية زراعته في منطقة الأحساء، ولكن يعتقد أن التجار والمهاجرين إلى الهند والعراق من أهالي الأحساء في الماضي هم الذين جلبوه، حيث يمتاز بأنه يحتوي في مكوناته العديد من الكربوهيدرات، والبروتينات، والألياف، ذات القيمة الغذائية العالية التي تساعد المصابين بآلام المفاصل، وكسور العظام، على الشفاء، كما أنه يعد من الأغذية التي يوصى بها للمرأة النفساء لتناولها أثناء فترة نفاسها تعويضاً لها عن ما فقدته أثناء المخاض، ويعتبر من المحاصيل الزراعية التي تزرع في المناطق الحارة، حيث يحتاج إلى درجات حرارة تصل أحياناً إلى 48 درجة مئوية كي تتمكن شتلاته من استكمال مراحل نموها، كما أنه يستهلك مياهاً كثيرة أثناء زراعته رغم أن جذوره تبقى محتفظة بالماء مدة طويلة، ولهذا فضّل الفلاحون الأحسائيون أن تكون زراعته في أرض تربتها مشبّعة بالمياه، كي يتم غمره بالماء تماماً أثناء ريّه من العيون الجوفية، وأيضاً الحفاظ على شتلاته من التلف بسبب جفاف التربة، إضافة إلى توفير الاستهلاك في كميات الماء. وجاء تمثيل البيئة الصحراوية من خلال مساحات رملية ممتدة في مقدمة البيت تمثل نموذجاً للبيئة الصحراوية وما تحويه من موروث عريق. وقد لقيت هذه البيئات إقبلاً كبيراً من زوار بيت الخير الذين أشادوا بهذا التنوع وما يعكسه من تفاصيل للحياة اليومية لأبناء المنطقة الشرقية وتاريخها العريق، ويعكس في الوقت نفسه التطور الكبير والنقلة الحضارية التي تتمتع بها المنطقة الشرقية والتنمية التي شهدتها حتى باتت اليوم من أبرز المدن الحضارية التي تتمتع بالرفاهية والتنوع الذي حافظ على التراث والتقدم بتناغم مميز.