ناصر الصِرامي
تقول الأرقام: إن تجارة الجنس على شبكة الإنترنت تبلغ في حدود 50 إلى 100 مليار دولار سنويًا، رقم كبير وفارق ضخم، لكنّها أرقامًا افتراضية ومتوقعة أيضًا. لكن لك أن تتخيل نصف الرقم أو النسبة لمستخدمين قادمين من دول لديها موانع مفترضة أخلاقية أو دينية كما نحب أن نتوقع.
من بين أول عشر دول تبحث على كلمة «جنس» توجد 6 دول عربية وإسلامية هي الأكثر بحثًا عن تلك الكلمة بمشتقاتها، ولدينا على الأقل 25 في المائة من عمليات البحث على شبكة الإنترنت تبحث عن نفس الكلمة... وأكثر الدول بحثًا عن كلمة «الجنس» هي الدول العربية، كما أن اللغة العربية تحتل المرتبة الأولى في البحث عنها!.
نتذكرجيدًا مع اختراع الفيديو كاسيت، كان المحتوى المتداول هو الصور التي كانت تأتي مهربة لبعض المطبوعات الأجنبية الشهيرة مثل بلاي بوي، أو صور الفنانات التي كانت تنشر في داخل بعض المجلات الفنية، مثل تلك التي كانت تأتي من لبنان ولا تزال بطرق مختلفة... بعض المتبقى من ذلك الجيل يتذكرها!.
وقد يتذكر عمليات تهريب لأفلام ومحتوى جنسي على شرائط الفيديو، وتداول أفلام لاحتوائها على بعض المشاهد العارية أو الحميمية، التي بالطبع لم تكن محتوى «جنسيًا» مقارنة بما هو متاح ومتوفر اليوم..
ثم حلت التسعينيات وانتشر الحاسب الشخصي، ودخول الإنترنت، صاحبها محتويات إباحية على «الديسكات» وكان التداول في البداية للصور، ومع ظهور أقراص «الس دي» بدأت تداول فيديوهات قصيرة ثم أفلام كاملة، ثم انتشر عدد كبير من المواقع التي تقدم محتوى مجانيًا غير مدفوع الأجر.
وفي نفس الوقت تمامًا، ومع انتشار الأطباق «الدش»، أصبح المحتوى المفتوح على الأقمار أحد طرق التعامل مع المحتوى الجنسي بين الشباب، تبعها القنوات المشفرة التي أصبح فك شفراتها تجارة.
الآن تتجاوز نسبة الملفات الإباحية التي يتم تحميلها عبر الإنترنت نحو 35 في المائة. فيما أكثر من 60 في المائة من استخدام الإنترنت حول العالم يكون بغرض مشاهدة المحتوى الإباحي. و25 في المائة من معدل استخدام محركات البحث بهدف الوصول لهذا المحتوى. وهناك 2.5 مليون بريد إلكترونى يتم إرسالها بشكل يومي، في شكل مواد إباحية بمعدل 8 في المائة من إيميلات العالم. ولا بد أن يكون وصلك إميل من هذا النوع يومًا ما ودون أن تقصد..!
ولم نسمع دعاية أو شيخ أو طالب علم من نجوم الإنترنت المعروفين يحذر من ذلك، أو بدقة أكبر لم نسمع من الخطاب الديني ومشائخه المتصدين للجديد والمثير تحذيرًا من ساحتهم المفتوحة وأقصد بذلك شبكات التواصل الاجتماعي، رغم تحذيراتهم وتحريمهم الدائم لكل منتج بشري جديد بدأ من الإذاعة والتلفزيون والبث الفضائي وحتى كاميرات الهواتف المتحركة التي بادروا إلى تحطيمها وتكسيرها..!
وحين تأتي السينما فهي تصبح شأنًا آخر، بطولة جماهيرية ودعوية، حيث «فوبيا» لتجمع مظلم للفاحشة كما يصورونها، بالرغم من أنها عالم واقعي ومكشوف وتحت النظر والمراقبة، لكن هنا، وهنا تحديدًا لا مجال لتحكيم العقل أو المقاربات!.
ولا يهم أبدًا أن تكون الأسر السعودية مجبرة - في مشهد استثنائي - مضحك- على السفر مئات الكيلومترات لمشاهدة فيلم فكاهي أو كرتوني.
لماذا نرضخ لفكرة تقليدية انتقائية، لم ولن تشاهد بعد الصورة الكبرى للعالم.. بل هي عاجزة عن استيعابه، ولا تملك قدرة أو قابلية للفهم والتصور وبعض التطور..!