وادي الدواسر - قبلان الحزيمي:
تبتهج محافظة وادي الدواسر هذا اليوم باستقبال سمو أميرها المحبوب، وقد عم الفرح أبناء المحافظة والمقيمين بها ولسان الجميع يردد أسمى عبارات الترحيب والحب والولاء.
وفي الأسطر التالية تعريف موجز بتاريخ المحافظة وحاضرها الزاهر واستشراف لمستقبلها الواعد بإذن الله:
تعد محافظة وادي الدواسر واحدة من أكبر محافظات منطقة الرياض من حيث المساحة والسكان وتقع جنوب العاصمة بنحو 650 كيلومترًا وتبلغ مساحتها 48900 كلم2ويزيد عدد سكانها عن 150000 نسمة. ويشكل موقعها الجغرافي أهميته كبيرة في خريطة جزيرتنا العربية فهي تربط منطقة الرياض بثلاث مناطق إدارية أخرى هي منطقة عسير ومنطقة مكة المكرمة ومنطقة نجران، تنمو لتأخذ وضعها اللائق بها في بلادنا، فهي كبيرة بتاريخها وأصالتها وشموخها.
سميت بالوادي كونه أحد الأودية الجارية في الجزيرة العربية قديمًا ونسب إلى أهله وسكانه أبناء قبيلة الدواسر وأول ما يخطر ببال من يسمع بوادي الدواسر ولم يره يظنه واديًا بين جبلين تشقه السيول كما هو في تعريف الوادي جغرافيًا، بينما الواقع هو خلاف ذلك تمامًا، فهو أرض منبسطة تحفه الرمال الذهبية، وتحيط به المزارع الخضراء والمناطق الرعوية من جميع الجهات في لوحة مطرزة بأجمل مكونات الطبيعة.
آثار وادي الدواسر:
وادي الدواسر غني بالآثار لكثرة الممالك والحضارات القديمة التي استوطنت به على مر العصور والأزمان، كقرية الفاو الأثرية التي تبعد عن مقر المحافظة حوالي 100 كيلومتر تقريبًا من الجهة الجنوبية الشرقية وتقع على الطريق التجاري الذي يربط جنوب الجزيرة العربية وشمالها الشرقي حيث كانت تبدأ القوافل من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران ومنها إلى قرية ومنها إلى الأفلاج فاليمامة ثم تتجه شرقًا إلى الخليج وشمالاً إلى وادي الرافدين وبلاد الشام، وتُحدثنا قرية الفاو عن تلك الحضارة العريقة لمملكة «كندة»، التي تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام بثلاثمائة عام أو يزيد.
كما يوجد بالمحافظة عديد من المواقع الأثرية ومنها قرية (الجو) شمال المحافظة، وعدد من الحصون والقصور الأثرية القديمة التي لا تزال صامدة ومقاومة لجميع عوامل الطبيعة.
منجزات تنموية وخدمية وتطور حضاري
تشهد المحافظة منجزات تنموية شملت البنية الأساسية على امتداد أطرافها في مختلف القطاعات الخدمية وذلك وفق تخطيط تنموي اتسم بالتوازن والشمول، محققة في آن واحد مزيجًا فريدًا في التطور الحضاري والاجتماعي، ونشر ثمار التنمية في أرجاء المحافظة حتى تحققت في فترة وجيزة من الزمن تلك النهضة التنموية في مجالات الصحة والتعليم العام والجامعي والبلدية والطرق الرئيسة والرحلات الجوية والزراعية والاتصالات والمياه والكهرباء والشؤون الاجتماعية والأمنية ورعاية الشباب وما تزال المحافظة متعطشة للمزيد من تلك الخدمات التنموية والتطويرية.
مستقبل واعد
وتستشرف المحافظة مستقبلاً واعدًا نحو التطور والنماء في هذا العصر الزاهر لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد برعاية ومتابعة من سمو أمير منطقة الرياض ـ يحفظهم الله جميعًا ـ وما هذه الزيارة المباركة إلا دليل ناصع على اهتمام حكومتنا الرشيدة وقيادتها الحكيمة بهذه الناحية من وطننا الغالي.