حل الدكتور خالد الثبيتي، وكيل عمادة الموهبة والإبداع بجامعة الإمام، ضيفاً على اثنينية رجل الأعمال حمود الذييب الأسبوع الماضي. حيث ألقى محاضرة حول الاقتصاد والتعليم والعوائد الاقتصادية للتعليم والاقتصاد المعرفي.
أدار اللقاء الإعلامي ياسر الحكمي، والذي طرح في البداية تساؤلاً حول ما هو الاقتصاد المعرفي والاقتصاد المبني على التعليم. مشيراً إلى أن العديد من الدول المتقدمة التي اعتمدت في اقتصادها على التعليم حتى باتت تصدر المعرفة إلى العالم مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وغيرها.
وفي مستهل كلمته عقب الدكتور خالد الثبيتي على اقتتاحية مدير اللقاء بقوله هناك نظرتان مختلفتان للتعليم في العالم. فهناك من يعتبره مصدراً للاستثمار ما يعود بالنفع على الدولة التي تدعم هذا النوع من الاستثمار، بينما ينظر البعض إلى التعليم على أنه مجرد خدمة من الخدمات التي تقدمها الدولة للأفراد دون الحصول على أي نوع من الفائدة على الإطلاق.
وأشار الدكتور خالد إلى كثير من علماء الاقتصاد في العالم الذين يعتبرون التعليم أحد المصادر المهمة للاستثمار في الدولة بل وأهم مقوماتها الاقتصادية على الإطلاق، وأن هناك من علماء الاقتصاد من تخصص في تأليف كتب عن التعليم ليوضح كيفية الاستثمار في التعليم وكيفية استغلاله في زيادة الإنتاج وتطوير الأداء خاصة في مجال التعليم المهني.
بعد ذلك تطرق الدكتور الثبيتي إلى مفهوم اقتصاد المعرفة، موضحاً أنه صناعة من نوع خاص تعتمد على المعرفة والتعلم. حيث إن 50% من الناتج المحلي للدول الكبرى يتحقق من المعرفة المبينة على التعلم. وتحتاج الدول لإرساء دعائم الاقتصاد المعرفي إلى عدة عوامل تساعد في إنجازه أهمها وجود إطار مؤسسي يدعم هذا التوجه مع وجود مناخ اقتصادي جاذب لهذا النوع من الاقتصاد. كما ينتج الإطار المؤسسي نظاماً ابتكارياً يعمل على تحريك عجلة الإنتاج وتحسين الأداء دون توقف. هذا، إضافة إلى وجود العمالة المؤهلة والمدربة على طرق اكتساب المعرفة.
كما أشار الثبيتي إلى أن هذا النوع من الاقتصاد يحتاج إلى نظام تعليم متطور ليتمكن من تنمية مكتسبات الابتكار. كما يحتاج أيضاً إلى نظام تدريبي مهني وتقني لتكتمل منظومة التعليم، مشيراً إلى أن الأهمية القصوى في هذا السياق لدعم الأبحاث العلمية والتشجيع عليها بشكل مكثف. فكلما زادت التجارب والأبحاث العلمية ازاد مستوى التعليم لدى المجتمع ككل لاسيما مع تطبيق نتائج هذه الأبحاث والدراسات على أرض الواقع.
وحول الرؤية الوطنية 2030 أكد الدكتور خالد أن الطريق الوحيد لإنجاز هذه الرؤية الوطنية الطموحة هو من خلال التعليم والاستثمار فيه والاهتمام بكل جوانبه. ويأتي ذلك من خلال تكوين نظام تعليمي على مستوى عالمي، والعمل على تحويل التعليم إلى قطاع تعليمي لخلق جيل يمكنه تحويل المجتمع إلى مجتمع معلوماتي.
وذهب الثبيتي إلى ضرورة تطوير المناهج التعليمية وسد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل. والأهم من ذلك هو ضرورة توجيه الطلاب في المراحل التعليمية إلى الخيارات الوظيفية والمهنية المناسبة، ومن ذلك توجيه طلبة الابتعاث الخارجي للتخصص في مجالات معينة تحتاجها الدولة لتنفيذ خططها التنموية والاقتصادية على المدى البعيد.
وأكد الثبيتي في نهاية محاضرته على أن من المبشر في المملكة نية القيادة الحكيمة وحرصها على النهوض بمستوى التعليم والخروج بالمجتمع السعودي إلى آفاق أرحب من التعليم والمعرفة، كما أن لديها القدرة المادية لدعم هذا النوع من الاستثمار.
وأنهى الدكتور خالد الثبيتي محاضرته بتوجيه الشكر إلى مضيف الاثنينية حمود الذييب، مؤكداً أن مثل هذا النوع من الأمسيات الثقافية تُعَدُّ من ممارسات المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن تُقدر وتثمن.
من ناحيته توجه حمود الذييب بالشكر للدكتور الثبيتي على تلبية الدعوة وعلى محاضرته المفيدة والمهمة، مقدماً له درعاً تذكارية.