زكي الغراش نموذج مميز للحرفيين العاملين في مجال الفخاريات، الذين تم اختيارهم من برنامج الحرف والصناعات اليدوية (بارع) لمشروع إدخال المنتجات الحرفية في الفنادق؛ إذ يقوم حاليًا بتصنيع عدد كبير من الفخاريات التي ستقتنيها الفنادق.
استمدت عائلة زكي لقب «الغراش» من حرفة الفخاريات؛ فعمل في مصنع والده وعمره 6 سنوات، وتعلم الحرفة حتى أتقن كل مهاراتها، وتمسك بها لتكون المصدر الوحيد له من خلال تسويق منتجاته في محله الخاص، أو مشاركاته في المهرجانات والفعاليات الوطنية.
وأوضح أنه حصل على مبادرة من شركة ألمانية بالرياض، تتبنى تسويق المنتجات الحرفية، وطلبت منه عددًا كبيرًا من منتجاته، لكنه لم يستطع توفيرها بسبب نقص الأيدي العاملة في مشروعه؛ لأن الشباب السعودي يفضل الوظيفة دائمًا على الحرفة، في حين يقبل الأجانب العمل مقابل راتب شهري معين.
وتعتمد صناعة الفخار على الطين بصفة أصيلة، ومدى توافره وجودته. ويحتاج المشروع إلى مكان واسع، ومنشر للفخار، وأحواض كبيرة لتصفية الطين، وأفران للحرق، وجهة تسويق أو رعاية. وكان الحرق يتم قديمًا عن طريق إشعال الأفران بالحطب والأخشاب والسعف، وبعد قرار منعه منذ 20 عامًا صارت الأفران تعمل بالكيروسين، وظهرت حديثًا الأفران الكهربائية.
وعن الصعوبات التي تواجهه قال إنها تكمن في ندرة الطين في منطقة القطيف؛ لأنه موجود إما في أراضٍ مملوكة لمواطنين، أو في أماكن يتم تشييد منازل بها، بينما يوجد الطين بكثرة في مناطق أخرى، مثل المدينة المنورة والرياض ونجران؛ وبالتالي يحتاج إلى نقل، فضلاً عن عدم قدرته على شراء أفران كهربائية للتغلب على مشكلات أفران الكيروسين، مثل رائحته في بداية التشغيل، وندرته، وارتفاع سعره، بجانب عدم وجود أماكن واسعة مخصصة للحرفيين بعيدًا عن المساكن.
وكان البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» قد وقّع اتفاقيات مع 11 فندقًا من أهم الفنادق في المملكة؛ وذلك للاستفادة من إنتاج أكثر من 500 حرفي وحرفية سعودية، أربعة منها تم التوقيع معها بشكل نهائي بقيمة إجمالية تتجاوز 3.5 مليون ريال كمرحلة أولى.
ويقوم البرنامج بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين للمشاركة في تقديم الاستشارات الفنية فيما يخص استخدامات المنتجات الحرفية في التصاميم الداخلية والخارجية للفنادق، وذلك من خلال التعاون مع مؤسسة جبل التركواز البريطانية.