«الجزيرة» - تواصل:
ألقى الشيخ ياسر البواردي، إمام وخطيب جامع آل معمر بحي الازدهار بالرياض والداعية المحتسب، محاضرة في منزل حمود الذييب، ضمن إطار فعاليات اثنينية الذييب الأسبوعية، وحضر اللقاء الشيخ القارئ زايد الحكمي حيث أنعش مسامع الحضور بآيات من الذكر الحكيم.
وبدأ الشيخ ياسر البواردي حديثه بالتأكيد على أن ما نلاقيه من تلاطم لأمواج الحياة ليس له إلا اللجوء إلى الهدي القرآني والهدي النبوي. يقول الشيخ البواردي: «يقول أحد السلف إنه سبحانه وتعالى من يرزق في الرخاء وهو أيضاً من يرزق في الشدة. لذلك لابد من التمسك بالتوجيهات والإرشادات التي يقدمها لنا الله سبحانه وتعالى من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية على حد سواء للشفاء مما قد يعتري النفس البشرية من اضطرابات وأمراض».
وتحدث الشيخ البواردي عن مفهوم الاضطراب النفسي مشيراً إلى أنه ليس بالأمر الجديد فهو منذ الأزل وقال:» إن حالات الاضطراب تحتاج لتدخل سريع لكي لا تتفاقم وينتج عنها آثار يصعب التخلص منها، ومن أهم خطوات العلاج التي اتفق عليها علماء النفس هو بث الأمل في نفسية المريض، ومن هنا فإنه ليس هناك أفضل من القرآن لبث الأمل في النفوس المضطربة وحتى السليمة ليزيدها ثباتاً وطمأنينة».
ويرى البواردي أن القرآن الكبير جاء متنوعاً حتى في خطابه للناس حيث نرى قوله تعالى «يا أيها الناس» وأحيانا «يا أيها المؤمنون» أو «يا أيها الكافرون»، وكذلك فإن المادة الخبرية عن الأقوام السابقة يمنح المتدبر للآيات أمثلة كثيرة يمكنه أن يقتدي بها ليخرج من مشاكله الحالية لدرجة أن كثيراً من الناس تتغير حياته نتيجة سماعه لآية أو حديث نبوي وليس أدل على ذلك من قوله تعالى « قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم»..الآية، فكم تبعث هذه الآية الأمل في النفوس وتدعو الفرد إلى البدء من جديد وإصلاح أخطائه.
وقدّم الشيخ ياسر عدة مبادئ تفيد في تجنيب النفس التعرض للاضطراب النفسي وهي:
التوحيد: حيث يأتي في المرتبة الأولى. فبالرغم من أننا كلنا موحدون إلا أن هناك حالات من الشرك قد يقع فيها المرء وهو لا يدرك مثل التوكل على غير الله أو انتظار المساعدة من غير الله ومثلها الاعتماد على الواسطة في إنجاز الأمور.
ثانياً: الإيمان بالله. فكلما زاد الإيمان بالله زاد القلب قوة وصلابة في مواجهة متاعب الحياة ومشكلاتها ومن ذلك الإيمان بالقضاء والقدر. فإن تقبل المصائب التي قد تنزل بالمؤمن يبعث الطمأنينة في النفس خاصة مع الاعتقاد والتصديق بأن الله سوف يعوض المرء ما فقد أو خسر.
ثالثاً: إظهار روح التفاؤل والأمل في كل الأمور ومهما كانت الصعاب. وهناك الكثير من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم تبين إظهاره لروح المرح والتفاؤل في أحلك المواقف حتى لا يصيب الصحابة اليأس.
رابعاً: الصبر: خاصة عند الصدمة الأولى كما أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام.
خامساً: الذكر الذي يثبت القلب ويقويه، وضرب مثالاً بنبي الله يونس الذي ما أنقذه من بطن الحوت إلا ذكر الله سبحانه وتعالى.
وبعد أن أنهى الشيخ ياسر البواردي حديثه، تقدم حمود الذييب بجزيل الشكر للشيخ على تلبية الدعوة والمحاضرة الكريمة المباركة مقدماً له درعاً تذكارية تكريماً له على ما يقدمه من محاضرات تبعث الأمل والراحة في النفوس.