أكد يحيى بن حمود الغريبي الرئيس التنفيذي لشركة السلام لصناعة الطيران أن الشركة تتصدى لمهمة وطنية كبرى، تتمثل في توفير الاكتفاء الذاتي للمملكة في مجال صيانة وتعديل الطائرات، وخدمات الدعم الفني المتعلقة بأنواعها، وأن تكون مساهمًا أساسيًّا في تطوير صناعة الطيران في المملكة وفي المنطقة، وتتبوأ موقعًا رياديًّا في أداء دور محوري ومهم، من شأنه المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م، وتحقيق طموح القيادة وتطلعات المواطنين نحو بناء اقتصاد متين، يراعي متطلبات المرحلة، ويتجه نحو استدامة التنمية.
«الجزيرة» التقت الرئيس التنفيذي للشركة يحيى الغريبي على هامش المؤتمر الذي دعت له وسائل الإعلام لإطلاق هوية وشعار الشركة في رؤية المملكة 2030. وفي ثنايا الحوار:
* ما مؤشرات نجاح الشركة في المساهمة في تحقيق رؤية 2030؟
إن من بين المؤشرات على نجاح شركة السلام لصناعة الطيران في تنفيذ رؤية المملكة 2030م بوصفها واحدة من فرسان هذه الرؤية أنها تمكنت من وضع الأساسيات لتصنيع وتجميع الطائرات من خلال إنتاج العديد من القطع الخاصة بالطائرات التجارية، وبأحدث المواصفات، بجانب عملها على توفير الاكتفاء الذاتي لسوق الطيران في المملكة. وكجزء من استراتيجية الشركة لتطوير قطاع الطيران في المملكة، وتوسيع أعمالها، بدأت في العمل على تصنيع وتجميع بعض قطع الطائرات؛ ليتم استخدامها في الطائرات التجارية.
* ما أبرز الخطوات التي قامت بها الشركة لتحقيق أهداف رؤية 2030؟
أنشأت الشركة منذ عام 2008 العديد من الورش المتخصصة المزودة بالمتطلبات كافة لهذا المجال المتخصص. كما قامت الشركة باستقطاب الكفاءات والخبراء لتصميم وتصنيع بعض الأجزاء والمعدات الخاصة بالطائرات التجارية. وقد حصلت الشركة على الشهادات والاعتمادات كافة الخاصة من المصنع، إضافة إلى التصاريح اللازمة لتصنيع عدد من المعدات وقطع الطائرات، وباستخدام مواد وخامات للتصنيع مصرح بها محليًّا ودوليًّا.
وتشمل إمكانيات الشركة في مجال التصنيع والتجميع تقنيات صناعة وصيانة الألياف الكربونية بأنواعها الخاصة بالطائرات التجارية وتقنيات صناعة وصيانة صفائح الألمنيوم بالأكسدة بأنواعها لجميع هياكل الطائرات، وتقنيات التصاميم الهندسية لصناعة وتعديل وتطوير الطائرات ومكوناتها بأنواعها، إضافة إلى تصنيع ومعالجة الصفائح المعدنية والبلاستيكية والأنابيب الخاصة بالطائرات وتقنيات المعالجة الحرارية، وصناعة العديد من معدات وأدوات صيانة الطائرة. وأردف الرئيس التنفيذي بأن الشركة تنظر إلى رؤية المملكة 2030م على أنها بمنزلة خارطة، ستحلق معها الشركة، وتتبنى خططًا تتوافق مع محاور الرؤية من حيث إيجاد دور حيوي واقتصاد مزدهر لطموح وطن؛ ما يمنحها الفرصة لأن تكون من بين أولى الشركات القادرة على التوافق مع رؤية الحاضر للمستقبل لتحقيق أهداف المملكة التنموية.
* ما التطلعات الخاصة بمجالات التصنيع؟
تتكئ الشركة في كل تطلعاتها إلى عنصر مهم، هو العنصر البشري؛ فهو مصدر الإبداع والعطاء. والاستثمار في العنصر البشري هو الاستثمار الحقيقي لأي تطور اقتصادي، تنموي وصناعي. والشركة بحمد الله تزخر بكوادرها الوطنية المؤهلة لمنظومة من الاستراتيجيات لتطوير بيئة العمل من خلال إيجاد ممارسة مهنية على أحدث تكنولوجيا الطيران، مع دعم موظفيها بالمزايا والحوافز لتحقيق أهداف الشركة في الحفاظ على مكانتها في السوق المحلية والعالمية.
* ما الرؤية التي قامت عليها الشركة منذ تأسيسها وتعمل على استمرارها؟
رؤية الشركة باختصار هي أن تكون شركة بمستوى عالمي في مجال صناعة الطيران والفضاء والدفاع. أما إذا تحدثنا عن رسالة الشركة فهي أننا نريد تقديم خدمات متميزة في مجال صناعة الطيران والدفاع من خلال تعزيز وتطوير قدراتنا، واستخدام أفضل ما توصلت إليه التقنية في مجال العمل.
* هل أطلعتنا على أهداف واستراتيجية الشركة ضمن الهوية الجديدة للشركة؟
عملنا على تقديم معايير عالمية وقيم رفيعة في سوق الطيران في المنطقة من خلال التزامها بتقديم أفضل الخدمات في صيانة وعمرة وتعديل الطائرات على الصعيدين العسكري والمدني، والاحتفاظ بأعلى مستويات المهنية في الأوقات كافة، وتأسيس بيئة عمل تعزز التطوير الوظيفي والتعليم المستمر، بجانب احترام الآراء كافة، ودعم التنوع في بيئة العمل، مع المساهمة في استراتيجية النمو في المملكة. وكذلك في تطوير الكوادر الوطنية، وتقديم المبادرات القيادية لصناعة الطيران في المملكة، والعمل على تحقيق أهداف برنامج التوازن الاقتصادي وجذب الاستثمارات الخارجية، وزيادة التنمية الاقتصادية. واستطرد قائلاً: وتفخر الشركة بسجلها الحافل بالتميز والمهنية والاحترافية في خدمة عملائها؛ ما وضعنا في صفوف رواد شركات صيانة الطائرات في المنطقة، وأن الشركة هي أحد الرواد في هذا المجال، وتتخصص بمختلف أنواع الصيانة للطائرات التي تشمل الصيانة الخفيفة والثقيلة للعديد من أنواع الطائرات التجارية والعسكرية، إضافة إلى إصلاحات وتحديثات الطائرات. كما تعتبر «السلام» أبرز موفري خدمات المساندة الفنية لصناعة الطيران في الشرق الأوسط.
* ما الإنجازات التي حققتها الشركة في هذا القطاع؟
شهدت الشركة على منجزات عديدة في هذا القطاع؛ فمنذ عام 1988م بدأت شركة السلام للطيران أعمالها عبر تقديم خدمات المساندة الفنية لطائرات القوات الجوية الملكية السعودية من طراز - الايواكس، عبر التعاقد من الباطن مع شركة بوينغ. وفي عام 1993م بدأ العمل على صيانة وعمرة وتعديل الطائرات التجارية والخاصة - طائرات من طراز بيونغ 757.
أما في عام 1996م فقد استقبلت الشركة وبدأت العمل على أول طائرة لكبار الشخصيات من طراز بوينغ 707. وفي عام 1997م بدأت الشركة برنامج صيانة وعمرة الطائرات العسكرية من طراز «التورنيدو» التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية. ونظرًا لنجاح الشركة في البرنامج فقد تم اعتمادها للعمل في عدد من المشروعات الأخرى.
وبحلول عام 2000م بدأت الشركة في تقديم برنامج صيانة وعمرة طائرات الايواكس. وفي عام 2002م بدأت تقديم برنامج صيانة وعمرة طائرات إف 15. أما في عام 2007م فقد اعتمدت تقديم برنامج صيانة وعمرة طائرات c-130، وفي العام ذاته عملت الشركة على إنشاء مركز متخصص لصيانة طائرات كبار الشخصيات ورجال الأعمال، وتقديم أعمال التصاميم الداخلية والتحديثات للطائرات. كما تم اعتماد الشركة كمركز إقليمي مرخص من بوينغ لصيانة فترة الضمان لطائرات رجال الأعمال (BBI) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أما في عام 2008م فقد وسعت الشركة من أعمالها لتشمل تجميع وتصنيع بعض قطع وأجزاء الطائرات التجارية داخل منشأتها. وتملك «السلام» عددًا من الورش المتخصصة وورش المساندة المجهزة بالكامل، إضافة إلى منشأتها المزودة بأحدث المواصفات والتقنيات الإتلافية، ونظام إدارة معلومات متقدم لدعم مختلف النشاطات.
* ضمن رؤية المملكة بإحلال الكوادر الوطنية في مجالات الصناعة، ما دور شركتكم في تدريب وتطوير القوى العاملة في هذه الصناعة؟
تؤمن الشركة بأهمية التدريب والتطوير الوظيفي، وتضع على عاتقها مهمة تطوير القوى العاملة في مجال صناعة الطيران؛ إذ ركزت الشركة على نقل التقنية من خلال التدريب الفني، وتوفير فرص للتطوير الوظيفي في سوق الطيران في المنطقة. كذلك تبنت الشركة سياسات وإجراءات لتطوير الشباب السعودي، مع المحافظة على أعلى مستويات الخدمة والتدريب؛ فالتدريب يُعد إحدى المزايا المستمرة في عملية تطوير الكوادر والأفراد، والشركة توفر فرصًا متواصلة ومستمرة للتعليم، والعديد من البرامج الخاصة بالتدريب في مختلف المجالات الفنية والإدارية.
مبينًا أن برنامج «تدريب» في صيانة الطائرات يعد أحد أهم البرامج التي تقدمها الشركة، والتي تستقطب فيها حديثي التخرج من الكليات الفنية لتدريبهم وتوظيفهم في مجال صيانة الطائرات. كما يقدم لهم بعد التخرج الإشراف والتوجيه خلال التدريب العملي الذي يتبعه التأهيل للحصول على رخصة فني صيانة طائرات. كما يشتمل التدريب الفني على عدد من البرامج، تهدف إلى رفع قدرات من يعملون في مجال صيانة الطائرات والمعدات الأرضية المساندة من مهندسين وفنيين، إضافة إلى ضمان مواكبتهم المستجدات والتقنيات الحديثة التي تطرأ في مجال صناعة الطيران لغرض المحافظة على صلاحية التراخيص التي يزاولون العمل بموجبها. كما تُعنى الشركة بحديثي التخرج عبر عدد من البرامج التي تشمل مواضيع الطيران والصيانة، إضافة إلى البرامج غير الفنية، مثل الإدارية والمالية.
وأضاف بأن التطوير الوظيفي يعد إحدى العمليات المستمرة في شركة السلام؛ لذا تقدم الشركة عددًا من البرامج التدريبية الخاصة بمهندسي وفنيي الطائرات ممن يعملون في الشركة على هياكل وأنظمة الطيران لصقل خبراتهم، ولتزويدهم بأحدث المستجدات في سوق الطيران. كما توفر الشركة خدمات التدريب الفني لعدد من القطاعات المختلفة ذات العلاقة بالطيران وشركات الطيران الخاصة ومنظمات الصيانة بأسعار تنافسية؛ إذ تم تجهيز إدارة التدريب بأحدث الوسائل التقنية والوسائط التعليمية لتلبية احتياجات التدريب كافة، وتقديم الدورات والبرامج المطلوبة. مؤكدًا أن الشركة لا تدخر وسعًا في الاستثمار في برامج التدريب، الذي يهدف إلى توطين التقنية، وزيادة القوى العاملة من السعوديين.
* ما أبرز إنجازاتكم في مجال التجميع؟
تنامت الشركة في مجال الإنتاج والتجميع، بدءًا بإنتاج بعض قطع غيار الطائرات، وقطع غيار المعدات العسكرية الأخرى، ومن ثم انتقلت مؤخرًا نقلة نوعية بدخولها في برنامج تطوير الطائرات التابعة لقواتنا الملكية (بوينغ الأمريكية). وقد تم الانتهاء من أول إنتاج لمقدمة الطائرة (SA 15 F) بمرافق الشركة في أغسطس الماضي، كما أنهت الشركة مؤخرًا إنتاج الأجنحة لثلاث طائرات (15SA.F)، إضافة إلى إنتاج حامل الذخائر للطائرة نفسها. علمًا بأن تلك الأعمال لم يسق أن تمت خارج الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء المملكة العربية السعودية ودولة كوريا الجنوبية.
وفي سبيل نقل الخبرة وتوطينها قمنا بابتعاث عدد مقدر من كوادرنا الوطنية لمصانع شركة بوينغ، ولمدة 8 أعوام، شاركوا في تطوير الطائرة الأولى.
* نود التعرف بشيء من التفصيل على مرافق الشركة والأعمال التي تقوم بها؟
الشركة تملك ثلاث حظائر، تتسع الواحدة منها لطائرة بوينغ 400-B747، مجهزة بالكامل بالمعدات المتخصصة كافة، وبنظام المنصات العلوية لفحص وإصلاح الطائرات مع التحكم الكامل بدرجة الحرارة، بجانب حظائر للتزويد بالوقود، ومنشآت صيانة وتوضيب المعدات الأرضية المساندة للطائرات، وأخرى إدارية متكاملة. وعملت الشركة على إنجاز العديد من المشروعات على أنواع مختلفة من الطائرات، التي تشمل الطائرات التجارية أو الخاصة بكبار الشخصيات، أو طائرات الشركات الكبرى، وكذلك الطائرات العسكرية. وتتضمن تلك المشروعات التعديلات الثقيلة والمتوسطة، وكذلك تحديثات الطائرات، إضافة إلى مختلف أنواع الصيانة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة (A.B.C-D -bocks). كما تقوم الشركة بتطبيق تعليمات صلاحية الطيران ونشرات خدمة الطائرة (AIRWOTHINESS Directives (Ads) and Service Bulletins (SBs)، وتشمل أنواع الطائرات التي عملت عليها الشركة بوينغ طراز B747, B757, B767, B737, B707 وكذلك طائرات الإيرباص طراز A300, A320, A340 و»الغولفستريم» Gulftream وطائرات «لوكهيد L1011»، وفيما يتعلق بأعمال الشركة في المجال العسكري Programmed Deot Maintenance على طائرات الايواكس G-130 إف 15 وطائرات والترنيدو وصيانة طائرات AH-64s و UH-60s.
* ما أهم التراخيص التي حصلت عليها الشركة؟
تعد الشركة المركز الوحيد لخدمات الصيانة والتعديل وعمرة الطائرات في المملكة المعتمد من قِبل ثلاث هيئات كبرى للطيران، تتمثل في (الهيئة العامة للطيران المدني السعودي وإدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران). كما أن الشركة حائزة شهادات الجودة العالمية (الأيزو)، وشهادة معايير الطيران وعلوم الفضاء.
* ما رمزية الشعار الجديد للشركة؟
يتكون الشعار الجديد من ثلاثة ألوان، يمثل اللون الأخضر عَلَم بلادنا الحبيبة، ونعني من خلاله أن كل تطور وتقدم تحققه الشركة هو تطور للوطن، وناتج منه، ويجير بكل أبعاده للوطن الذي نحبه، ونرتبط به.
ويمثل اللون الفضي: الابتكار والتقنية وما وصلنا إليه من تطور تقني وتأهيل بشري، يمكِّننا من أن نقطع أشواطًا طويلة في القطاع الصناعي العسكري. بينما يمثل اللون الأزرق: الثقة والطموح وقدراتنا المتزايدة في قطاع الطيران المدني.
وأتى الشعار على هيئة ثلاثة أجنحة، تأخذ في مجملها شكل مولد الطاقة، أو التوربين.
وقد جاءت الهوية الجديدة لشركة السلام لصناعة الطيران إيذانًا بمرحلة جديدة في مسيرة الشركة، ونقلة نوعية في مسيرة عطائها وتطورها، وتماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى توطين الصناعة والتقنية، وهو الهدف الأساسي الذي تتمحور حوله الهوية الجديدة وخطة عمل الشركة.