الجزيرة - تواصل:
استعرضت “اثنينية الذييب” تجربة تأهيل المقبلين على الزواج، وذلك عندما استضافت الأسبوع الماضي الدكتور فؤاد عبدالرحمن الجغيمان منسق برنامج المقبلين على الزواج بالمملكة؛ للحديث عن برنامج تأهيل المقبلين على الزواج من الشباب والفتيات.
وكانت الأمسية قد بدأت بسؤال من مدير اللقاء المذيع ياسر الحكمي حول مدى أهمية أن يكون هناك برنامج تدريبي للشباب والفتيات قبل الزواج بالمملكة؟ وبيّن الدكتور فؤاد أن حالات الطلاق بالمملكة تتزايد بمعدلات مخيفة، مشيرًا إلى أن ذلك كان بمنزلة تنبيه عن وجود مشكلة؛ ما دعاهم إلى ضرورة بحثها، والتعامل معها، والوقوف على أسبابها. وأضاف: من هنا نشأت فكرة البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج؛ إذ تبيّن أن هناك أسبابًا عدة متكررة في حالات الطلاق، أهمها الجفاف العاطفي. وتابع قائلاً: لم نتخيل أن ذلك يمكن أن يكون من الأسباب الرئيسية المؤدية للطلاق، ولكن اكتشفنا أن الزوج قد يوفر لزوجته ومنزله مستلزمات الحياة كافة، ورغم ذلك فإن اختفاء العاطفة والمودة بين الزوجين يمكنه أن يؤدي إلى الطلاق، حتى وإن كانت الزوجة تحصل على متطلباتها كافة.
وشدَّد الدكتور فؤاد على ضرورة إظهار الحب والمشاعر الرومانسية بين الطرفين؛ حتى تستقيم العلاقة. مشيرًا إلى أنه ليس هناك أدل على ضرورة ذلك من تصريح معلم البشرية الذي بُعث رحمة للعالمين، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حينما كان يصرّح بحبه للسيدة عائشة علانية أمام الصحابة.
وبيّن الدكتور فؤاد أن البرنامج اطلع على كثير من التجارب الناجحة على المستوى الدولي في مجال التأهيل قبل الزواج؛ إذ استفاد من التجربة الماليزية التي كانت تجبر المقبلين على الزواج باجتياز الدورات التدريبية قبل إتمام العقد؛ الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة الطلاق بشكل ملحوظ. أما على المستوى المحلي فهناك العديد من التجارب الناجحة لجمعية مودة بجدة، التي استطاعت النجاح في خفض نسبة الطلاق بالتدريب بشكل ملحوظ.
وبيّن أن البرنامج اعتُمد من قِبل وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1434، وبعد ذلك بدأ الإعداد للحقيبة التدريبية المعتمدة، وتوزيعها على الجمعيات والجهات المعنية كافة. وقد راعى البرنامج الجوانب الشرعية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وكذلك الصحية لدى إعداد الحقيبة؛ إذ أشرف على إعداد كل جانب مجموعة من ذوي الاختصاص في كل مجال على حدة. لافتًا إلى أنه تمت مراعاة حتى الاختلافات في عادات الزواج من منطقة إلى أخرى على مستوى المملكة.
من ناحية أخرى، أوضح الدكتور فؤاد أن العديد من الاتفاقيات تم توقيعها مع مجموعة من الجهات الحكومية ذات الصلة، أهمها الاتفاقية مع بنك التنمية الاجتماعي؛ إذ أصبح اجتياز البرنامج التأهيلي للعروسين شرطًا للحصول على قرض للزواج، مشددًا على أنه في القريب العاجل سيصبح اجتياز البرنامج شرطًا أساسيًّا لإبرام عقد الزواج نفسه؛ إذ لن يُتمَّ المأذون العقد إلا بوجود الشهادة.
وأوضح الدكتور فؤاد أن الدورات تركز على الجانب الصحي؛ باعتبار أنه سبب مباشر في وقوع معظم حالات الطلاق.
وفي ختام الأمسية تقدم الأستاذ حمود الذييب بالشكر الجزيل للدكتور فؤاد على محاضرته الشيقة والمهمة، مقدمًا له درعًا تذكارية تقديرًا لمجهوداته في هذا المجال.