«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
أعتقد أن الشغل الشاغل لكل عامل يعمل في مختلف المشاريع والأعمال في بلادنا وغير بلادنا هو خوفه من تعرضه للإصابة وهو يعمل. وفي بلادنا ومع انتشار المشاريع المختلفة التي تتوالد ولله الحمد يوماً بعد يوم في مختلف مناطقنا ومحافظاتنا ومدننا وحتى قرانا. ومع تصاعد حركة البناء والإنشاءات التي يشهدها الوطن.. منذ بدء الخطط التنموية المختلفة الأمر الذي ساهم في فتح المجال واسعاً لسوق العمالة العربية والأجنبية.. وبالتالي انتشرت مكاتب الاستقدام المتخصصة في إحضار أيدي العمالة بأعداد كبيرة ووفيرة وفي أوقات قصيرة وبأسعار مناسبة لأصحاب الشركات والمؤسسات وحتى الأفراد دون الالتفات إلى حاجة هؤلاء إلى توفير وسائل السلامة والأمن الصناعي لهم.
والمشَاهَد - ويجب أن نكون صرحاء ونقول ونكتب بشفافية - أن نسبة كبيرة من العمال الذين يمارسون العمل في العديد من المواقع الإنشائية والتعميرية وحتى داخل الورش الصناعية والمصانع ليس لديهم الأدوات والملابس التي تحميهم في حالة حدوث إصابة أو حادث لا سمح الله.. وبصراحة هناك شركات ومؤسسات ومصانع ومخابز ومطاعم تجد عمالتهم بدون حماية أو أدوات سلامة. وكثير من الحوادث التي وقعت للعمال في مواقع عملهم كان وراء إصابتهم عدم استخدامهم لوسائل السلامة. وهناك منا من شاهد من خلال مشاهد الفيديو إلى يتم تحميلها على اليوتيوب لعماله تعمل في المطاعم أو البوفيهات لا يضعون ماسكاً على وجوههم.. ولا حتى غطاء على رؤوسهم مما يساعد على انتقال الأمراض أو رذاذ السعال إلى الطعام الذي يقومون بإعداده. كذلك تجد عمالة في الورش الصناعية أو مشاريع البناء بدون خوذات واقية ولا قفازات حماية لأيديهم.. ورغم وجود تعليمات سلامة مشددة بضرورة توفير أدوات الأمن والسلامة.. فللأسف أصحاب هذه الورش أو تلك المنشآت لا توفرها لعمالتها أو لعدم وعيهم بأهمية السلامة والأمن الصناعي خلال العمل. إن توفير الأمن والسلامة للعمالة خلال عملهم بات أمراً مطلوباً وتسعى إليه بلادنا من خلال الأنظمة والقوانين، لكن المسئولين والمشرفين وقبل ذلك المدراء في المشاريع لا يعطون قيمة واعتباراً ولا حتى أهمية للسلامة والأمن لعمالتهم.. وجميعنا شاهد قبل فترة ذلك الحارس الذي ينام في العراء لحراسة أحد المشاريع..؟! ومن الأخطار التي يواجهها العامل خلال عمله عدم منحه ملابس مناسبة تقيه أضرار العمل وتحافظ على سلامته.. فكم شاهدنا أحد المواطنين يقدم ملابس شتوية لعمال النظافة وهم يعانون من البرد.. والسؤال هنا: لماذا لا تقوم شركة النظافة بتوفير ملابس شتوية لعمالها ألا يستحق هذا العامل الذي لا يتعدى راتبه 500 - 800 ريال طقماً شتوياً وحذاءً لا يتجاوز قيمته 50 ريالاً..؟! والمعروف على مستوى العالم أن مجال السلامة والأمن الصناعي بات علماً تهتم به كافة دول العالم، وعلى الأخص الدول التي تنفذ مشاريع عملاقة تنموية مختلفة ضمن خططها وبرامجها في التنمية.
من هنا كان الاهتمام بتحقيق أسس السلامة في العمل. في البيت والشركة والمصنع. وحتى في المكاتب الإدارية..ولهذا ومن خلال هذه «الإطلالة» لهذا اليوم نأمل أن تحظى شروط السلامة والأمن وكل ما له علاقة بسلامة العمالة أينما كانت تعمل. فهناك أعمال تحمل بين طياتها جملة مخاطر لمن يعمل فيها إذا لم يتخذ العامل احتياطات السلامة خلال قيامه بعمله.. فالمخاطر والإصابات عديدة.. وهي موثقة في أقسام الطوارئ بالمستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية، وهي تعكس بالأرقام ما تعرضت له هذه العمالة...؟!