«الجزيرة» - تواصل:
الدكتور يعقوب يوسف الحجي، المستشار بمركز البحوث والدراسات الكويتية، قدَّم محاضرة شيقة بمنزل رجل الأعمال حمود الذييب، ضمن فعاليات اثنينية الذييب الأسبوعية، حيث جاءت المحاضرة حول البحر في الكويت وأهمية الدور الذي لعبه في حياة الكويتيين قديماً قبل اكتشاف البترول، وذلك بحضور كل من الأستاذ عثمان يوسف الحجي، رئيس الهيئة العالمية الخيرية سابقاً، والسكرتير الأول بسفارة دولة الكويت بالمملكة الأستاذ ثامر محمد المعصب.
وأشار الدكتور يعقوب في مستهل محاضرته، إلى أن الكويتين في قديم الأزل كانوا أمام خيارين، إما الاشتغال بالبحر أو الفناء بالصحراء، وأضاف: «ولعل هذا هو السبب في اتجاههم لاستكشاف البحر ومحاولة كسب قوت اليوم منه بمختلف الطرق. ورغم الصعاب التي واجهتهم إلا أن البحر أثر بشكل كبير في حياة الكويتيين الاقتصادية والاجتماعية وباقي ظروف الحياة».
واشتغل السكان في البداية بصيد السمك لتلبية الاحتيجات الغذائية. كما بدأت أيضاً صناعة السفن والمراكب للصيد وبعد ذلك التجارة، حيث انطلقت الرحلات التجارية لشراء مستلزمات المعيشة من غذاء وكساء إلى كل من الهند وإيران والعراق. بعدها ظهرت عملية استكشاف اللؤلؤ لتوفير الأموال التي يمكنهم بها شراء تلك المستلزمات.
ويقول الدكتور حجي: إن سكان الكويت أمة من المهاجرين الذين جاؤوا من مناطق مختلفة من الجزيرة العربية أهمها منطقة نجد وخاصة القصيم، مشيراً إلى أن أهل نجد كانوا يزورون الكويت لشراء البضائع والعودة بها لبيعها في بلادهم، ومن ثم العودة في العام المقبل لدفع قيمتها وشراء بضائع جديدة، وهو ما كان يعرف بنظام «المسابلة».
وقال الحجي إنه وعندما تجمعت رؤس الأموال في أيدي تجار المواد الغذائية، بدأوا في شراء ونقل الأخشاب للكويت وغيرها من الدول المحيطة، والتي يتم استخدامها في بناء البيوت للسكن، وبذلك بدأت الحركة العمرانية في الازدهار والتحول من البيوت والأكواخ الصغيرة بالقرب من البحر إلى بيوت أشد صلابة مبنية بالأخشاب والحجارة التي تستخرج من البحر أيضاً.
وأشار الدكتور الحجي إلى استمرار حالة الاقتصاد الكويتي المعتمد على البحر إلى أن ظهر النفط في الكويت، حيث بدأ الاعتماد على البحر يقل تدريجياً إلى أن أصبح لا يستخدم إلا لإبحار ناقلات النفط من وإلى الموانئ الكويتية.
وفي مداخلة للدكتور راشد أبا الخيل، أكد أن ظهور النفط غيَّر نمط الحياة في دول الخليج كافة ليس في الكويت فحسب، مبيناً أن كل الحرف التي كان يشتغل بها الآباء في الجزيرة العربية انقرضت ولم يعد الجيل الجديد يعرف عنها شيئاً.
أما الأستاذ فهد الصالح، فأكد ضرورة أن يعمل كلا الشعبين السعودي والكويتي على تأصيل الروابط بين البلدين، وتعريف الأجيال الجديدة بها لتبقى في ثقافتهم وتترسخ في أذهانهم.
وفي ختام المحاضرة، قدم رجل الأعمال حمود الذييب درعاً تكريمياً للدكتور يعقوب يوسف الحجي، شاكراً له زيارته الكريمة، مثمناً المحاضرة القيمة التي ألقاها في اثنينية الذييب.