«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كثيرون من المواطنين والمواطنات تسمروا ليلة السبت أمام شاشة التلفزيون وهم ينتظرون بلهفة وشوق صدور الأوامر الملكية التي أعلن عنها. كانت الدقائق، بل اللحظات تمر بطيئة في انتظار الاخبار فأخبار الوطن ولله الحمد تحمل لنا دائما الخير والبشرى.. وبينما كانت العيون التي تتابع بتفاؤل ذلك. جاءت الأخبار بصدور الأوامر الملكية التي تضمنت إعادة تكوين هيئة كبار العلماء برئاسة آل الشيخ و20 عضوا وإعفاءات لأصحاب معالي وتعيين جدد إضافة إلى إعادة تشكيل مجلس الشورى.. لدورة جديدة، والتي تجسد مرحلة جديدة وهامة تتناسب مع المتغيرات الحياتية المتطورة التي تشهدها بلادنا في هذا العهد. عهد سلمان الخير.. ولتواكب ما يحدث في وطننا الحبيب والمنطقة والعالم من أحداث ومتغيرات في مختلف جوانب الحياة المعاصرة التي لاشك يعلم الجميع بمدى تأثرها على حياة الوطن والمواطنين.؟! ومن هنا، ومع التشكيل الجديد لمجلش الشورى الموقر وما تضمنه هذا التشكيل من ضخ دماء جديدة من أصحاب العلم والمعرفة والتجربة وحتى الممارسة العملية في أعمال ونشاطات داخل العمل العام، وحتى الخاص يدفعنا جميعا لنضع السؤال الذي يدور في أذهان الجميع بل ويتكرر دائما مع كل دورة جديدة للمجلس الموقر. ماذا يرد المواطن من هذا المجلس..
نفس السؤال كان يطرح منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه الذي أصدر أمره -رحمه الله- باعتماد الكتاب والسنة مصدراً للتشريع. واتخذ من الشورى قاعدة في إدارة الحكم وتدبير شؤون البلاد. إذ دعا إلى اجتماع لاستشارة أهل الحل والعقد إثر دخوله مكة عام 1343هـ، وقال: (سنجعل الأمر في هذه البلاد المقدسة بعد هذا شورى بين المسلمين)، وطلب تشكيل هيئة أمينة تضم نخبة من العلماء والأعيان والتجار لانتخاب أعضاء أول مجلس للشورى في يوم الجمعة 22/5/1343هـ.
كذلك تكرر السؤال في عهود مختلف أبنائه من الملوك. وها هو السؤال يطرح نفسه هذه الأيام ومع التشكيل الجديد للمجلس. ماذا يريد المواطن من الشورى. ولاشك أنه سؤال كبير بحجم الوطن، وحتى مساحة ما يتضمنه من آمال وتطلعات وإجابات مختلفة عما يشغل ذهنه وتفكيره من قضايا وخدمات تهمه كونها تقدم له عبر العديد من القنوات الخدمية المختلفة عبر قطاع الدولة العام أو ما يقدمه له القطاع الخاص من خدمات أيضاً في مختلف المجالات في وقت بدأ العديد من القضايا والمشاكل، وحتى الهموم التي يعاني منها المواطنون والمقيمين على حد سواء تجد طريقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كونها باتت عالم واسع ورحب ومتجدد في كل لحظة فراحوا ينشرون آراءهم وهمومهم عبر كتاباتهم و تغريداتهم المختلفة، والتي تعتبر نبضا صادقا لما يدور في الوطن من أحداث ومستجدات. بل هناك من ضمن طرحه رغبته وأمله أن يناقش «الشورى» ما يعانيه المجتمع من ارتفاع في الأسعار. أو فساد أو تقصير في الخدمات. بل وحتى راحوا يطالبون بالكثير من الشفافية في معالجة مختلف القضايا التي تهمهم و تمس حياتهم كبطالة البعض من الشباب. وتنشيط عمل المرأة في مجالات مناسبة، وارتفاع أسعار فواتير بعض الخدمات التي تعتبر أساسية لحياتهم كالكهرباء والماء..؟! وسرعة اتخاذ القرارات الإيجابية التي تعود على الوطن وعليهم بالخير.. مع الأمل في أن يقوم «الشورى» بمتابعة دقيقة لما ينشر في الصحف المحلية من كتابات وآراء وطنية صادقة تعبر عن حب للوطن وقيادته والغيرة على ما يقدم فيه من خدمات وإنجازات هنا وهناك بحاجة إلى كشف سلبياتها ووضع النقاط على حروف قضاياها. فكما هو معروف تعتبر الصحافة والإعلام وما يكتب وينشر فيها من تقارير وتحقيقات وآراء إنما هو مرآة صادقة وجلية لما يردده المواطن وحتى المقيم؛ كونه يجسد الحقائق بدون مجاملة او رياء.؟!
ولذلك كانت الصحافة في مختلف دول العالم تمثل جانبا مهما تعتمد عليه هذه الدول في اتخاذها لقراراتها التي تصدرها في خدمة أوطانها.. وبلادنا وخلال هذه المرحلة التنموية بحاجة ماسة إلى مزيد من التعاون ما بين الشورى والمواطنين من خلال أعضاء المجلس الذين يمثلونهم. والذين يأمل الجميع من المواطنين أن يمثلونهم خير تمثيل وأن يحققوا لهم وعبر دراستهم لمشاكلهم وقضاياهم كل ما يتطلعون إليه من تكامل الخدمات والقضاء على ما يعانونه من سلبيات في بعض جوانبها. كونهم على دراية بها فهم قبل وصولهم لهذا المجلس الموقر كانوا ومازالوا مواطنين. وأهل مكة أدرى وأعلم بشعابها. فهل يتحقق ذلك. هذا ما نرجوه ونتطلع إليه..؟!