د.عبدالعزيز الجار الله
مخاطر الأمطار وسط المملكة وبالتحديد في منطقة الرياض التي تجاوز عدد سكانها (7) ملايين نسمة لا تأتي فقط من الأودية الفحولة وإنما تأتي بشكل أخطر من الشعاب الصغيرة والروافد التي تغذي مجاري السيول الكبيرة، التي تحول بعضها من مجاري أودية إلى أحياء سكنية أو طرق سريعة وشوارع فرعية، ولولا إرادة الله ثم تخطيط الأحياء التي روعي فيها منسوب الشوارع في الأحياء الجديدة وجعلها تصرف على بعضها بعضا إلى مجارٍ تحت الأرض ومجارٍ سطحية لكانت هناك كوارث ومآسٍ على السكان والممتلكات بسبب كثافة وحجم المياه المنقولة التي تعد الأخطر في الأمطار الجارفة، فقد أدت الطرق ومنسوب الشوارع الدور الكبير في تصريف المياه، يضاف لها مشروعات: تصريف مياه السيول، والصرف الصحي، وتصريف المياه الزائدة السطحية في استيعاب مياه الأمطار.
الأودية الكبيرة في منطقة الرياض ضمن الأودية العشرين بالمملكة هي: وادي السهباء وطوله 380 كيلومترًا، وادي الدواسر وطوله 350 كيلو مترًا، وادي الركا طوله 280 كيلومترًا، وادي الجرير 250 كيلومترًا، وادي السرة 230كيلومترًا، وادي الغر 200كيلومترًا، وادي الرشاء 205 كيلومترات، هذه الأودية وإن كان معظمها بعيدًا عن المدن والمحافظات لكن خطورتها تتركز في روافدها الكبيرة على سبيل المثال روافد وادي السهباء هو وادي حنيفة طوله 160 كيلومترًا يخترق مدينة الرياض من الغرب إلى الشرق: (وروافده هو أيضًا وادي لحا ووادي لبن). ووادي نساح جنوب غرب الرياض ووادي الرعيل، وبعضها هي أودية في شرق الرياض مثل وادي السلي، ووادي الليسن شمال الرياض، ووادي البطحاء وسط العاصمة، وشعيب المهدية ووادي نمار غربًا، وهي بلا شك شبكة ضخمة من الشرق وادي السلي ومن الغرب وادي حنيفة ولبن ونساح ونمار وهي أودية أخدودية تنزل من ظهرة طويق غربًا إلى الشرق، ووادي السلي سطحي تضيع ملامحه ولا يشاهد إلا إذا نزلت الأمطار فيصبح كالنهر الجاري.
هذه هي المخاطر الحقيقية التي تشل الحركة المرورية لأن الطرق والشوارع الكبيرة تحولت إلى مجارٍ وشعاب تنقل المياه من منطقة إلى أخرى لذا لا بد من إعادة النظر في المخططات والطرق الجديدة في كثرة وتقارب الأنفاق التي تتحول إلى بحيرات ومصائد والتعويض عنها بجسور وكبارٍ علوية، وترك الأنفاق للمترو - القطارات -، وهذا لا يعيب تخطيط المدن، فالعديد من العواصم الكبرى تقوم شبكات طرقها على الجسور وفي بعض الحالات على شكل أدور وسلسلة من الجسور المرتبطة ببعضها.