«الجزيرة» - تواصل:
استضافت اثنينية الذييب في الأسبوع الماضي الدكتور محمد سعد العالم، أحد كبار المستشارين في مجال التدريب والبحث في مجال الإنترنت والتواصل الاجتماعي. وتحدث الدكتور محمد العالم في الأمسية الحوارية حول الفضاء الإلكتروني وعالم المعرفة الذي أصبح مهدداً باستمرار بسبب الاختراقات الأمنية للأنظمة والتي باتت تطال الجميع، بداية من الفرد المستخدم العادي وحتى أكبر الشركات والكيانات التجارية والحكومية المتسلحة بأقوى الاحتياطات الأمنية.
وبين أن المملكة تعتبر من أكثر الدول في العالم استخداماً للإنترنت بنسبة تصل إلى 50% من السكان يعتمدون على الإنترنت في إنجاز أعمالهم، بحسب هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. يقول الدكتور العالم: «ارتفعت نسبة الاستخدام للإنترنت في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، لاسيما مع توجه الحكومة للاعتماد على الحلول الإلكترونية لتقديم خدماتها للمواطن في مختلف القطاعات الحكومية والبنكية وغيرها من الخدمات. كما أن التحول الاقتصادي الذي تقوم به المملكة منذ انطلاق الرؤية الجديدة 2030 من شأنه زيادة الاعتماد على الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية أكثر من أي وقت مضى».
ويرى الدكتور العالم، أن هذا التقدم الكبير له سلبياته كما أن له إيجابياته الكثيرة، مؤكداً أن الاختراقات الأمنية هي إحدى أكبر وأخطر السلبيات التي تهدد هذا التوجه. وأضاف:» ولكي ندرك مدى خطورة هذه الاختراقات لابد أن ننظر إلى تأثيرها الاقتصادي حيث كلفت العالم خلال السنوات الأخيرة مئات الملايين من الدولارات».
وبالنسبة للمملكة يقول الدكتور العالم، إن أجهزة الرصد تسجل حالات اختراق بشكل يومي، حيث سجلت على مدار عام كامل 1.5 مليون اختراق كلف اقتصاد الدولة ما يقرب من 2.8 بليون ريال. ولعل أهم الاختراقات التي تعرضت لها المملكة في العام الماضي كان اختراق شركة أرامكو الذي دفع الشركة لتغيير 50 ألف قرص صلب دفعة واحدة، إضافة إلى انفصال الشبكة الإلكترونية عن شبكة الإنترنت العالمية حوالي 5 أشهر كاملة حتى استعادت الشبكة عافيتها.
بعد ذلك تحدث الدكتور محمد العالم، عن التوعية وزيادة مستوى الوعي لدى المستخدم الفرد والذي يسهل اختراق بياناته من خلال تعاملاته اليومية عبر الشبكة من خلال بريده الإلكتروني وعملياته الشرائية البسيطة. يقول العالِم: «أنشأت المملكة مركزاً وطنياً لمتابعة أمن الفضاء الإلكتروني، حيث قدم الكثير من النجاحات منذ إنشاؤه على مستوى صد الهجمات الإلكترونية والاختراقات المتتالية، إلا إن زيادة الوعي من خلال التعليم والتدريب يسهل من مهمته».
وفي نهاية حديثه أكد الدكتور محمد على، أن أداة الدفاع الأولى هي الفرد نفسه والذي يجب أن يستوعب أن الاندماج في هذا العالم الإلكتروني لابد أن يكون مسلحاً بالثقافة والمهارة اللازمة لحماية نفسه وبياناته. كما أن هذا الوعي الفردي لابد وأن يزداد وينتشر إلى أن تصبح ثقافة مجتمع بأكمله.
من ناحيته تقدم رجل الأعمال الأستاذ حمود الذييب بالشكر الجزيل للدكتور محمد سعيد العالم على المحا ضرة القيمة والتي أثرت الاثنينية بمعلومات وإحصاءات قيمة. كما قدم له درعاً تذكارية تقديراً لدراساته في مجال الفضاء الإلكتروني التي تعود بالنفع على المجتمع العلمي والفردي بالمملكة.