الجزيرة - أحمد المغلوث:
بعد أن تجمع المدعوون من كبار المسؤولين والأعيان من أبناء الأحساء في مبنى المحافظة صعدوا جميعهم إلى الأتوبيسات الألمانية المريحة والفخمة وكانوا يشكلون نخبة كبيرة من كبار المسؤولين والأعيان من أبناء مدن وبلدات وقرى وهجر ومراكز الأحساء وتحركت بهم «الأتوبيسات» متجهة إلى قصر «هجر» الشامخ والذي يقع في مدينة المبرز.. كانت الأجواء ربيعية ورذاذ المطر يداعب زجاجها. ومئات الوجوه سعيدة وباسمة، وكل واحد منهم يكاد لسان حاله يعبر عن فخره واعتزازه بمشاركته هذه النخبة الطيبة في حضور حفل استقبال قائد ورائد الأمة الذي سوف يصل في زيارة لأحساء الخير ليدشن مجموعة من المشاريع فيها، انطلقت «الأتوبيسات» مخترقة الشارع الموازي لقصر إبراهيم التاريخي في حي الكوت الشهير، وكان موكب الأتوبيسات مثيرا لمن يشاهدها وهي تعبر الشوارع وهناك من يلوح بيديه محييا ركابها، وتوقفت الأتوبيسات فترة من الوقت قبل بوابات القصر العملاقة في انتظار أوامر الدخول من المسؤولين الأمنيين، وكانت فرصة كبيرة للمدعوين وهم في الأتوبيسات ليشاهدوا ويسمعوا هدير طائرات الهوليكبتر قبل هبوطها في الساحة الجنوبية للقصر والتي جاءت حاملة عددا كبيرا من أصحاب السمو الملكي الأمراء وبعضا من أصحاب المعالي الوزراء، في هذه اللحظة تذكر «المحرر» كاميرته الصغيرة وحتى هاتفه الذكي فلقد سلمهما إلى رجال الأمن قبل خروجه من مبنى المحافظة وحتى الصعود للأوتوبيسات الجميع فعل ذلك من ضمن إجراءات أمنية رائعة وتنظيم دقيق، وتذكر أيضا أن اليوم فقط الذي لم يحمل فيه هاتفه فلقد مضت عليه ساعات عدة بدونه هو وجميع المدعوين واعتبر ذلك فرصة عظيمة له وللجميع أن يتبادلوا بعضهم بعضا الأحاديث بعيدا عن مداعبة شاشات هواتفهم.. كان يفكر في ذلك عندما قطع حبل تفكيره الأذن بدخول الأتوبيسات للقصر، وما هي إلا لحظات وإذا بجميع المدعوين يتجهون إلى مقاعدهم في الصالة الرئيسة والكبرى بالقصر، وكان عيون البعض من المدعوين من أبناء الأحساء وحتى بعض الضيوف القادمين من مناطق أخرى ضمن احتفالية تدشين مشاريع الإسكان. وسأله جاره في المقعد ما شاء الله كم هو جميل وفخم هذا القصر. قلت لم ترَ شيئا بعد ولم تشاهد القاعات الأخرى، ولم تدخل مبنى الضيافة والأجنحة الخاصة وأضفت لقد أتاح لي عملي الإعلامي أن أشاهده خلال التجهيزات والتأثيث الأخيرة قبل ثلاث عقود وأكثر.. كذلك خلال زيارة الملك فهد رحمه الله للأحساء. وقبل أن أكمل حديثي له إذا دخل موكب خادم الحرمين الشريفين وهو يتقدمهم رافعا يده الكريمة بالسلام والتحية عندما قام الجميع واقفين سعداء بقدومه ..وماهي إلا لحظات لتبدأ فعالية حفل الاستقبال. الذي بدئ بالقرآن الكريم وكلمة أمير الشرقية وكلمة للأهالي وقصيدة شعرية، وبعدها جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الإنسان حفظه الله ليؤكد كعادته دائما وأبدا على أن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء الوطن هو محل اهتمامه ورعايته ونتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن.. وأشار أمد الله في عمره إلى أن رؤية 2030 تستهدف رفع اقتصاد الدولة وتنويع المصادر وعلينا جميعا إنجاحها وشدد الملك على أنه لا تنمية ولا علم ولا حضارة بلا أمن وأكد قائلا: أننا على ثقة بقدرات المواطن السعودي..) هذا وأثنى الملك سلمان في كلمته على حفاوة الاستقبال، ولقد شعر الجميع . في حضرة الملك سلمان بأن الأحساء كل الأحساء كانت حاضرة في قلبه وقلوب جميع قيادته.. لقد كان حفلا رائعا تكلل بتدشين جلالته مشاريع الخير ومن أهمها مشاريع الإسكان..