فهد بن أحمد الصالح
لم يكن يوم الجمعة الماضي الموافق 18 صفر 1438 يوماً عادياً على نادي الفيحاء بجماهيرية ولاعبيه ومحبيه وأهالي محافظة المجمعة كافة ذلك لأنه تزيَّن بزيارة ميمونة قام بها الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للرياضة وهي لا شك زيارة وإن كانت قصيرة إلا أنها تاريخية وبكل المقاييس واسترجعت شريط الذكريات الذهبية لعام 1396 عندما تشرَّف النادي بزيارة العلم الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب -رحمه الله- والتي مثّلت في وقتها منعطفاً تاريخياً في عطاء النادي الثقافي والاجتماعي والرياضي، وقدّر سموه آنذاك مقدار الجهد المبذول في خدمة الشباب والرياضة في محافظة المجمعة وقدَّم شكره للفاعلين فيه وشارك في ختام مناسباته وتكريم أبطاله الذين كانوا أبطالاً للمملكة في عدد من الألعاب وشاهد مهرجاناً للتراث كان نواة لما بعده ودفع القائمين على النادي إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية بصورة مؤسسية أصبح معها النادي ولا يزال الحضن الأمن لشباب المدينة وتعاقبت على النادي العديد من الإدارات التي لا يجذبها له إلى الإحساس بالواجب تجاه الشباب وأن ذلك جزء من الوطنية التي تبدأ من المدينة لتشمل الوطن بكامله، بل مثّلوا المنافسة الاجتماعية في خدمته بصدق.
إن زيارة سمو رئيس الهيئة الرياضة مثّلت ثلاث مناسبات مهمة للمدينة وناديها أولها الفرحة بمقدمه ومشاركة النادي أفراحه ومناسباته وقربه من الشباب، حيث يرغبون في شعور يدفعهم للمزيد والثانية فرحة مرور أكثر من 60 عاماً على إنشاء وانطلاقة الرياضة في المحافظة بصورة رسمية، حيث تأسس «نادي الفيحاء» عام 1370هـ، وكانا ناديين «النادي الأهلي» و«نادي الشباب» عند التأسيس وتم دمج الأهلي والشباب ليصبح «الفيحاء» عام 1384هـ وتم تسجيل «نادي الفيحاء» في سجلات الرئاسة العامة لرعاية الشباب في 28-4-1386هـ , أما المناسبة الثالثة للفرحة فهي الانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير منشآت النادي بمبلغ تجاوز 12 مليون ريال جميعها تبرعات من الأهالي والمحبين للنادي وأعضاء الشرف وعلى رأسهم معالي الوالد عبدالعزيز التويجري وشقيقه العم عبدالله -رحمهما الله- وأبناؤهم البررة وقد أثنى كثير سمو رئيس الهيئة على تلك الوقفة الكريمة وقدرها لهم ولكل من ساند وساهم في تطوير هذه المرافق بماله وجهده وفكره وتشمل (المبنى الإداري والملاعب المختلفة والصالات والمدرجات والعيادة الطبية والمركز الترفيهي والسور والبوابات والإنارة والمسجد والمواقع الاستثمارية وسكن اللاعبين والمدربين والبيت الفيحاوي والمتحف التراثي والمكتبة العامة).
وقد زار سموه الكريم كل أجزاء النادي ومرافقه وشاهد صوراً من عبق الماضي الجميل تحكي عقوداً من الاهتمام الكريم من الدولة بالشباب والرياضة وعنايتها بالجانب الثقافي والاجتماعي بالإضافة إلى الرياضي ممتدحاً كل ما شاهده في ذلك الفضاء الاجتماعي الخلاق يصحبه أهالي المجمعة وإدارة ولاعبي وجماهير الفيحاء المغبوطين بزيارته وتشريفه, وامتدح رؤية وتخطيط وثقافة الاستثمار التي انتهجها إدارته لكي يكون لدى النادي مورداً مالياً متنامياً يعينهم على تنفيذ البرامج والفعاليات والاستمرار في المنافسة مع أندية الوطن الكبير وهو كذلك دافعاً لنقله إلى الدوري الممتاز واستمرار نجاحه بعد عملية الخصخصة التي باتت على الأبواب عقب موافقة مجلس الوزراء عليها وفي انتظار آلية التطبيق التي ستعلن خلال الأشهر القادمة.
إن هناك وقفات يجب أن تذكر في هذه الزيارة، منها البشارة التي ساقها للجميع سمو رئيس الهيئة والتي تتمثَّل في صرف جميع المستحقات المتأخرة للأندية والتي نصيب نادي الفيحاء منها يتجاوز الـ4 ملايين ريال, وسر الجميع عندما قال سموه (نموذج الفيحاء جدير بالتعميم) وكرَّر مراراً الثناء على دور القطاع الخاص ومساهمة الأهالي في دعم الأندية لكي تكون نموذجية مثلما شاهده في نادي الفيحاء, وتميز الإعلام كعادته بمواكبة الحدث وصحبة سمو الرئيس وتغطية الزيارة واستثمار الفرصة في توجيه عديد من الاستفسارات التي تشغل الوسط الرياضي وأجاب كعادته بكل وضوح وشفافية.