فيصل خالد الخديدي
تفاخر الأمم بمبدعيها وتحتفي بمنجزيها في شتى المجالات، وتكريم المبدعين في المجالات الثقافية والفنية مؤشر على ارتفاع وارتقاء مستوى وعي هذه المجتمعات بدور الثقافة والفن وإيمانهم بما تقدم للرقي الإنساني يستحق عليه مبدعوه التكريم والاحتفاء، وفي بادرة جميلة ولفتة مميزة وبأمر ملكي كريم ستمنح الفنانة التشكيلية السعودية الرائدة صفية بن زقر وسام الملك عبدالعزيز تقديراً لفنها ولدورها في توثيق وحفظ التراث السعودي وهو من الأوسمة السعودية الرفيعة ويمنح تقديراً لمن يؤدي خدمات كبرى للدولة أو لإحدى مؤسساتها أو يقوم بخدمات أو أعمال ذات قيمة معنوية مهمة، كما اختار المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته القادمة لهذا العام التشكيلية صفية بن زقر شخصية العام الثقافية لتكريمها، وستُقام ندوة كبرى عن حياتها وأعمالها الفنية ضمن برنامج النشاط الثقافي للمهرجان.
الفنانة صفية بن زقر قدمت الكثير في الفنون التشكيلية وهي من جيل الرواد في الفنون التشكيلية المحلية وهي أول سعودية تحصل على دراسة أكاديمية في الفنون التشكيلية وأول سعودية تقيم معرضاً تشكيلياً شخصياً وكان ذلك في عام 1968م، والفنانة صفية قدمت أيضاً الكثير في توثيق التراث المحلي سواء من خلال رسوماتها التي وثقت كثير من العادات والأزياء الحجازية والمحلية والحياة اليومية في أعمالها حتى غدت مصدراً للباحثين عن تاريخ الحياة اليومية والأزياء الحجازية، أو من خلال مساهماته في إنشاء دار صفية بن زقر التي اهتمت فيه بالتراث الوطني وإبرازه واستقبال ضيوف المنطقة والمملكة وعرض نماذج مشرفة عن التراث المحلي.. كل هذا وأكثر قدمته الفنانة صفية بن زقر في مسيرة طويلة وشاقة ولكنها مشرفة وتكتب بماء من ذهب استحقت عليه هذا التكريم الذي يعد تكريماً للفنون التشكيلية قاطبة ولكل سيدة سعودية قدمت الكثير لوطنها، وكما ذكرت الفنانة صفية في لقاء تلفزيوني معها بعد تلقيها خبر ترشيحها لوسام الملك عبدالعزيز من اتصال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، قالت: (الحمد لله إني أخذته في حياتي عشان أفرح وأشكر الذي أعطاني هذا الوسام) وهو إحساس صادق يعطي الأمل لكثير من المبدعين الذين يستحقون التكريم في وطنهم.