«الجزيرة» - علي بلال:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود عضو هيئة البيعة الندوة العلمية لكرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي أمس ندوة «دور التعليم العالي في عهد الملك سعود في تحقيق الرفاه الاجتماعي» بحضور مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس مجلس كراسي البحث الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، وذلك بالقاعة المستديرة بمبنى المؤتمرات للرجال والقاعة الكبرى بمبنى (323) بمدينة الملك عبدالله للطالبات.
وبيّن الأمير مشعل بن سعود أن كرسي الملك سعود يخدم البحث المفيد ويبرز جهود الملك سعود- رحمه الله - في التعليم العالي والتعليم العام، ويخدم مجالات التعليم، وتحقيق الرفاه الاجتماعي، مثمناً جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في نشر العلم الشرعي وعلوم اللغة العربية، وجهودها في خدمة المجتمع، ومقدماً شكره لمعالي مدير الجامعة الدكتورسليمان بن عبدالله أبا الخيل، ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر ومقرر الندوة أستاذ الكرسي الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن محمد السميح، والمحاضرين في هذه الندوة: الدكتورطلال بن خالد الطريفي، الدكتور عبدالمحسن بن سالم العقيلي، والدكتور زهير بن عبدالكريم الشهري.
وفي بداية هذه الندوة قدم أستاذ كرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن محمد السميح نبذة عن كرسي الملك لدراسات التعليم العالي الذي يعنى بكل الدراسات المتعلقة بمجال التعليم العالي في المملكة مثل تأهيل أعضاء هيئة التدريس وتقويم برامج الدراسات العليا ومدى مواءمة المخرجات لسوق العمل، وكل ما يتعلق بالتعليم العالي.
من جانبه، أوضح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن كرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي يعتبر من أهم الكراسي البحثية لعنايته بدراسات التعليم العالي في المملكة مرجعاً ذلك للشخصية التي يحمل اسمها وهي الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله-وعهده الزاهر الذي شهد أولى انطلاقات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وعنايته بدراسات التعليم العالي في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها هذا التعليم كماً وكيفا، وإيجاد فرص تقوم على المعرفة وربط مخرجات البحث العلمي في الجامعة بمخرجات المجتمع عبر توفير المبادرات اللازمة لدعم البحوث العلمية واستقطاب وتدريب العقول المبدعة، وبيّن معاليه أن كرسي الملك سعود وهو يقيم هذه الندوة ليحقق مكانه اللائق ويؤدي أهدافه والمحاور تتعلق بجهود الملك سعود في دعم التعليم الذي يحقق الرفاه بكافة مجالاته، مختتماً كلامه بتقديم شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما توليه من عناية ودعم لمؤسسات التعليم العالي والعام، وما وصل له التعليم العالي، وما تبذله القيادة في سبيل دعم أبناء الوطن للوصول إلى الأفضل وإعطاء الفرصة التعليمية الجامعية والدراسات العليا لكل راغب ومستفيد.من جانبه، قال وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي نائب رئيس مجلس كراسي البحث الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر إن الكرسي يكتسب أهميته من المجال الذي يتناوله وهو التعليم العالي الذي شهد طفرات كبيرة في مختلف الجوانب التي مرت بها المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز..
وكرسي الملك سعود لدراسات التعليم العالي يعنى بكل الدراسات المتعلقة بمجال التعليم العالي في المملكة، يعمل على ثلاثة جوانب علمية في الجامعة هي البحوث العلمية ودعم طلاب الدراسات العليا ودعم المعرفة المتخصصة.
وفي المحور الأول من محاور الندوة تناول الدكتور طلال بن خالد الطريفي «محور تحقيق الرفاه الاجتماعي» تحدث فيه عن رؤية الملك سعود - رحمه الله- في نشر التعليم بكافة مجالاته وعرف في بداية بحثه مفهوم الرفاهة الاجتماعية، وأكد على الجانب الإنساني في شخصية الملك سعود منذ كان ولياً للعهد، حيث نضحت الإنسانية في تفاعلاته وخطاباته وزياراته للمناطق السعودية، ومتابعته للحالات الخاصة شخصياً، وسعت الدراسة إلى إجمال مفهوم الرفاهة الاجتماعية على المستوى النفسي للمجتمع وعلى المستوى الخدمي من قبل الدولة، ومن خلالها تم قياس الرفاهة الاجتماعية، وتضمن البحث التوصل إلى نتيجة حرص الملك سعود على حاجات الناس وسعيه إلى إقامة العدل ومنح الحقوق للجميع دون تفرقة، والحرص على تطبيق ما يحفظ كرامة الناس، وبين أيضاً القفزات الخدمية التي شهدتها المملكة العربية السعودية في عهد الملك سعود التي أكدت دعم أقواله وأفعاله وأنتج حكومة متماسكة وأسس نظاماً كفل للجميع الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية.
فيما تناول الدكتور عبدالمحسن بن سالم العقيلي المحور الثاني من محاور الندوة «محور تحقيق الرفاه الثقافي» وركزت هذه الورقة على دراسة تحقيق الرفاه الثقافي في عهد الملك سعود في محورين اثنين : محور الأدب والفنون، ومحور مؤسسات المجتمع المدني، حيث تناول في المحور الأول نشاط حركة الإنتاج الأدبي وظهر أول سيرة ذاتية لكاتب سعودي في عهد الملك سعود ، وأول رواية فنية، وأول ديوان شعر نسائي، إضافة إلى كتب ودراسات نقدية جادة وجديدة، وتشير الإحصائيات إلى أن الإنتاج الأدبي في عهد الملك سعود وصل إلى ستة وأربعين ديواناً شعرياً، وإحدى وعشرين مجموعة قصصية، وعشر مجموعات مقالية، وست روايات، وخمسة أعمال في السيرة الذاتية، وثلاثة أعمال في أدب الرحلة، وعرفت المنطقتان الوسطى والشرقية المطابع والصحافة لأول مرة في تاريخها، كما عقد أول مؤتمر ثقافي، كما اهتم الملك سعود بإنشاء الجامعات والكليات، وتحديث أجهزة الدولة، وأسس كافة القطاعات الخدمية، وتحويل بعض الإدارات إلى وزارات، وتعميم التعليم، وإشاعته في القرى والهجر، ومسايرة التطور العلمي، وتنويع التخصصات وفتح باب الابتعاث إلى دول العالم.
فيما تناول الدكتور زهير بن عبدالكريم الشهري المحور الثالث من محاور الندوة «محور تحقيق الرفاه التنموي» تناول فيه بالرصد والتحليل والمقارنة دور التعليم العالي في عهد الملك سعود في تحقيق الرفاه التنموي، وتنطلق من تحديد سياسة الملك سعود - رحمه الله - التعليمية والهادفة إلى فهم الإسلام فهماً صحيحاً، وغرس قيمه ومثله العليا في المجتمع ، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة نحو تطوير المجتمع ونهضة الدولة.
وأبرزت الروقة أهم جهود الملك سعود في دعم التعليم العالي والتوسع فيه انطلاقاً من انشاء وزارة المعارف، وانشاء الكليات ثم جامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، إلى جانب البعثات العلمية للخارج، وبرامج التدريب ومحو الأمية، كما أبرزت الورقة دور التعليم العالي في عهد الملك سعود في تحقيق الرفاه التنموي والذي ركز على بناء الانسان باعتباره هو الاستثمار الحقيقي، إلى جانب تحديد دور التعليم العالي في تنمية مؤسسات الدولة إدارياً، وإلى التأثير الإيجابي في تنمية المجتمع في قيمه، واستقراره، وانتمائه، وتفاعله مع الدولة وخطواتها التنموية، كما رصدت دور التعليم العالي في التنمية الاقتصادية والمتمثل في تنمية المهارات والقدرات للأيدي العاملة والكوادر نحو المشاركة الفردية والجماعية في عمليات الكسب والإنتاج.