مها محمد الشريف
ازدهرت تجارة السلاح في العصر الحديث وحققت أرقاما خيالية تقدر بين التريليون ونصف والاثنين تريليون دولار تقريبا. رقم غير دقيق ولكنه ضخم جدا، في حين أصبحت هذه الصناعة من الأولويات القصوى في الولايات المتحدة وروسيا والصين، سوق كبير يغذي الحروب، ويصدر إلى القوى المتصارعة حزمة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حسب زعمهم.
يقول ميكافيلي في كتابه الأمير «على الأمير ألا يستهدف أو يبغي شيئا إلا الحرب وتنظيمها وطرقها وألا يفكر أو يدرس شيئا سواها حيث الحرب هي الفن الوحيد الذي يجب أن يتقنه كل من يصل إلى مرتبة القيادة، واعتمد فقط الحرب والقوة فهل نجح بفرض أفكاره بالقوة وانتج لنا هذه النظرية «القوة ضرورية لنشر الأفكار».
هذه القوة والتقنية نقلت الإنسان من حال الطبيعة إلى حال المدنية بكل أوزارها الثقيلة، فكان الباعث على هذا الانتقال هي الضرورة التي أفقدته كل ما يحبه ويستهويه، لا يفكر إلا في كيفية الدفاع عن نفسه وممتلكاته. لا أحد أن صناعة السلاح أصبحت ميزان قوة الدول، وواجهة مدنية، وقدرة عظمى طغت على مفهوم العمران في الأرض.
لذا، تعمد الولايات المتحدة سياسة المكيالين وتأمل أن تنشئ الدول الأوروبية 4 مجموعات قتالية تتألف كل منها من 4000 جندي كجزء من استراتيجية حلف الناتو للرد السريع على روسيا. في أضخم انتشار عسكري أوروبي ، معتبرة ما حصل من روسيا انتهاكات لسيادتها.
وخاصة بعد التصعيد العسكري الروسي على حدود أوروبا، وكشفه عن الصواريخ الموجهة إلى بريطانيا «شيطان»، فمنذ مائة عام والعلاقة غير مستقرة بين روسيا وأمريكا وبريطانيا، ارتبط الأمر أكثر بعد فرض العقوبات الاقتصادية بسبب أوكرانيا.
وحتى نستطيع فهم توقيت الإعلان عن صاروخ نووي روسي بالستي جديد عابر للقارات تقول موسكو إنه يمكن أن يمحو معظم المملكة المتحدة أو فرنسا. وهذا ينطبق على أن كل قصة لها جانبين . أما لإشاعة الخبر وإذعان الحلفاء لها ، أو استعرض ضخم للقوة وأسلحة الدمار الشامل التي تحقق منهج ميكافيلي، وتفتح الأبواب التي كانت مغلقة.
لذلك من البديهي أن تنضم فرنسا والدنمارك وإيطاليا ودول أوروبية أخرى إلى المجموعات القتالية الأربع التي ستقودها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وكندا إلى بولندا وليتوانيا وإستونيا ولاتفيا. ولا يسعني المجال للبحث أكثر مما قدمته وكالات الأنباء للعالم عن هذه المجموعات القتالية ومستقبل السلام في مفهوم الدول العظمى.
وآخر ما يمكن قوله. إن تراجع التكتلات السياسية الأمريكية جعلت روسيا تعد العدة لها من خلال الدور الذي تلعبه في المنطقة وفي سماء سوريا بالتحديد، لتعلن للعالم أن فلاديمير بوتن هو المسيطر الوحيد في الساحة الدولية، لذا كشف عما أطلق عليه «ملك الصواريخ» الباليستية RS-18 ، وهو صاروخ تأمل روسيا أن يتفوق على أنظمة الدفاع الجوي الأميركي.