علي الخزيم
أقرأ مضمون هذه الرسالة عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي: (كشف تقرير صحفي مُسَرّب من معلومات استخباراتية سرية عن مخطط كبير وخطير جداً يستهدف المملكة)، هذه الرسالة المشبوهة وأمثالها عادة تُسْبق أو تُزَيّن بكلمة تشويقية خادعة مثل: عاجل، تناقلت وسائل الإعلام، قال ناشطون، أكّد شهود عيان، أكّدت المصادر، إلى غير ذلكم من الجُمل المُخَاتِلة التي يراد منها جذب قارئ الرسالة، ومن ثم التأثير على مشاعره، وإرجافه، وهز ثقته بقيادته، وخلخلة ترابطه مع بني قومه ومجتمعه.
لنعد لقراءة نص الرسالة؛ سنلاحظ جميعاً المبالغة باختيار الكلمات، وأن (المبالغة بالمبالغة) أوقعت هذا المُزوّر بأخطاء تُبرهن على أنه لا يملك مهارة صياغة الأخبار، وأنه أبعد ما يكون عن مصادر الأخبار الهامة الحساسة، بمعنى أنه مُرْجِف وكذاب أشر، إذ يقول بأنه: (تقرير مُسرب، من استخبارات سرية، عن مخطط كبير وخطير جدا)، فكيف يكون مسرباً من استخبارات، ويصفها بأنها سرية، وهل كانت الاستخبارات يوماً علنية؟! ثم يصل لزبدة المكيدة المنشودة حينما يصف المخطط بأنه كبير خطير جدا، فهذه الترادفات تدل على نيته بتمرير هذه المعلومة المُزيفة بقصد الإيحاء بأن أوضاع بلادنا تمر بضعف بالأمن العام، وأنها تعاني من عدم قدرتها على مواجهة التقلبات بالأوضاع الدولية، وإننا كمواطنين مهددين بمستقبل غير مريح وعواصف مزعجة.
هذه إثارة خبيثة مغرضة لتفريق شمل الأمة ولإرخاء التماسك بين القيادة والشعب، ومحاولة لفك هذه اللُّحمة التي أبهرت هذا العدو قبل غيره، ولتشتيت انتباه المواطن عن مكائد وحبائل هذا العدو وأمثاله الكثر ممن يكيدون لنا في كل آن وزمان، وفي كل محفل وموقع، وفي كل وسيلة إعلامية والكترونية، بلغت حساباتهم ومواقعهم الآلاف أكثرها مُوجّهة ضد مملكة الإنسانية، مملكة العزم والحزم، ولم تسلم منهم دول الخليج العربي والدول الإسلامية المتمسكة بأسس الشريعة المحمدية السمحة، بعيداً عن الطائفية والعنصرية البغيضة، والتي تواجه المد الشيعي الطائفي الحاقد بما أوتيت من شجاعة وصدق بالمبدأ، من منابعه الإسلامية الواضحة الصريحة الصحيحة.
المملكة العربية السعودية تعرف عدوها وتواجه مكائده وهذا ليس بمستغرب، وليس بجديد، فأنصار الباطل أعداء الحق لا يفترون عن نسج الحيل والأكاذيب، وتدبير المؤامرات ضد أهل العدل والنبل والصدق، فهذه أمور لا تعجبهم ولا يرتاحون لديمومتها وبقائها ماثلة أمامهم، لا سيما إذا كانت هذه المبادئ برعاية دولة الإسلام خادمة الحرمين الشريفين، هذا أمر مزعج لدعاة الباطل الذين يسعون لتقويض حمى الإسلام بالوصول لمنابعه الصافية وتعكيرها بخرافاتهم وتفكيرهم الهدام، تقودهم أباليس تعكف على ابتداع ما لم ينزل به الله أي سلطان مبين وتغذي به عقول أجيال ناشئة، وفئات أُغفلت أعينها وقلوبها عن الحق، أو أنها خُدعت حين أحسنت النية بهؤلاء المهرطقين الضالين عن جادة النور والصواب بمخالفتهم مبادئ الشريعة الإسلامية وانتهاجهم مبادئ ابتدعوها واخترعوها ليس حباً بالإسلام وأهله؛ إنما للعزم على هدم كل أسس الدين وطمس معالمه وإطفاء نور اليقين، خدمة لأغراض دنيئة وأطماع إقليمية وأحلام عفى عليها الزمن، (خابوا وخابت مقاصدهم).