«الجزيرة» - تواصل:
حلّ الإعلامي سليمان العصيمي، رئيس تحرير صحيفة الرياض السابق، ضيفاً على اثنينية الذييب الاثنين الماضي حيث أثرى الحضور بحديث حول الإعلام والصحافة ودورهما في خضم الأحداث المتسارعة التي تمر بالمنطقة العربية وبالمملكة.
وكان الإعلامي مناحي الحصان قد أدار اللقاء الذي جمع عدداً من الصحفيين والإعلاميين موجهاً الأسئلة إلى ضيف الاثنينية قبل أن يفتح الباب للمداخلات والأسئلة للحضور حول كل ما يخص المجال الصحفي بالمملكة.
في البداية أجاب العصيمي على سؤال حول رؤيته للأداء الإعلامي السعودي في ظل الظروف الراهنة والتي تمر بها المملكة والعالم العربي ككل، حيث قال: «لاشك أن الإعلام الآن يمثل السلاح والقوة العظمى لأي دولة. ورغم كثرة وسائل الإعلام وتنوعها إلا أن هناك محاولات لإبراز للسلبيات الموجودة في أي مجتمع لدرجة قد تنقلب معها الموازين، ومما لا يخفى كثرة التحديات والهجمات التي يشنها الإعلام الخارجي لدى الدول المعادية على المملكة، وقد وقف الشعب ضد هذه الهجمات التي في رأيي لم تتعرض لها المملكة من قبل على الإطلاق».
ويرى العصيمي أن إيران قد حاولت التخريب المتعمد من قبل في البحرين، وعندما فشلت مخططاتها بدأت محاولاتها الفاشلة مع السعودية ولكنها أيضاً لم ولن تنجح بفضل القيادة الحكيمة بالمملكة والتي تقف لها بالمرصاد. وعن مدى قدرة الإعلام السعودي على التعامل المهني مع الهجمات الخارجية تساءل خالد الغانم، الصحفي بجريدة اليوم، عن الطريقة الأمثل للتصدي لمثل هذه الهجمات. ويرى العصيمي أن المشكلة تكمن في الإعلام الخارجي للمملكة، والذي يعاني من ضعف في قدرته على المواجهة على حد تعبيره، حيث ضرب مثالاً بأن هناك المئات من القنوات الإيرانية التي تتحدث بمختلف اللغات يجدها المسافر لأي من الدول الأوروبية وذلك لإيصال رسالتهم للعالم أجمع، في حين لا يجد الشخص قنوات سعودية أو حتى عربية ترد على هذه القنوات المليئة بالادعاءات الكاذبة والمنهج غير القويم. يقول سليمان العصيمي: «بشكل عام لسنا بالإعلام المهاجم الشرس الذي يبادر بالإساءة، الأمر الذي يتماشى مع توجه المملكة بشكل عام والتي لا تفضل البدء بالإساءة وشن الهجمات على الأطراف الخارجية». بعد ذلك انتقل الحديث حول الإعلام الجديد، حيث وجه مناحي الحصان سؤالاً حول أثر الإعلام الجديد على الإعلام التقليدي. وأفاد العصيمي بأنه رغم ما يتميز به الإعلام الجديد وخاصة الصحف الإلكترونية من السرعة في نقل الخبر، إلا إن معظم هذه الصحف لا تزال تعتمد في مصادرها على الصحف الورقية. بل والأكثر من ذلك أن هناك عدم مهنية في نقل الخبر أو المقال حيث تنقله لقرائها دون أن تشير إلى مصدره ومن أين حصلت عليه أو حتى الحفاظ على اسم الكاتب. لذلك يرى العصيمي أن عمر الصحف الورقية لازال طويلاً بالمملكة وقد يصل إلى أكثر من 20 عام على الأقل، وهو ما تخبرنا به أرقام الاشتراكات والإقبال على اقتناء الصحف خاصة بالنسبة للقراء من الفئات العمرية الأكبر سناً. وفي مداخلة للزميل سعود الشيباني، محرر الشؤون الأمنية في صحيفة الجزيرة وجه سؤالاً لضيف الاثنينة حول مدى صحة اعتماد أكثر الصحف على الكتاب المتعاونين بدلاً من تعيين كوادر جديدة أو الاحتفاظ بالكوادر القديمة على رأس العمل. ليجيب العصيمي بأن هذا ليس صحيحاً على الأقل بالنسبة لصحيفة الرياض، مضيفاً أن هناك صحف أخرى تتجه إلى هذا الحل إذا ما تعرضت إلى أزمات مالية.
من ناحيته يرى فهد الصالح، المستشار بالغرفة التجارية، أن الصحف لم تعد تضم محللين متخصصين للأحداث، الأمر الذي يراه ضرورياً جداً لشرح وتحليل وجهات النظر وتوعية القارئ. وحول ذلك يرد سليمان بأن الصحف كثيراً ما تمنح الفرصة للكتاب والمحللين لطرح وجهات نظرهم على صفحاتها، إلا إن الكاتب بمجرد أن يشتهر بتحليلاته تستقطبه القنوات الفضائية للعمل لديها ومن ثم يترك الصحيفة. مضيفاً أن صحيفة الرياض عملت على احتواء كثير من الكتاب المتخصصين ولكن في النهاية اتجهوا للقنوات الفضائية.
وفي نهاية الأمسية قدّم حمود الذييب درعاً تكريمياً للعصيمي على ما قدمه للمجال الصحفي وتاريخه الحافل، متمنياً له دوام التوفيق والتألق والاستمرارية.