تتبوأ المرأة السعودية مكانة خاصة لدى بنك الرياض جعلتها في بؤرة اهتمامه، إيماناً بقدراتها وشحذًا لهممها وتعضيدًا لرفعتها، ولا أدل على ذلك من أن نسبة موظفات البنك تبلغ 25 % من إجمالي موظفيه كلهن سعوديات.
ولأن للمرأة السعودية باعًا طويلاًً في الثقافة فقد تضافرت الجهود بين نادي القصيم الأدبي متبنيًا وبنك الرياض ممولاً لإنشاء «جائزة التميز النسائي».
وتتميز الجائزة بالتزام القائمين عليها بأعلى معايير الموضوعية في اختيار المرشحات سواء من قبل الأفراد أو المؤسسات العلمية (حكومية وخاصة) في المملكة.
وقد خُصِّصت لمجالات الدراسات والبحوث المحكمة في قضايا المرأة، وفرع آخر خصص للمرأة السعودية المبدعة في المجالات الثقافية والأدبية والفنية المختلفة وفقاً لما يتم اختياره من قبل مجلس الأمناء في كل دورة، أما الفرع الثالث فقد خصص لتكريم السيدات السعوديات اللواتي قدمن إسهامات معرفية تخدم المجتمع في مجال الطب والعلوم أما الفرع الرابع فقد خصص للترجمة (وتُمنَح لأحد الأعمال المترجمة من اللغة العربية أو إليها).
وتبلغ قيمة الجائزة لكل فرع من فروعها في دورتها الثانية 75 ألف ريال للمستحقات الفائزات بالفرع، وقد اشترط القائمون على الجائزة شروطا عدة لقبول الأعمال منها: أن تكون من إبداع المرأة السعودية، وألا يكون قد مضى على نشر العمل أكثر من أربع سنوات هجرية من آخر موعد يتم إعلانه لتسليم الجائزة، وأن يكون العمل مميزاً وباللغة العربية، وألا يتعارض مع ثوابت الدين أو الوطن، وألا يكون العمل قد نال جوائز سابقة محليا أو خارجيا، وألا تكون المرشحة عضوا في مجلس النادي أو في أمانة الجائزة أو أحد المحكمين أو عائلاتهم.
وانطلقت الجائزة في دورتها الأولى العام الماضي، وفازت بجائزتها كل من الدكتورة غادة الطريف عن دراستها « المشكلات التي تواجه النساء الفقيرات العاملات في البيع في المباسط النسائية «، كما فازت الدكتورة أمينة الجبرين عن دراستها «المقالة النسائية السعودية «، وفازت الدكتورة وفاء إسماعيل خنكار عن كتابها « الحماية الخاصة للنساء والأطفال في النزاعات والأزمات «.
وقالت عبير آل الشيخ نائبة رئيس أول مديرة مصرفية السيدات في بنك الرياض، إن تعاون بنك الرياض مع نادي القصيم الأدبي في دعم وتمويل جائزة التميز النسائي للعام الثاني لها، يأتي انطلاقاً من مسؤوليته الاجتماعية لإثراء الحركة الثقافية في المملكة وخاصة لدى المرأة السعودية، ويعد امتداداً لجهود بنك الرياض في دعم المرأة السعودية بشكل عام حيث كان له السبق في توظيف أول سيدة سعودية إلى أن حققت نسبة 25 % من منسوبيه كلهن سعوديات ومن بينهن من تولت منصب نائب رئيس تنفيذي، وكذلك عمل البنك على تطوير خدمات ومنتجات مصرفية صممت خصيصاً للمرأة تقدم في 79 فرعاً و 4 مراكز للمصرفية الخاصة للسيدات منتشرة في كافة مناطق المملكة، وللبنك العديد من المبادرات الموجهة خصيصاً للمرأة السعودية من بينها على سبيل المثال لا الحصر برنامج يدوي للسيدات ذوات الاحتياجات الخاصة وبرنامج نبتة في الجوف وغيرهما العديد من البرامج بالإضافة إلى الشراكة الإستراتيجية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ودعم العديد من الأنشطة الموجهة للطالبات ومنسوبات الجامعة، وكذلك شراكتنا ودعمنا لعدد من الأنشطة الموجهة للطالبات ومنسوبات جامعة الملك فيصل بالأحساء وجامعة تبوك وجامعة حائل وجامعة الأمير سلطان وغيرها.
وهنّأ د. حمد السويلم رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي ورئيس مجلس أمناء جائزة التميز النسائي، جميع الفائزات وتمنى لهن مزيدًا من التفوق والنجاح، شاكرًا لهن ولجميع المتقدّمات المشاركات تفاعلهن مع الجائزة، ومجدداً شكره لبنك الرياض على دعمه السخي لهذه الجائزة ورأى أن هذه البادرة التي يتبناها البنك لدعم الحراك الثقافي والمجتمعي في وطننا الغالي تستحق الإشادة والتقدير، وتمنى أن تحتذي مؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال حذو بنك الرياض في القيام بواجب المسؤولية الاجتماعية تجاه مجتمعنا السعودي الغالي.
من جانب آخر، أعلنت د. نوال الحلوة رئيسة لجنة تحكيم الجائزة عن أسماء الفائزات، مشيرة إلى أنه قد أقرت الفائزات بالجائزة في دورتها الثانية على الترتيب التالي: الفائزة في فرع الإسهام المعرفي: د. فوزية بنت صالح الميمان : عن براءتي اختراع هما: مجهر كاشف المضافات الغذائية, واختراع كاشف رصد الدخان ( وكلاهما مسجلان في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ).
الفائزة الثانية في فرع الفنون التشكيلية: الفنانة التشكيلية: فاطمة وارس بن وارجو الجاوي، وذلك لتميز رسوماتها، ولأن أعمالها قد اتسمت بأفكار وخامات جديدة إبداعية.
الفائزة الثالثة في فرع الترجمة: أ.د بلقيس داغستاني عن ترجمة كتاب (الرُّضّع والفُطّم) لتيري جو سويم وليندا واطسون، وذلك لدقة الترجمة التي قامت بها من حيث أداء المعنى المراد والالتزام بأفكار الكتاب الأصلية، ولحسن اختيارها ترجمة المصطلحات العلمية الموجودة في الكتاب.
كما أشارت د.الحلوة إلى أن مجلس أمناء الجائزة اعتمد قرار لجنة التحكيم بحجب جائزة (فرع الدراسات والبحوث في مجال قضايا المرأة) في الدورة الثانية للجائزة لعدم ارتقاء الأعمال المقدمة لمستوى الجائزة. وفي ختام حديثها هنأت د.الحلوة جميع الفائزات متمنية للجميع التوفيق والازدهار وقدمت شكرها العميق لعضوات لجنة التحكيم على الجهود المميزة المبذولة في سبيل خدمة المرأة السعودية من خلال جائزة التميز النسائي.
وعلى صعيد الفائزات بالجائزة، قدمت الدكتورة فوزية الميمان الباحثة في جامعة الملك سعود، شكرها لنادي القصيم الأدبي على مساعدتها على الاشتراك في الجائزة ومن ثم الفوز بها، ولبنك الرياض أيضا لدعمه السخي للحراك العلمي والثقافي في المجتمع، مبينة أن اختراعها (كاشف المضافات الغذائية) يستحق الدعم لقيمته العلمية العالية؛ حيث إنه صمم لمراقبة جودة الغذاء عما يحتويه من مضافات غذائية، فضلا عن أنه جهاز صغير ويسهل حمله.
وأضافت الميمان أن الجهاز لدقة مراقبته يقلل من الإصابة بالأمراض والبعد عن الغش التجاري، كما أنه يمكن للعديد من مؤسسات المجتمع الاستفادة منه، مثل هيئة المواصفات والمقاييس، وهيئة الغذاء والدواء، والمختبرات والمستشفيات، وجميع أفراد المجتمع أيضا، وكذلك المكفوفون.
أما عن اختراعها الآخر (جهاز رصد الدخان)، فأكدت أنه مفيد جداً للمجتمع بشكل عام أفرادا ومؤسسات؛ إذ إنه يقلل كمية تلوث الهواء، ومن ثم يحسِّن من جودته ويقي المدخنين سلبا من أثر الدخان، ويتعامل مع جميع مصادر الدخان ويكشف عنها، إضافة إلى سهولة استخدامه وحمله، كما أنه يساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين بطريقة سهلة.
وأبدت الفنانة التشكيلية فاطمة الجاوي سعادة غامرة بحصولها على جائزة التميز النسائي للفن التشكيلي لهذا الدورة، مقدمة شكرها أولا لله عز وجل أن حقق حلمها بالفوز بالجائزة التي ظلت تتابعها وتتمنى تحقيقها، كما قدمت شكرها أيضا لنادي القصيم الأدبي وبنك الرياض لمساهمتهما في إنشاء هذه الجائزة التي تكشف عن ثقافة ومهارة متميزة لدى نساء المملكة، مؤكدة أن أهم ما يميز الجائزة أنها متاحة لكل المواطنات السعوديات, فليست حكرا على مؤسسة أو مسؤول رسمي من أي جهة كانت.
وعلى الصعيد ذاته، عبرت الأستاذة الدكتورة بلقيس داغستاني عن سعادتها بفوزها بجائزة التميز النسائي للترجمة خلال دورتها الثانية، مؤكدة على أهمية اهتمام المجتمع السعودي أكثر بالطفولة وخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة (مرحلة الرضع والفطم) في القطاعين الحكومي والخاص، ومشيرة إلى أن ترجمة كتاب (الرضع والفطم) سيكون مناراً يسترشد به المختصات والمختصون في مجال العناية بالطفولة التي تعد البذرة الأولى في مجتمع واع وناضج علميا وثقافيا وحتى صحياً.