فهد بن جليد
من الأخبار التي تُصيب سكان الرياض بالصداع هذه الأيام، مُتابعة نشاطات وفد هيئة تطوير المدينة الذي يزور نيويورك حاليًا، ويروج لخطة استراتيجية لتحويل ضجيج الرياض إلى (واحة معاصرة) متوافقة مع البيئة الصحراوية، وهو ذات الصداع الذي شعرنا به سابقًا عندما قرأنا خبر ترسية إدارة حركة المرور بالمدينة لشركة (عالمية) بعقد قيمته 100 مليون دولار؟!.
برأيي أن كل سكان الرياض يستحقون منحهم (وسام الصبر)، وهو وسام لا يجب أن يمنح إلا لأولئك القادرين على ضبط النفس في الزحام المروري، وامتصاص غضب السائقين الآخرين، والتخطيط المُتجدد مع كل صباح، لاكتشاف طرق جديدة ناشئة، بفعل نمو التحويلات المُتعاقب، فما كان سالك في رحلتك بالأمس، ربما غير مُتاح اليوم..؟!.
وزارة النقل هي الأخرى - الله يسعد جوها - بدلاً من إصلاح إنارة الدائري الشمالي غير المُضيئة مُنذ عدة أشهر التي تشوه مدخل المدينة الشرقي، مشغولة (بشعارها الجديد) الذي لم يتبق إلا طباعته على أكياس (خبز الصامولي) مع عودة المدارس، حتى يتأكَّد معالي الوزير وفريقه أن سكان العاصمة تعرفوا عليه، بعد أن تحولت اللوحات الإرشادية الإلكترونية إلى لوحة ترويج للشعار على طريقة (أمامك حادث مروري.. خفف السرعة، إلا ما شفت شعارنا الجديد)؟!.
قيادة المركبة في الرياض تحتاج إلى قدرات خاصة، لتجاوز الضغط النفسي الشديد، بعدما مزّقت المشروعات المُتعاقبة والمُنتشرة شوارعها، ومع كل هذه الحوسة؟ يحاول المواطن أن يكون مُبتسمًا وسعيدًا، ليخطط هو وعائلته الذهاب للمول، أو تناول العشاء في المطعم، إلا أن النهاية غالبًا؟ إمّا سؤال المُفتي حول وقوع الطلاق نتيجة الغضب والتسرع، أو العودة للمنزل (بكيس توست وكأس جبن)، وسط تحلم وغضب كل من في السيارة..؟!.
على هيئة تطوير مدينة الرياض تدارك الموقف، والاعتراف بشفافية أن طريقة تنفيذ كل هذه المشروعات دفعة واحدة تسببت بربكة عارمة، وأدخلت سكان المدينة في موجة من التوتر النفسي والعصبي، نتج عنه كثير من التصرفات غير المقبولة، والحوادث المرورية القاتلة، بسبب إهمال المقاولين، وعدم تحمل الشركات المُنفذة التي ابتلعت (مليارات الريالات) المسؤولية تجاه إنشاء أو تقديم أي مرفق ترفيهي للتخفيف من توتر السكان.. مع ضرورة تأجيل البحث عن أي (واحات مُعاصرة)، مراعاة لمشاعر من يعانون من (الزحام المروري) في قلب الصحراء؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.