لقاء - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
أكد مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء د. سليمان بن محمد المالك بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد يوليان الخدمات الصحية جل عنايتهما وخاصة ما يتعلق بالخدمات الصحية لمنسوبي قواتنا المسلحة في عموم مناطق ومحافظات المملكة ويوجهان بتسخير كافة الإمكانات لبناء الإنسان السعودي من خلال التعليم والتأهيل وبناء القدرات مما جعل مستشفياتنا العسكرية تزخر بهذه الكوادر الطبية والفنية التي تعمل في المجال الطبي.
وقال اللواء المالك خلال حديثه لـ«الجزيرة» إن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان له رؤى طموحة في الارتقاء بالخدمات الصحية لمنسوبي القوات المسلحة في الحاضر والمستقبل بما يحقق طموحات رجال القوات المسلحة في أماكن إقامتهم وتواجدهم حيث يحرص سموه على تقديم أفضل الرعاية الصحية لرجال القوات المسلحة وأسرهم.
وبين المالك بأن توجيهات سموه تؤكد على الاهتمام بأسر المرابطين في الحد الجنوبي والشمالي وإعطائهم الأولوية في المستشفيات العسكرية وقد تم إبلاغ هذه التوجيهات للقطاعات الصحية.
وكشف اللواء المالك بأن المدينة الطبية المزمع إقامتها في مدينة الرياض والبالغ طاقتها السريرية 3500 سرير ستكون معلماً من معالم العاصمة وسوف تخفف الزحام على المستشفيات العسكرية وأن المخططات والتصاميم جاهزة وقريباً يبدأ العمل فيها مؤكداً بأن هناك حلولا لمعالجة مشكلة الزحام في المستشفيات من خلال التكليف بالعمل الإضافي في العطل والأعياد والمناسبات لامتصاص عدد المراجعين.. موضحاً بأن تنامي عدد المراجعين يرجع لوجود الكوادر الطبية المتميزة في مستشفيات القوات المسلحة.. وهذا شيء لا يزعجنا بل يفرحنا.. وقوائم الانتظار موجودة في الدول المتقدمة. وإلى تفاصيل الحوار..
* كيف ترون هذه القفزات الهائلة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.. ورؤية المملكة 2030 لتطوير هذه الخدمة في المستشفيات العسكرية؟
- شهدت المملكة العربية السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله العديد من الإنجازات التاريخية على كافة الجوانب التنموية والتعليمية والاقتصادية والطبية والصناعية والثقافية والعمرانية والعسكرية من خلال انطلاق رؤية المملكة العربية السعودية (2030) للحاضر والمستقبل والتخطيط لعمل يلبي كل الطموحات ويحقق جميع الأمنيات بما يعكس قدرات هذا الوطن المعطاء ويحقق بناء الإنسان السعودي.
وإن توجيهات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع كانت فعلاً هي المنطلق لنا لتطوير خدماتنا الصحية وتقديم أفضل الرعاية الصحية لمنسوبي القوات المسلحة في أماكن إقامتهم وحيثما وجدوا، كما أن الخدمات الطبية للقوات المسلحة تقدم خدمات صحية متكاملة لمنسوبي وزارة الدفاع وللمواطنين والمقيمين الذين حالاتهم تستدعي العلاج في مستشفيات القوات المسلحة حسب التوجيهات الكريمة. ومعلوم أن الخدمات الطبية في القوات المسلحة هي ثاني أكبر خدمة بعد وزارة الصحة في تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين من خلال (26) مستشفى عسكري في مناطق المملكة تقدم أفضل رعاية صحية.
وأضاف المالك إلى أن الخدمات الطبية للقوات المسلحة وبعد مرورما يزيد على نصف قرن على إنشائها تعيش في أفضل مرحلة من مراحل نموها وازدهارها وتقدمها في ظل ما تلقاه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وبمتابعة ورؤية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذين نذروا جهدهم ووقتهم وفكرهم لتطويرها من أجل صحة منسوبي قواتنا المسلحة بشكل خاص والمواطن والمقيم ومن يحتاج للخدمة الطبية المتقدمة بشكل عام بما يتناسب والنهضة الشاملة التي نعيشها في ظل حكومتنا الرشيدة.
فقد أسست الخدمات الطبية للقوات المسلحة خلال هذه الفترة الوجيزة منظومة متناسقة ومتكاملة من الإدارات والمستشفيات والتي تعمل جنباً إلى جنب لتحقيق الهدف المنشود في تقديم الرعاية الطبية الوقائية والعلاجية المتوائمة وما وصلنا إليه من تميز طبي عالمي، من خلال مستشفياتها الـ(26) مستشفى ومستوصفاتها التي وصلت إلى (147) مستوصفاً.
ورؤية سمو الأمير محمد بن سلمان أن نرتقي بالخدمة ونستغل الموارد البشرية والتجهيزات الطبية المتقدمة ولدينا إمكانيات نفتخر بها في العالم من حيث الكوادر السعودية التي تعمل في هذه المرافق الصحية ووسائل تحقيقها يتم في ضمان جودة الخدمة وتطوير أنظمة المعلومات والنهوض بجودة المنشآت الصحية والعمل على تنفيذ الجامعة والمدينة الطبية بالرياض وتكون الخدمات الطبية للقوات المسلحة من أفضل مقدمي الرعاية الصحية.
* ارتفاع عدد العمليات الجراحية بشكل عام وزراعة الكلى والأعضاء بشكل خاص في مستشفيات القوات المسلحة إلى ماذا يعود؟
- ساهم الدعم اللامحدود من القيادة الكريمة في زيادة عمليات زراعة الكلى بمستشفيات القوات المسلحة إلى (182) العام الماضي بعد أن كانت في عام (2014م) (142) وقد أشاد المركز السعودي للأعضاء بتحسن أداء عمليات زراعة الكلى ودورها في إنقاذ مرضى الفشل العضوي بالمملكة ,كما تزايد أعداد المراجعين لعيادات مستشفيات القوات المسلحة لعام (1436هـ -2015م) أكثر من (10.600.000) مراجع بعد أن كانت في عام (2014م) (9.500.000) مراجع , وزيادة بعدد العمليات الجراحية حيث بلغت في مستشفيات القوات المسلحة أكثر من (162000) عملية بعد أن كان عددها في عام (2014م) (72.443) عملية أما على صعيد زراعة الأعضاء فبلغ عدد العمليات (406) عمليات - (5) عمليات زراعة قلب - (16) عملية لزراعة نخاع عظمي - (159) عملية زراعة أخرى), كما بلغ عدد عمليات قسطرة القلب التي تمت في مستشفيات القوات المسلحة (14.017) عملية بعد أن كانت (11.538) عملية، وعدد عمليات جراحة القلب التي أجريت أكثر من (2900) عملية خلال هذا العام ووصلت عدد الوصفات الطبية ووصفات العلاج لعناصر الدواء المصروفة للمرضى في مستشفيات القوات المسلحة أكثر من (87.699.500) دواء مصروف بعد أن كانت في (2014م) (34.997.128) دواء مصروفا، كما ساهم الإخلاء الطبي الجوي التابع للخدمات الطبية للقوات المسلحة خلال العام (2015م) بنقل أكثر من (2194) حالة بعد أن كانت في (2014م) (1.808) حالة سواء للعلاج أو نقل للأعضاء أو الإسناد الطبي الجوي داخل وخارج المملكة بإجمالي عدد رحلات بلغ (1706) رحلات بعد أن كانت في (2014م) (1.124) رحلة وتم تخصيص رقم هاتف على مدار الساعة لتسهيل إجراءات التنسيق والمتابعة لمن صدر لهم أوامر النقل بالإخلاء الطبي الجوي من خلال رقم موحد (920006657) وكذلك إيميل مركز الاتصالات (COMMS@MEDEVDC.NET.SA) بالإضافة لضم إحدى عشرة طائرة لأسطول طائرات الإخلاء الطبي الجوي النفاثة المجهزة بأحدث التقنيات الطبية لنقل ثلاث حالات عناية مركزة في وقت واحد.
كما حققت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة شهادة الاعتماد من اللجنة الدولية المشتركة لمعايير الجودة الطبية وسلامة المرضى (JCI) (Joint Commission International) والتي تعد من أهم وأكثر الشهادات التي تسعى المنظمات الصحية للحصول عليها نظراً لعميلة التقييم التي تشمل كافة النواحي الطبية والإدارية لتتوافق مع المعايير التي تحظى بها أفضل المستشفيات بالعالم، وذلك بناءً على تطبيقها لجميع متطلبات الجودة التي تم تقييمها ميدانياً من قبل فريق من اللجنة لعدد من المستشفيات والمرافق التابعة لها في الرياض وجدة والظهران والمنطقة الجنوبية وبقية المستشفيات في طور الحصول على هذا الاعتماد.
* ما هي جهودكم في مواسم الحج والعمرة لدعم جهود الدولة في مجال الرعاية الصحية؟
- بتوجيهات كريمة فإن للخدمات الطبية مشاركة سنوية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وذلك من خلال بعثة متكاملة عبارة عن مستشفى للقوات المسلحة بالمشاعر المقدسة بمنى حيث يتسع لـ(50) سريرا ويضم (20) عيادة متخصصة بالإضافة إلى صيدلية مركزية ووحدات للأشعة ومختبر ومراكز لمعالجة ضربات الشمس والإجهاد الحراري وغرف العناية المركزة وكذلك مستوصف وقوة الإسناد الإداري بالمغمس والذي يعمل بطاقم طبي متكامل وبسعة (17) سريرا، و(12) فرقة إسعافية مجهزة تجهيزاً كاملاً من أطباء وممرضين، بالإضافة إلى مركز القوات المسلحة لطب الأسرة بدقم الوبر والذي يتسع (210) أسرة وفرق الطوارئ الجوالة ويبلغ عددها (15) فريقا مكونة من طبيبين ومسعفين دربوا على التواجد خلال (4) دقائق عند الحاجة كما تقوم فرق الطوارئ أيضاً بمهمة مساندة للدفاع المدني ووزارة الصحة بالمشاعر المقدسة وتجهيز عدد من طائرات الإخلاء الطبي الجوي لهذا الغرض حيث تستقبل مستشفيات القوات المسلحة بالمشاعر المقدسة ما يقارب ( 1500 ) مراجع في السنة الواحدة.. كانت مشاركة وزارة الدفاع مميزة في الحج حيث تم إنشاء مستشفيات ثابتة ومتنقلة بـ(387) سريرا والتي وجه بها وزير الدفاع لدعم جهود وزارة الصحة في المملكة في الحج والعمرة بحيث يكون هذا الدعم مستمراً لضيوف المملكة من الحجاج والمعتمرين.
الخدمة الطبية الطائرة
* ماذا عن إمكانية تطوير الإخلاء الطبي الطائر.. وما هي الجهود التي تقوم بها؟
- إن ولاة الأمر في هذا البلد المعطاء مدركون تماماً مدى أهمية الإخلاء الطبي الجوي وما تقتضيه المرحلة من إيجاد إخلاء طبي جوي يساند قطاع الصحة في بلادنا ويساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح بإذن الله بنقلها إلى المستشفيات التخصصية داخل وخارج المملكة، فصدرت التوجيهات الكريمة ببناء أسطول متكامل من طائرات الإخلاء الطبي الجوي منها الطائرات النفاثة والعامودية المجهزة بكافة التجهيزات الإسعافية والتي تديرها إدارة الإخلاء الطبي الجوي بالخدمات الطبية للقوات المسلحة وبذلك بدأت طائرات الإخلاء الطبي الجوي بنقل المرضى في أكثر من (36) مدينة و(36) قرية داخل المملكة و(65) مدينة في (34) دولة خارج المملكة وقامت طائرات الإخلاء الطبي الجوي بنقل أكثر من (37000) مريض منذ إنشائها وهذا يدل على التطور المستمر بالإضافة لصدور الأوامر الكريمة بنقل فريق زراعة الأعضاء إلى أي نقطة داخل المملكة في حالة وجود متبرع، فالإخلاء الطبي الجوي ينقل أكثر من (2000) حالة إلى المستشفيات في الداخل والخارج سنوياً، كما تشارك إدارة الإخلاء الطبي الجوي في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتعدت مشاركة الإخلاء الطبي الحدود ووصلت إلى المحتاجين خارج المملكة مثل ما حصل في إغاثة المتضررين من زلزال مدينة بام الإيرانية والعراق واليمن وآخرها حملة الإغاثة لإخواننا في غزة وباكستان ومصر.
وأكد المالك بأن هناك تطوير لطائرات الإخلاء الطبي يشمل تجهيز الطائرات بأحدث الأجهزة الطبية حيث تعتبر ثاني أو ثالث أسطول على مستوى العالم من حيث الإمكانات والخدمات وهي ليست حصراً على المواطن بل لكل محتاج.
* ما مدى التوسع في مراكز الرعاية الصحية في الأحياء لفك الزحام عن المستشفيات؟
- هناك خطة للتوسع في مراكز الرعاية الأولية من خلال إنشاء مراكز لطب الأسرة للتخفيف عن المستشفيات والتخفيف عن معاناة المواطن وتقديم الرعاية له في مكان إقامته من خلال توفير كافة العيادات وملاحقة منسوبي وزارة الدفاع في أماكن إقامتهم بهذه الخدمات بالإضافة إلى تقديم الرعاية المنزلية في منازل المرضى خوفاً عليهم من أي عدوى أو مشقة بحيث يكون زيارات مجدولة 3 مرات في الأسبوع للكشف على المريض وما يحتاج إليه من علاج حيث قمنا بالكشف على 62 ألف مريض من خلال زيارات منزلية العام المنصرم.
* ماذا يعني هذا التنامي في عدد المراجعين لمستشفيات القوات المسلحة؟
- هذا التنامي في عدد المراجعين مؤشر يسعدنا كثيراً لأن هذه الأعداد تدل على جودة الرعاية الصحية التي يلقاها المريض فمثلاً خلال عام 2015م زاد عدد المراجعين من 9 ملايين إلى 10 ملايين و600 ألف، والعمليات الجراحية زادت من 72 ألفا إلى 162 ألفا على مستوى المستشفيات العسكرية.
وأضاف المالك إلى أن المستشفيات العسكرية صارت تعمل أكثر من خلال الإجراءات الجديدة وهي تكليف الأطباء والفنيين بالعمل الإضافي في الأعياد والعطل والمناسبات حتى لا يتعطل المريض من هنا قوائم الانتظار تقلصت كثيراً ونحن لا نحكم على مستوى خدماتنا.. المرضى والمراجعون هم الذين يحكمون على خدماتنا ونحن نلتمس ذلك.
* هل هناك مستشفيات متواجدة مع القوات المسلحة تخدم المرابطين على الحد الجنوبي والشمالي؟
- بالطبع هناك توجيه من سمو وزير الدفاع والمسؤولين في الوزارة بوضع كافة الخدمات الصحية في متناول المرابطين حيث هناك مستشفى خميس مشيط وجازان ونجران وشرورة وهذه مستشفيات ثابتة تقدم كل الرعاية لمنسوبي القوات المسلحة وهناك 3 مستشفيات ميدانية متنقلة قريبة من الوحدات تعمل على تقديم العناية. ومن تتطلب حالته الإخلاء يتم تحويله إلى المستشفيات الرئيسية من خلال طائرات الإخلاء الطبي.
وأوضح المالك بأن العمليات التي تعمل في مجال زراعة الأعضاء وجراحة القلب أغلبها بأيدٍ سعودية ولدينا جراحون سعوديون شاركوا في عمليات جراحية خارج المملكة ورجعوا بشهادة عالية.
* ماذا عن مشروع المدينة الطبية الجديدة في مدينة الرياض؟
- المشروع جبار ويحتاج إلى وقت وقد تم الانتهاء من جميع المخططات والتصاميم والأرض جاهزة وقريباً تطرح في منافسة وهذه المدينة ستكون معلماً من معالم مدينة الرياض الحضارية حيث يبلغ طاقتها السريرية 3500 سرير وستكون داعمة للمستشفيات العسكرية في مناطق المملكة والقطاعات الصحية.
وبين المالك بأنه لا غنى لنا عن مدينة الأمير سلطان رحمه الله بعد إنجاز هذه المدينة الجديدة لأنها سوف تكون مراكز أبحاث ومراكز متخصصة في بعض الأمراض وأيضاً سيكون فيها أسرة للتنويم.
* كيف ترون حصول مستشفيات القوات المسلحة على جائزة الاعتماد الدولي لمعايير الجودة في الرعاية الصحية؟
- أريد أن أؤكد بأن أغلب المستشفيات العسكرية في المملكة قد حصلت على شهادة الجودة العالمية في خدماتها الصحية وهذا شيء نعتز به ويعود الفضل في ذلك إلى الدعم والرعاية من قبل قيادتنا لهذه المستشفيات ولن نتوقف عند هذه الجوائز.. بل سوف نواصل الرقي بخدماتنا الصحية ثم أيضاً بما نملكه من الكوادر الطبية والفنية من أبناء الوطن الحريصين على العلم والتعلم والمهارة الطبية.
وقال المالك: ليس المهم الحصول على شهادة الجودة.. بل الحفاظ على هذا المستوى من الرعاية والعلاج والتأهيل وتقديم أفضل الخدمات العلاجية وهذا ما نعمل عليه ونقوله للمستشفيات التي حصلت على هذه الجائزة.. ومواصلة المشوار وعلى التميز.
* ماذا عن تطوير المعاهد الصحية وتحويلها إلى كليات صحية متطورة؟
- يوجد لدينا حالياً كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية بالظهران حيث تعتبر رافداً مهماً يمد مستشفيات القوات المسلحة بالكوادر الطبية المؤهلة تأهيلاً عالياً في التخصصات الطبية حيث صدرت التوجيهات برفع مستواها الأكاديمي بحيث تمنح درجة البكالوريوس في عدة تخصصات في مجال العلوم الصحية.
وكشف المالك خلال حواره إلى أن هناك توجها لتحويل المراكز الصحية في المستشفيات العسكرية للرجال والنساء إلى فروع لكلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية في مختلف المناطق بحيث يتم تطبيق المناهج في هذه المراكز على ما يدرس في هذه الكلية مثل فروع الجامعات ولدينا تنسيق مع وزارة التعليم وهيئة التخصصات الصحية تنسيق وتشاور في هذا الموضوع وقريباً تحول هذه المراكز إلى كليات.
* هل يوجد لديكم نقص في مجال التمريض من الأيدي السعودية؟
- بكل تأكيد هناك نقص.. والنقص ليس لدينا في السعودية.. بل في مستشفيات كل دول العالم.. ونحن في الخدمات الطبية لدينا إقبال من قبل الشباب والشابات للعمل في مجال التمريض ونحن نشجع أبناء الوطن على الالتحاق بهذا المجال الإنساني والبنات الذين تخرجن من كلية الأمير سلطان التحقن بالمستشفيات وهن يؤدين دورهن باحترافية وأثبتن كفاءة ومقدرة في مراكز العناية.. والدولة حريصة كل الحرص على توظيف أبناء الوطن بعد تدريبهم وتأهيلهم.
وأكد المالك بأن الخدمات الطبية للقوات المسلحة عمرها عريق لها أكثر من 40 سنة وهي تقدم خدمات صحية متقدمة لدينا العديد من المراكز الصحية مثلاً مركز الأمير سلطان للقلب واحد من أكبر المراكز العالمية في علاج القلب، ونحن بصدد افتتاح مراكز للقلب في الجنوب والشرقية هذه كلها تعكس رؤية المملكة لتطوير المنظومة الصحية ورفع قدرة الكفاءة العاملة في المجال الصحي.
* مستشفى خميس مشيط العسكري من أقدم المستشفيات وعليه كثافة سكانية من عدة مناطق.. ماذا عن تطوير هذا المستشفى ورفع طاقته السريرية؟
- بكل تأكيد هناك توجه لزيادة الأسرة في هذا المستشفى وهناك أعمال تطويرية وسوف أقف عليها خلال الأيام القادمة وأفتتح بعض الأقسام والعيادات الجديدة ونحن ندرك تماماً هذا الزحام.. ولكن عندما نفتتح مستشفى جازان العسكري والذي كان يحول مرضاه إلى خميس مشيط لن يكون هناك أي زحام لأن مستشفى جازان طاقته 350 سريرا لخدمة منسوبي القوات المسلحة في هذه المنطقة.. والتطوير مستمر في كل المستشفيات.. ولكن مثلما قلت سيتم حل هذا الزحام في المستشفيات.
* هناك زحام بدليل جمع أكثر من مريض في غرفة واحدة ما هو الحل؟
- نحن ندرك حجم الزحام والحل سيكون زيادة الأسرة في بعض الغرف كمعالجة للمشكلة مؤقتاً ولكن التوجه أن يكون كل مريض، أو اثنين في غرفة واحدة حرصاً على عدم العدوى وراحة المريض والزوار.. عندنا فعلاً خطط بعدم جمع المرضى في غرفة واحدة.. ولكن وبالتدريج سيتم تفعيل هذه الخطط عندما يتم إنشاء المدينة الجديدة في الرياض وننتهي من المستشفيات والأقسام والتوسعات في بعض المناطق.
* ماذا عن الاستمرار في مجال الابتعاث للخارج في المجالات التي تحتاجونها في المستشفيات العسكرية؟
- الابتعاث لم يتوقف أبداً.. لدينا خطط في مجالات الابتعاث للخارج لتطوير الكوادر الصحية التي تعمل في هذه المستشفيات والدولة أعزها الله دعمت الابتعاث من سنوات طويلة وبالذات في المجالات الطبية.. ولا زالت تحرص على الابتعاث إلى كل دول العالم.. وهذا الاستثمار الحقيقي من أبناء الوطن وهذا التوجه يلقى دعماً بلا حدود.
* هل يوجد لديكم خطة لنقل بعض العمليات النادرة عبر الأقمار الصناعية للجامعات في الداخل والخارج وبين المستشفيات العسكرية؟
- نحن نعمل عليه حالياً وقريباً سيكون هناك نظام موحد لنقل مثل هذه العمليات النادرة حتى يكون هناك فائدة للعاملين في هذه المستشفيات.. كما أن هناك توجها ليس للمستشفيات العسكرية بل للجامعات الطبية في الداخل والخارج.. وقد بدأنا التنسيق مع بعض الجامعات في أمريكا (وكندا) ومستشفيات المملكة لبث هذه العمليات ونقل المحاضرات والمؤتمرات.
* كيف لمستم توجهات سمو وزير الدفاع لتطوير مستشفيات القوات المسلحة والمشاريع الصحية؟
- الأمير محمد بن سلمان دائماً يسأل عن أي نقص في الخدمات الصحية ضمن متابعاتنا للعمل ويوجه دائماً أن تقدم خدمة متميزة لرجال القوات المسلحة وعائلاتهم ويؤكد بأنه لن يسمح بأي تقصير لأن أسر هؤلاء المرابطين وغير المرابطين أمانة ولا بد من تقديم العلاج والعناية بهم بالذات من يعملون في الحد الجنوبي والشمالي لهم أفضلية، وعلى ضوء هذه التوجيهات تم توجيه المستشفيات بإعطاء الأولوية لعوائل المرابطين.
* ماذا عن تأمين الغازات الطبية للمستشفيات العسكرية ودفن النفايات الطبية؟
- نظراً لحاجة مستشفيات القوات المسلحة التابعة للإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة إلى الغازات الطبية التي لا يمكن الاستغناء عنها في كثير من الأنشطة العلاجية صدر التوجيه الكريم بإنشائه عام 1399هـ وبدأ تشغيله في شهر ذي الحجة من عام 1401هـ بطاقة إنتاجيه (300) طن سنوياً من الغازات الطبية اللازمة لعلاج المرضى وهو يغذي كافة مستشفيات القوات المسلحة، والمصنع يحتوي على العديد من الوحدات الإنتاجية منها وحدتان لإنتاج الأوكسجين ووحدتان لإنتاج أكسيد النيتروز ووحدة لتعبئة الغازات واختبارها، ويقوم المصنع بتحديد المتطلبات والاحتياجات للمستشفيات فيما يتعلق بنوع المنتج ومدة التوريد إلى جانب وضع الخطط المستقبلية لتطوير قدرات المصنع الإنتاجية وتوزيع إنتاج المصنع من الغازات الطبية لمستشفيات القوات المسلحة بالمملكة. كما أن هناك عدة شركات تقوم بدفن النفايات الطبية وفق معايير محددة لعموم المستشفيات العسكرية.
* نحن نعلم أن «مملكة الإنسانية» تقوم بدور إنساني لتقديم الرعاية الصحية في عدد من الدول من قبل الخدمات الطبية للقوات المسلحة.. فهل لكم من إلقاء الضوء على ذلك؟
- لم يدخر ولاة الأمر في هذا البلد المعطاء أي جهد في مد يدِ العون إلى كل من يحتاج إلى مساعدة، حيث صدرت التوجيهات بإنشاء مراكز للغسيل الكلوي في العديد من الدول الإسلامية الفقيرة والتي كانت باكورة هذه المشاريع قد بدأت في جمهورية جيبوتي ومن ثم بوركينافاسو وأوغندا، حيث تم إنشاؤها وفقاً لأحدث المواصفات الطبية والفنية مما كان لها بالغ الأثر في رفع معاناة الأشقاء في جمهورية جيبوتي وبوركينافاسو وأوغندا ومن يعانون من أمراض الكلى والفشل الكلوي لمساعدتهم على العلاج بين أهلهم، وأسهمت هذه المراكز في الارتقاء في الخدمة الطبية المقدمة لمرضى الكلى بما تحتويه من وحدة غسيل كلوي متطورة والتجهيزات الطبية اللازمة، ويشتمل المركزان على غرف استقبال وتمريض وعلاج وصالات انتظار ومختبرات ومكاتب إدارية وخزان للمياه ومولد للكهرباء ومحطة لمعالجة المياه.
ومن ناحية أخرى فقد كان لهم حفظهم الله دور كبير في التخفيف من معاناة إخواننا في الصومال وإيران واليمن والعراق ولبنان وغزة حيث صدرت التوجيهات الكريمة بإرسال المستشفيات الميدانية المتنقلة لعلاجهم والتخفيف من معاناتهم ونقل الحالات المستعصية لمستشفيات القوات المسلحة وغيرها لتتم معالجهم وإعادتهم إلى بلدهم وهم بصحة جيدة وكان آخرها صدور التوجيهات بإرسال مستشفيين ميدانيين لجمهورية مصر الشقيقة.
* ما مدى نجاح حملة الأمير سلطان رحمه الله للرعاية الصحية في مناطق المملكة من خلال علاج المواطنين في أماكن إقامتهم؟
- كان لتوجيهات ولاة الأمر بتسيير حملات للرعاية الصحية الأولية تحت مسمى (حملة الأمير سلطان للرعاية الصحية) بمناطق المملكة بالغ الأثر في إيصال الخدمات الطبية للمواطنين في أماكن تواجدهم وتقديم الرعاية الصحية الأولية بكافة أشكالها لهم، وهدفت كذلك إلى عمل مسح ميداني للأمراض المستوطنة في كل منطقة ومن ثم إعداد التقارير والإحصائيات التي ستستفيد منها الخدمات الطبية للقوات المسلحة في عملها وتزود بها وزارة الصحة.
ويأتي ذلك ضمن دور الخدمات الطبية للقوات المسلحة في مجالات التوعية والتثقيف الصحي إضافة إلى دورها الوقائي والعلاجي والتدريبي تحقيقاً لشعار الخدمات الطبية للقوات المسلحة (جودة العلاج والوقاية والتدريب) وكانت انطلاقة هذه الحملات من محافظة الدوادمي في 15 - 8 - 1424هـ وصولاً إلى الحملة التاسعة عشر في تربة وتم خلال هذه الحملات استقبال ما يزيد عن (85000) مراجعاً بالإضافة إلى تحويل العديد من الحالات التي تستدعي العلاج في مستشفيات متخصصة سواء في مستشفيات القوات المسلحة أو وزارة الصحة.
وتضم الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة عدة مستشفيات متنقلة تشتمل على الكثير من العيادات المتخصصة والتي تحوي كافة الأجهزة اللازمة والحديثة للعمل في الميدان وتقوم هذه المستشفيات الميدانية بمشاركات فاعلة في المناسبات الوطنية لخدمة الوطن والمواطن واكتساب المهارة والتدريب اللازمين للعاملين فيها.
ولا يقتصر عمل المستشفيات الميدانية للخدمات الطبية للقوات المسلحة على العمل في الداخل بل إنها وبناءً على التوجيهات السامية الكريمة شاركت في العديد من المناسبات والحملات الإغاثية خارج الوطن في دول إسلامية عدة (العراق - لبنان - الصومال - غزة - مدينة بام الإيرانية - اليمن) وكان آخرها إقامة مستشفيين ميدانيين بباكستان ومصر لمعالجة المنكوبين في الفيضانات وغيرها.
* ماذا تقدم الخدمات الطبية للقوات المسلحة في مجال التوعية والتثقيف الصحي؟
- شهدت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة في نفس العام وضمن دورها في مجال التوعية والتثقيف الصحي تدشين الشبكة التلفزيونية الداخلية بمستشفيات القوات المسلحة والتي تشتمل على قناتين الأولى قناة الدفاع والتي تهدف للتعريف بالقوات المسلحة بشكل عام وما تمتلكه وإمكانياتها ودورها في حالة السلم والحرب، والقناة الطبية وتعنى بالتوعية الطبية للمراجعين والمنومين بمستشفيات القوات المسلحة من خلال بث إرشادات توعوية وتثقيفية على مدار الساعة بالإضافة لإعداد وتوزيع المطبوعات التوعوية والتثقيفية والمشاركة في الحملات الصحية بشكل عام.