يطل علينا اليوم الوطني ليخلد ذكرى اليوم الأعز الذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر مسيرة الوطن المجيد، منذ أن تم توحيد هذا الكيان الكبير على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيّب الله ثراه - من الشتات والفرقة إلى التلاحم والإخاء، لنستلهم من سيرة هذا القائد الفذ كيف استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله عزّ وجلّ، أن يضع قواعد هذا الوطن الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي أصبحت منهجنا ودستورنا للوحدة والتمكين.
تمر علينا هذه الذكرى ونحن ننعم في أمن ورخاء، متطلعين بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق وفق رؤية ثاقبة وعظيمة إنها رؤية (2030م)، والتي تحتاج منا جميعاً لاستشعار المسؤولية الملقاة على عاتق كل مواطن للعمل الجاد والمخلص ومضاعفة الجهد، واستشعار أن ما نحن فيه اليوم هو رؤية صادقة لآبائنا وأجدادنا، والذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل ذلك, ودورنا اليوم أن نعمل لنحقق لأبنائنا استمرار النماء والرفاه والأمن.
اليوم الوطني هو وقفة صادقة بالعرفان والامتنان لجهود العظماء وعطائهم من عهد المؤسس وأبنائه البررة من بعده، وما قاموا به من جهود وتضحيات وهو وقفة ثقة وانتماء وعمل وبناء، في عهد رسم ملامحه بالحزم والعزم والرؤية الثاقبة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، يسانده ولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ولقد عوّدنا الوطن وفي طول مسيرته أنه الباقي والأقدر، رغم جميع التحديات، على تجاوزها بعزم الرجال المخلصين، ليرد كيد المعتدين إلى نحورهم وفي كل الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وذلك لأننا أمة مؤمنة متمسكة بثوابتها, وعهودها ومواثيقها, ولأننا لحمة واحدة في ظل هذا الوطن وهذا هو موطن عزّنا وفخرنا وقوّتنا.وفي يوم الوطن تتزاحم الكلمات والمشاعر حباً لأرضه وسمائه، إنها مشاعر الحب والفداء والتضحية والعطاء، فلا أقول إلا داعياً العلي القدير أن يديم على وطننا الغالي نعمه ظاهرة وباطنة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين.
اللواء/ أحمد بن عبدالله الصيدلاني - قائد حرس الحدود بمنطقة المدينة المنورة