جاسر عبدالعزيز الجاسر
الدول التي تحسب خطواتها وتعمل لمستقبل أجيالها تنتهز مناسباتها الوطنية، وبالذات أيامها الوطنية لتقيّم ما تم تحقيقه من إضافات في تنمية الوطن ومراجعة ما حصل في عام مضى من إيجابيات وسلبيات، وهو ما يحصل لدينا في المملكة العربية السعودية، فمع احتفالنا واعتزازنا باليوم الوطني لبلادنا العزيزة، والذي يُعد يوماً هاماً ليس لدينا كسعوديين بل لكل العرب والمسلمين، فهو اليوم الذي يؤرخ لأول وحدة عربية وأول إنجاز إسلامي في العصر الحديث حقق للمسلمين دولة خدمت المسلمين والعرب، وقدمت أفضل ما تحقق للمقدسات الإسلامية، وبالذات للحرمين الشريفين المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، إضافة إلى ما شهدته المشاعر المقدسة التي حصلت على أفضل الإنجازات وفاقت كل ما تحقق في العهود السابقة، ومثلما حصد السعوديون خيرات الدولة العربية الإسلامية التي تقترب من قرن من عمرها المديد حصد المسلمون والعرب الخيرات مثلهم، فقد قدمت المملكة العربية السعودية كل ما كان المسلمون والعرب يأملونه وأكثر، بل حتى أكثر مما كانوا يتطلعون إذ شاركت المملكة المسلمين والعرب ما أنعم الله عليها بالخيرات وفاضت عليهم بالمساعدات، وكان نصيب الاهتمام وتطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، الأكثر، وهو ما يجعل المملكة العربية السعودية، الدولة الإسلامية الجديرة بحب وتطلع المسلمين كافة.
ومثلما قامت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها بما يجب أن تقوم به لخدمة الإسلام والمسلمين، وأكثر مما هو مطلوب منها فإن قادة المملكة من أيام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- مروراً بأبنائه جندوا أنفسهم وحياتهم وطاقتهم لخدمة بلدهم وأهله، فلم يتوانوا في تنمية الوطن وتطويره، ورفع مستوى أبنائه، إذ استثمروا ما أنعم الله علينا من خيرات في رفع مستوى الوطن وإنسان الوطن، والحمد لله وصلت المملكة في أقل من مئة عام، إذ نكمل قرناً من الزمن على إنشاء المملكة العربية السعودية، الدولة القارة، التي نحتفل بيوم تأسيسها السادس والثمانين، وها نحن واحدة من أفضل عشرين دولة في العالم، وفي مركز متقدم في مجموعة العشرين التي تضم الدول الأكثر تقدماً والأكثر نمواً.
والحمد لله تحل الذكرى السادسة والثمانون لليوم الوطني، والمملكة العربية السعودية تسجل الإنجازات والإضافات التنموية والاقتصادية والسياسية والأمنية، إذ تأتي هذه الذكرى العزيزة على كل سعودي وعربي ومسلم بعد أن احتفينا بتحقيق أفضل نجاح لموسم الحج، الذي تم والحمد لله بنجاح باهر رغم كل ما حاول أعداء المسلمين من المنافقين الذين يسعون لشق صف المسلمين، من إقامة العراقيل والتشكيك فيما تقوم به القيادة السعودية والشعب السعودي، الذي من منة الله ورحمته أن جعل خدمة المقدسات الإسلامية في أبناء هذه المملكة التي أنجبت قيادة مسلمة رشيدة جعلت من مهامها وأعمالها خدمة المسلمين ومقدساتهم، وجعلت ذلك سبيلاً لمرضاة الله وحده وليس هدفاً سياسياً ودنيوياً كما يفعل المنافقون.
وتراكماً لإنجازات المملكة العربية السعودية وقيادتها وأهلها، يأتي الإعلان عن إحباط مخططات أعداء الإسلام المسلمين الذين يستهدفون قلعة الإسلام بالمخربين والإرهابيين، فقد تم كشف آخر أعمالهم الإجرامية بتفكيك ثلاثة خلايا إرهابية من أعوان الشيطان من تنظيم داعش، الذي ولد من حاضنة المنافقين والذين وجدوا لهم أعواناً من المنحرفين الذين تبنوا أفكاراً ضالة لتخريب وطنهم الذي يفتخر كل إنسان سوي بالانتماء إليه.
الحمد لله.. قافلة الخير والنماء وخدمة الإسلام والمسلمين والعرب مستمرة على الطريق الصحيح، ولهذا نزداد فخراً وعزة، وحَقَّ لنا الاحتفال والفرح بيومنا الوطني.. يوم عزة العرب والمسلمين جميعاً.